لاجئ سوري يناقش تجربته الشخصية مع سياسات ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا
“إذا أقلعت هذه الطائرة إلى رواندا فستكون هذه الخطوة خارج إطار القانون، على المملكة المتحدة تحمل المسؤولية تجاه المهاجرين الذين قدموا إليها، هاربين من حروب كانت بريطانيا وما تزال طرفًا فيها”، كانت هذه رسالة صهيب الحسين -وهو طالب لجوء سوري في بريطانيا- التي وجّهها عبر منصة العرب في بريطانيا التي تابعت قضيته منذ البداية، وذلك خلال بث مباشر على المنصة مساء أمس الخميس.
وتزامن البث مع إعلان الحكومة البريطانية إجراء الانتخابات العامة في الرابع من يوليو المقبل، وتراهن حكومة المحافظين بقيادة ريشي سوناك على الوفاء بوعودها التي قطعتها لناخبيها بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، في ظل سلسلة من الطعون في قرار الترحيل الذي وافق عليه مجلس اللوردات مطلع الشهر الجاري.
مخططات ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا
أدار البث الزميل صلاح عبد الله، ووجّه مجموعة من الأسئلة للضيف عن قانون الترحيل وتداعياته، بحسَب تجربة الحسين ذي الاطلاع المقبول بحيثيات طلبات اللجوء في بريطانيا، وهو الذي قضى نحو عام ونصف في انتظار البت بطلب لجوئه، واستهلّ صلاح عبد الله البث بتوجيه سؤال المتابعين عمن يشملهم قانون الترحيل.
فأجاب صهيب الحسين: إن المشمولين بقانون رواندا هم أقل الناس حظًّا بالحصول على اللجوء، والذين مروا خلال رحلتهم إلى بريطانيا ببلدان آمنة كان باستطاعتهم طلب اللجوء فيها، ما يعرضهم للترحيل إلى بلد ثالث آمن غير بلدهم الأم أو بريطانيا، وكل من دخل البلاد بطريقة غير شرعية، أو عن طريق التحايل على القانون بحسَب وزارة الداخلية.
وأضاف الحسين قائلًا: “إن البنود التي وضعتها الحكومة تعجيزية؛ فلا يمكن الوصول إلى بريطانيا دون المرور ببلد آخر، ومن ناحية أخرى فإن هذه السياسة مخالفة للقوانين الدولية، وعلى رأسها ميثاق جنيف لحماية اللاجئين ومواثيق الأمم المتحدة، التي تتيح للمهاجر طلب اللجوء في أي مكان”.
وعن حملة الاحتجاز الأخيرة التي نفّذتها وزارة الداخلية وطالت عددًا من طالبي اللجوء قال الحسين: “يجب على طالب اللجوء إثبات حضوره كل 14 يومًا في مراكز الوزارة، وخلال الأسابيع الماضية احتُجِز نحو 2000 شخص دون تهمة، وأبلغت الوزارة هؤلاء بأنهم سيكونون على متن أول رحلة إلى رواندا، ما تسبّب بانهيار عصبي لدى بعض المحتجزين وحالة ذعر شديدة”.
اللجوء إلى بريطانيا
ووجّه صهيب نداء لجميع المنظمات الإنسانية والجهات الحقوقية والمحامين في بريطانيا، طالبهم من خلاله بضرورة التحرك لوقف ترحيل طالبي اللجوء، مشيرًا إلى أن بعض المحتجزين قوبلوا بإهمال مستشاريهم القانونيين، وكأنّ الأمرَ متعمّد بحسَب تعبيره!
ثم سأل صلاح عبد الله عن مراحل طلب اللجوء، فأجاب صهيب: “عند الوصول إلى بريطانيا بطريقة غير شرعية يُحتجَز طالب اللجوء، ثم تُطلق الجهات المختصة سراحه بكفالة الدولة، ومن شروط الكفالة أنه يصبح رهن الاحتجاز مجددًا متى ما أرادت وزارة الداخلية، ويدخل ملف اللجوء بعد ذلك إلى وحدة البلد الثالث إذا ثبت مرور المهاجر ببلد ثالث غير بلده الأم أو بريطانيا.
واستفاض الحسين في هذه النقطة قائلًا: “من يدخل ملفه للدراسة في وحدة البلد الثالث يُجمَّد ملفه إلى أجل غير معلوم، كانت الفترة سابقًا 6 أشهر ثم يعود الملف إلى دائرة الهجرة البريطانية، لكن فقرة الزمان أُلغِيت في عام 2017، والآن يعاني نحو 50 ألف طالب لجوء من هذه الوحدة، والمؤسف أن معظم هؤلاء قد يشملهم أي قرار ترحيل مستقبلًا؛ لأن ملفاتهم في قسم الإبعاد”.
وأضاف: “المحافظون والعمال يتقاذفان المهاجرين، ولا أحد يكترث للوقت الذي يضيع من أعمار هؤلاء المهاجرين في انتظار الحصول على أبسط حقوقهم، وبالمقابل تتنصّل المملكة المتحدة من مسؤوليتها الإنسانية، علمًا أن المشكلات الداخلية التي تواجهها المملكة المتحدة لا علاقة لها بالمهاجرين، بل قد يكون المهاجرون جزءًا من الحل إذا اندمجوا في المجتمع، وتابعوا حياتهم الطبيعية في العمل والتعليم وغير ذلك من القطاعات”.
وفي ختام البث المباشر أتاح الزميل صلاح عبد الله المجال للمشاهدين؛ من أجل النقاش والإجابة عن استفساراتهم فيما يخص طلب اللجوء في بريطانيا، كما أتاح المجال لصهيب الحسين لتوجيه كلمة أخيرة، فشكر الحسين منصة العرب في بريطانيا على متابعة قضيته، واهتمامها بكل ما يخص العرب في بريطانيا من قضايا.
يُذكَر أن منصة العرب في بريطانيا تابعت عددًا من قضايا اللجوء مع محامين مختصين، ومع أصحاب العلاقة من طالبي اللجوء وما يواجهونه من مصاعب طوال السنوات الماضية، وكان للمنصة تغطيات خاصة نقلت خلالها واقع المهاجرين العرب كما هو، لتكون المنصة صوت مَن لا صوت له، ضمن نشاطاتها المستمرة في خدمة الجاليات العربية.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇