مرشحون مؤيدون لغزة يفوزون في الانتخابات المحلية.. واليمين يشن حملة ضدهم
فاز مرشحان مستقلان مؤيدان لفلسطين في الانتخابات المحلية البريطانية -مايو 2025- ما أبرز تحولًا متزايدًا بين الناخبين الذين يشعرون بخيبة أمل من سياسات الأحزاب التقليدية، لا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعدوان على غزة.
واُنتخبت مهين كامران وأزهر علي في مجلس مقاطعة لانكشاير، رغم الانتقادات السريعة التي واجهاها من إعلام اليمين.
مهين كامران: أصغر عضو مجلس محلي في بريطانيا
أثارت مهين كامران البالغة من العمر 18 عامًا اهتمام الإعلام البريطاني بفوزها بمقعد “بيرنلي سنترال إيست” بعد حصولها على 1.357 صوتًا، متفوقة على مرشح حزب العمال.
وقد كانت الطالبة في كلية الطب والمرشحة لأول مرة صريحة في انتقادها للعدوان الإسرائيلي وبما وصفته بـ”الإبادة الجماعية”، مشيرة إلى أن القضية الفلسطينية كانت الدافع الرئيس لدخولها المعترك السياسي.
هذا ودعت كامران إلى تخصيص مساحات عامة منفصلة بما يناسب خصوصية الثقافة الإسلامية، خاصة للنساء المسلمات، حيث تعتبر أن مثل هذه الإجراءات تجعل الحياة المدنية أكثر شمولاً. وقد أثار هذا الموقف موجة انتقادات واسعة في بعض وسائل الإعلام البريطانية، بما فيها “التلغراف” و”الدايلي ميل”، التي صورت آراءها على أنها متطرفة رغم التأييد الشعبي الكبير الذي حظيت به.
أزهر علي: عودة قوية بعد تعليق عضويته في الحزب
عاد أزهر علي، العضو السابق في حزب العمال والذي عُلقت عضويته مطلع هذا العام بسبب تصريحات اعتبرها قادة الحزب معادية للسامية، إلى الساحة السياسية كمرشح مستقل بعد فوزه بمقعد “نيلسون إيست” بـ1.976 صوتًا.
ويُنظر إلى فوز أزهر علي على أنه رفض للإجراءات التأديبية التي اتخذها الحزب الحاكم، وتأييدًا أوسع للأصوات السياسية الداعمة للقضية الفلسطينية، بعد أن أثار تعليق عضويته انتقادات من الناخبين المحليين الذين رأوا في القرار دوافع سياسية، حيث تؤكد عودته الناجحة صعود المرشحين المستقلين المناهضين للاحتلال الإسرائيلي.
ردود الفعل الإعلامية والسياسية
سارعت وسائل الإعلام اليمينية إلى انتقاد نتائج الانتخابات، حيث نشرت “فوكس نيوز” و”التلغراف” و”الدايلي ميل” تقارير تشكك في تداعيات نشاط المؤيدين لفلسطين داخل الحكومة المحلية، مركزة على تصريحات كامران حول الفصل بين الجنسين والجدل السابق حول علي. لكن الناشطين وأفراد المجتمع يرون أن هذه التغطية الإعلامية جزء من محاولة أوسع لتقويض أي تحدٍ سياسي لموقف بريطانيا تجاه إسرائيل وفلسطين. وبدلاً من معالجة مخاوف الناخبين الملحة بشأن غزة، يبدو أن الإعلام يركز على قضايا جانبية.
اتجاه سياسي متصاعد
تأتي هذه الانتصارات في سياق اتجاه أوسع لصعود المرشحين المستقلين المؤيدين لفلسطين في الساحة البريطانية، ففي الانتخابات العامة لعام 2024، اُنتخب زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين وعدد من المستقلين، مثل شوكت آدم وعدنان حسين وإقبال محمد، الذين خاضوا حملاتهم الانتخابية على خلفية التنديد بالعدوان على غزة وانتقاد “التواطؤ البريطاني” في هذه الحرب.
وختامًا، يُظهر نجاح كامران وعلي أن دعم الشعب البريطاني لحقوق الفلسطينيين آخذ في التوسع يومًا بعد يوم رغم التهميش السياسي والضغط الإعلامي.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
12°C
