مسؤول في حزب العمال: الحزب بحاجة إلى استعادة ثقة مسلمي بريطانيا
قال مسؤول كبير في حزب العمال البريطاني: إن الحزب يحتاج إلى إعادة بناء جسور الثقة بينه وبين مسلمي بريطانيا، بعد أن أظهرت الانتخابات المحلية تراجع شعبية حزب العمال كثيرًا في المناطق التي يعيش فيها المسلمون، على خلفية موقف قيادة الحزب من الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وفي هذا السياق قالت إيلي ريفيز نائبة حزب العمال عن دائرة لويشام وبينج في لندن: “علينا أن نفعل الكثير من أجل استعادة ثقة المسلمين بنا”.
وأضافت: “أتفهم مخاوف الناخبين بشأن ما يحدث في قطاع غزة، لا يمكن لأحد أن يتحمل هذه الخسارة الكبيرة في الأرواح، لذلك لا بد من أن ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار”.
ويأتي ذلك بعد أن دعت شبكة المسلمين (Labour Muslim Network) التابعة لحزب العمال زعيم الحزب إلى التراجع عن تعليقاته الداعمة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
حزب العمال يخسر دعم مسلمي بريطانيا بسبب حرب غزة
وقال زعيم حزب العمال حينها: إن إسرائيل تمتلك الحق في قطع إمدادات الطاقة والمياه بالكامل عن سكان قطاع غزة، وعارض وقف إطلاق النار.
وردّت شبكة المسلمين التابعة لحزب العمال على تصريحات ستارمر بالقول: “إن العقاب الجماعي يرقى إلى جريمة حرب، إضافة إلى أن قطع الكهرباء والمياه عن المستشفيات والمرافق الأساسية للحياة يُعَد جريمة حرب”.
ثم تراجع زعيم حزب العمال عن موقفه، داعيًا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ لأسباب إنسانية في أواخر شباط/فراير الماضي، لكنه خسر دعم عشرات الآلاف من المسلمين الذين لم يمنحوا أصواتهم لحزب العمال في الانتخابات المحلية الأخيرة.
وتمكن النائب السابق عن حزب العمال جورج غالاوي من انتزاع المقعد البرلماني الذي يمثل حي روتشديل من حزب العمال، خلال الانتخابات الفرعية في الـ29 من شباط/فبراير الماضي، مستفيدًا من غضب المسلمين الناقمين على قيادة حزب العمال؛ بسبب موقفها من الحرب على قطاع غزة.
غالاوي ينتزع مجلس لونج سايت وارد في مانشستر من سيطرة العمال
وكان حزب العمال قد رشح أحد أعضائه لخوض الانتخابات على مقعد روتشديل، لكنه تراجع عن ذلك بعد تقارير كشفت أن المرشح أدلى بتصريحات تتهم الحكومة الإسرائيلية بالتواطؤ مع هجوم الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وبالمقابل حقق حزب العاملين البريطاني، الذي يتزعمه النائب السابق جورج غالاوي، فوزًا كبيرًا في الأسبوع الماضي، بعد أن انتزع مجلس لونج سايت وارد (Longsight Ward) في مانشستر من نائبة رئيسة مجلس المدينة لوتفور الرحمن التي تمثل حزب العمال، رغم الدعم الذي أعلنته لوثفور الرحمن للقضية الفلسطينية خلال حملتها الانتخابية.
وكان رئيس شبكة المسلمين التابعة لحزب العمال علي ميلاني قد أشار إلى أن صناديق الاقتراع ستعكس الغضب العارم للناخبين المسلمين من قيادة حزب العمال وموقفها الداعم للحرب على قطاع غزة.
وقال ميلاني: “لا شك في أن غضب المسلمين سيترجم في صنادق الاقتراع؛ لإرسال رسالة واضحة لقيادة حزب العمال في الانتخابات المحلية”.
وأضاف: “علينا اتخاذ خطوات استثنائية، لنثبت أننا تعلمنا من الدروس السابقة، ونحن ملتزمون بإعادة بناء الثقة”.
ما الذي يخشاه حزب العمال في الانتخابات العامة؟
وكان حزب العمال قد حقّق نتائج جيدة في الانتخابات المحلية بصفة عامة، إذ حصل على 186 مقعدًا جديدًا في المجالس المحلية في جميع أنحاء بريطانيا، في حين خسر حزب المحافظين الحاكم 474 مقعدًا.
لكن قادة حزب العمال يخشون من أن تراجع دعم المسلمين للحزب قد يكلفهم خسارة الأغلبية في الانتخابات العامة التي قد تجري خلال العام الجاري.
وأثار مصدر مجهول في حزب العمال جدلًا واسع النطاق، بعد توقعه خسارة مرشح حزب العمال المنافسة على منصب عمدة وست ميدلاندز؛ بسبب افتقاره إلى دعم الناخبين المسلمين المؤيدين لحركة حماس.
وقال المصدر: “يبدو الأمر أشبه بكوننا في الشرق الأوسط بدلًا من وست ميدلاندز! لذلك فإن مرشح حزب المحافظين آندي ستريت سيفوز بمنصب العمدة مجددًا، أعتقد أن أعضاء حركة حماس هم الأشرار الذين يقفون وراء ذلك!”.
وانتهت الانتخابات الأخيرة بفوز مرشح حزب العمال بمنصب عمدة وست ميدلاندز، متفوقًا على العمدة السابق للمدينة آندي ستريت.
يُذكَر أن حزب العمال خسر 18 في المئة من شعبيته في المناطق التي يشكل فيها المسلمون أكثر من خُمس السكان، وفقًا لإحدى الدراسات الأكاديمية.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
16°C
