ما أسباب انخفاض تقييم مطارَي جاتويك وهيثرو لعام 2023؟
شهدت المطارات في بريطانيا خلال الفترة السابقة فوضى عارمة، ما أفسد رحلات العديد من المسافرين، خاصة في موسم العطل، وقد أدى ذلك إلى انخفاض تصنيف المطارات البريطانية، لاسيما مطاري جاتويك و هيثرو، فما الأسباب الأساسية وراء الفوضى وتدهور الخدمات في مطارات بريطانيا؟
انخفاض تصنيف مطاري جاتويك وهيثرو
اشتكى المسافرون عبر مطار جاتويك من الكثير من المشكلات التي أدت لانخفاض تصنيف المطار إلى 1.6 من أصل 5، ولعل أبرز ما واجهوه، هو عدم نظافة المراحيض، والتأخير في قسم تفقد جوازات السفر، حيث أشار معظمهم إلى أن تجربتهم في المطار تركت انطباعًا سلبيًا ولم ترقَ للمستوى المطلوب، في حين أشاد قلة من المسافرين بخدمات المطار.
وفي المقابل أدلى مسافرون عبر مطار هيثرو بتعليقات متفاوتة حول وضع الخدمات المتوفرة في المطار، كما أن المشاكل التي واجهها الركاب مثل اتساخ المراحيض، وفترات الانتظار الطويلة في قسمي التفتيش و الجوازات، أدت إلى تراجع تصنيف المطار إلى 1.4 من أصل 5.
من يتحمل المسؤولية؟
وفي حين أن شركة مطار هيثرو المحدودة مسؤولة عن بعض الأقسام في المطار، تتولى شركة مطار جاتويك المحدودة مسؤولية المرافق العامة، في المطار، بالإضافة إلى إشرافها على خدمة الزبائن، ومساعدة المسافرين.
بينما تتولى وزارة الداخلية مهمة ضبط أمن المطار، وتفقد جوازات سفر المسافرين، أمّا موظفو الخطوط الجوية فهم مسؤولون عن تنظيم الرحلات، وحمل أمتعة المسافرين، لذلك فإن بعض المسافرين يرى بأن تراجع تصنيف المطار هو أمر تتحمل مسؤوليته عدة جهات وليست جهة واحدة فقط.
فوضى في مطار جاتويك
وفي هذا السياق تحدث بعض المسافرين عن تجربتهم المريرة في مطار جاتويك خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي، حيث قال بعض المسافرين أن موظفي المطار لم يظهروا سلوكًا لائقًا، ولا يعرفون أصول التعامل مع العملاء، ولا يتمتعون بمهارات التواصل،
وقال أحد المسافرين”: إن قوات أمن المطار فتشوا حقيبته بطريقة فظة، حيث أخرجوا جميع الملابس من الحقيبة، وكانوا يتحدثون معه بأسلوب يفتقر إلى اللباقة طالبين منه عدم لمس الحقيبة أثناء تفتيشها”.
وأضاف المسافر:” لقد تعامل المسؤولون مع المسافرين بشكل يفتقر للمهنية، ولم يكن عملهم منظمًا على الإطلاق، حيث تأخرت الرحلة وبدا المشهد برمته فوضويًا للغاية، كما لو أنهم لا يمتلكون أي خبرة في تنظيم الرحلات، وأنا لست راضٍ عن أداء طاقم المطار، ولن أسافر مجددًا عبر مطار جاتويك”.
وفي الرابع عشر من حزيران/ يونيو الماضي، تحدث مسافرون آخرون عن الفشل الذريع لموظفي مراقبة الجوازات في أداء مهامهم، ، وكتب أحدهم :” هبطت طائرتي الساعة العاشرة صباحًا يوم 14 حزيران/ يونيو، لقد استغرق الأمر وقتًا طويلًا لكي أصل إلى قسم المغادرين واضطررت للمشي حوالي 25 دقيقة قبل أن أصل إلى قسم تفقد الجوازات الذي كان مكتظًا”.
“اضطررت للانتظار في قسم تفقد جوازات السفر المكتظ والذي يعاني من سوء التهوية، من ثم مشيت مسافة طويلة للحصول على أمتعتي، لحسن الحظ لم أكن أحمل سوى حقيبة يد، إن مطار جاتويك يضع مسافريه في وضع محرج للغاية عند مقارنة خدماته بتلك التي تقدمها مطارات الدول الاخرى، ناهيك عن الحمامات التي كانت في وضع يرثى له”.
وقال مسافر آخر إن تقديم شكوى لإدارة المطار هو مضيعة للوقت تمامًا، لقد تقدمت بشكوى إلى إدارة المطار حول الفوضى في صالة الانتظار ضمن القسم الشمالي للمطار لكني تلقيت ردًا مفاجئًا”.
“إن شركة (Vinci) المستثمرة لمطار جاتويك تفرض على المسافرين رسومًا باهظة، لكنها لا تفعل أي شيء حيال سوء الخدمة في المطار، لقد اعتدنا على السفر عبر مطار جاتويك منذ فترة طويلة، ويبدو أن شركة (Vinci) تتنصل من مسؤولياتها تجاه المسافرين”.
تدهور الخدمات في مطار هيثرو
لم يكن المشهد مختلفًا بشكل كبير في مكار هيثرو، ولعل أحد أبرز الأسباب التي أدت لتراجع تصنيف المطار، هو انتظار المسافرين فترات طويلة من أجل الحصول على حقائبهم، وهو الأمر الذي تتحمل مسؤوليته شركة الطيران وليس إدارة المطار نفسه.
في هذا الصدد كتب أحد المسافرين الغاضبين:” لقد انتظرت ساعتين للحصول على أمتعتي، ولم ألاقي أي مساعدة، لم يكن هناك إعلانات حول الخدمات المقدمة في المطار، ولم أجد أي لافتات حول كيفية الحصول على المساعدة، وقد ازدحم المكان بالمئات من الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن، وغيرهم ممن تقطعت بهم السبل، باختصار، كان الوضع مثيرًا للشفقة”.
وقالت إحدى المسافرات:” إنها وقفت ساعات طويلة في طوابير الانتظار ضمن قسم تفقد جوازات السفر، الذي تشرف عليه وزارة الداخلية”. وأضافت المسافرة:” لقد انتظر زوجي ثلاث ساعات في فسم تفقد جوازات السفر، حيث يضطر الناس للانتظار فترات طويلة قبل ان يعودوا إلى منازلهم، دون أي تقدير من إدارة المطار لتعب المسافرين الذين قضوا فترة طويلة في الرحلة”.
وأضافت:” إنها الثالثة صباحًا ومازال القادمون على متن الطائرة الهندية ينتظرون في قسم تفقد جوازات السفر، وقد انهار بعضهم من التعب، هذا لم يعد مقبوًلا، كيف يمكن لمطار دولي متل هيثرو أن يسمح بحدوث ذلك؟!”.
” لقد هبطت الطائرة في الساعة الثامنة إلا ربع مساءً وما زال المسافرون ينتظرن حتى الساعة الحادية عشرة والعشر دقائق ليلًا، وقد لا يصلون إلى منازلهم لأنهم سيفوتون آخر رحلات القطارات”.
ووصف مسافر آخر تجربته بالمروعة، وقال:” لم يكن هناك أي تواصل مع موظفي المطار، ولم تفتح البوابة في وجه المسافرين القادمين حتى وقت متأخر، لم يكن هناك أي مكان للجلوس على الإطلاق، أما وجبات الطعام فقد كانت باهظة الثمن، ولا يسعني وصف المراحيض سوا أنها كانت في وضع يرثى له”.
وأكد مسافر آخر قذارة المراحيض التي كانت الروائح الكريهة تفوح منها، وأشار إلى اتساخ الأرضيات والطاولات، بينما كانت أسعار الخدمات مرتفعة للغاية، رغم تدني جودتها”.
وأضاف المسافر:” كان أمن المطار مثيراً للسخرية حيث استخدم موظفو الأمن معدات وأجهزة خارجة عن الخدمة، كما أن طوابير الانتظار الطويلة كانت أشبه بزيارة أحد المطارات في العالم الثالث”.
“لقد انتظرت في قسم الحقائب من من ساعة إلى ساعتين!، هل تتصورون حجم الصدمة التي سيواجهها زوار بريطانيا عند دخولهم مطار هيثرو “.
إشادات خجولة بأداء المطارَين!
وعلى النقيض من ذلك وصف بعض المسافرين تجاربهم بالرائعة، حيث كتب جون فيار في 17 حزيران/ يونيو:” لقد سافرت عبر مطار جاتويك لقضاء إجازتي في الخارج وها أنا أعود عبر المطار نفسه، بالطبع فقد كان المطار خياري الأفضل، لأنني لم أنتظر طويلًا في قسم التفتيش، كما لم أشهد أي طوابير في قسم جوازات السفر عند العودة، إن مطار خدمات مطار جاتويك أفضل بكثير مقارنًة بالوضع في مطار ستانتيد الذي أسافر عبره غالبًا، وأحيطكم علمًا بأنني سافرت عبر القسم الشمالي للمطار”.
كما منح أحد المسافرين المطار تصنيف خمس نجوم وقال :” لقد سافرت للتو للمرة الأولى بعد إجراء عملية جراحية، وقد حصلت على الرعاية المطلوبة في المطار، أود ان أشكر الموظفة في قسم خدمة المسافرين إينيس دي كوستا، والتي أدت واجبها على أتم وجه، وقدمت لي المساعدة التي أحتاجها”.
لكن الغريب في الأمر هو أن تصنيف خمس نجوم الوحيد الذي حصل عليه مطار جاتويك جاء من شخص اعتقد أنه يشارك في تصنيف خدمات توصيل الطرود.
كما أشاد أحد المسافرين بالرحلات المنظمة في مطار هيثرو خاصة في يوم الفصح الرابع من نيسان/ أبريل ومنح المسافر المطار تصنيف خمس نجوم قائلًا :” رغم إضراب عدد كبير من موظفي أمن المطار، لكن تنظيم الرحلات في مطار هيثرو كان أفضل مما توقعناه خلال عطلة عيد الفصح، ولم تنتظر أكثر من خمس دقائق في قسم التفتيش عند المغادرة، وعمل موظفو المطار بجد لكي لا يفسدوا إجازات المسافرين وليتجنبوا تأخيرهم، أنا ممتن لما قدموه”.
وقال مسافر آخر بعد رحلته في 21 آذار/ مارس:” من السهل التنقل ضمن المطار خاصة في قسم المغادرين الواقع في الطابق العلوي، كما أن أمن المطار في غاية الانضباط، ويمكن الوصول لمختلف الأقسام والخدمات بسرعة وسهولة”.
“كان هناك صالتي انتظار للمغادرين، وكانت إحدى الصالات تقدم الطعام الطازج، حيث توفرت ضمن الصالات مقاعد كثيرة لزوار المطار، ناهيك عن موقع المطار المناسب بالقرب من طريق M24 ، ومساحته الواسعة التي تسهل من التنقل”.
هذا وحصل مطار لوتون على تصنيف 1.3، ومطار ستانستيد على تصنيف 1.4، ما يدل على أن تدهور الخدمات في معظم مطارات بريطانيا.
المصدر: My London
اقرأ أيضاً :
إضرابات مطار هيثرو تؤثر على رحلات عيد الأضحى 2023
أكثر الأخطاء شيوعا التي يرتكبها المسافرون في المطارات
أرخص المدن الأوروبية للسفر إليها من مطار هيثرو في عطلة المدارس في مايو
الرابط المختصر هنا ⬇