كيف يتأثر الأطفال بارتداء الكمامات؟
في عدة دول حول العالم، يرتدي معظم الأطفال كمامات للحماية من فايروس الكورونا. ولكن هل كيف سيتأثر الأطفال بارتداء الكمامات على صحتهم على المدى البعيد؟
فمثل العديد من الأطفال، فإن إيشان إيفانز البالغ من العمر ثلاث سنوات نشيط وكثير الحركة. ولكن عندما يرتدي الكمامة في المدرسة، يتغير شيء ما حوله. فتقول والدته السيدة هيرنمعلقة على ذلك: “بإمكانك أن تلاحظ أنه ولد مختلف تمامًا، فيصبح أكثر هدوءًا من العادة”.
يسكن إيفانز مع أهله في سنغافورة، وبالرغم من القانون يلزم جميع الأطفال البالغين من العمر ست سنوات وأكثر أن يرتدوا الكمامات، إلا أن العديد من الحضانات والروضات يطلبون من الأطفال ارتداءها خوفًا من انتشار فايروس الكورونا. مما يعني أن إيفانز يرتدي الكمامة لما يقارب 8 ساعات يوميًا، إلا أثناء وقت الشراب، الطعام، والغفوة.
لحظة خروج إيفانز من الروضة ينزع الكمامة عن وجه ويناولها إلى جدته أو يضعها في حقيبته. سببت سابقًا الكمامة لإيفانز نوبة غضب.
تقول والدته، علمًا أنها لا ترغم ابنها على ارتداء الكمامة خارج المدرسة، “يكره – إيفانز – ذلك”. وأضافت: “لسنا ضد قرار ارتداء الكمامات … لكننا لا نريد أن نفرض الكمامة عليه ونحن نعلم أنه غير مرتاح لارتداءها”
يتماشى قرار سينغافورة وغيرها من الدول مع توصيات مؤسسة الصحة العالمية لارتداء الكمامة لمنللأطفال البالغين من العمر ست أعوام وأكبر في الأماكن المغلقة، والمناطق التي ينتشر بها الفايروس.
ولكن هنالك توصيات من المنظمات الأخرى، كمنظمة السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، التي أوصت بارتداء الكمامة للأطفال البالغين من العمر عامين وأكثر. كما يوجد دول أخرى لم تفرض ارتداء الكمامة على الأطفال أبدًا داخل الصفوف المدرسية.
حيث أن هنالك اعتقاد عالمي لوجود خطر الاختناق على الأطفال البالغين من العمر عامان أو أقل.
لا يوجد الكثير من الدراسات التي تحدد مدى خطر الكمامات على الأطفال أو ماهو الحد العمري المناسب، حيث أنه إلى الآن لم يتم توضيح أي خطر جسدي على الأطفال.
أظهرت بعض الاحصاءات فعالية الكمامات في الحد من انتشار الفايروس، حيث كانت نسة انتشار الكورونا أقل بمقدار 37% في المدارس التي يرتدي طلابها الكمامة من المدارس التي لم تفرض الكمامات على طلابها.
كيف يتأثر الأطفال بارتداء الكمامات؟
بعض من الدراسات أشارت إلى مدى أهمية رؤية الطفل للوجوه والمشاعر ليتطور ذكاء الطفل العاطفي والاجتماعي. حيث قال أحد الخبراء أن تعابير الوجه هي المصدر الأساسي لتعلم المشاعر.
لخبراء آخرين رأي أخر، فعارضت ذلك آشلي رُوبا، باحثة في سلوك الطفل في جامعة ويسكونسون-ماديسون، وقالت أن الوجوه ليست المصدر الأساسي لتعلم المشاعر العاطفية.
وأضافت: “لا يقلق الناس عادة بشأن ارتداء النظارات الشمسية حول الأطفال” حيث أن لها التأثير ذاته في اخفاء ملامح الوجه.”
أضاف باحث آخر أن الناس لا يرتدون الكمامات والنظارات الشمسية طوال اليوم، مما يعني أن الأطفال مازالوا يلاحظون ملامح الوجه أحيانًا.
تامي ليم، مستشار في وحدة تنمية الطفل بمستشفى جامعة سنغافورة الوطنية، قال أنه لا يرى أي مؤشر على تأثر الأطفال بالكمامات.
الرابط المختصر هنا ⬇