قيادة حزب العمال تنوي التخلي عن صديق فلسطين جيرمي كوربين
يستعد حزب العمّال البريطاني لاستبعاد النائب جيريمي كوربين المعروف بمواقفه الثابتة في نصرة القضية الفلسطينية، وينوي الحزب استبداله بمرشح جديد يشغل مقعده في لندن.
ودارت مناقشات في قيادة الحزب حول كيفية الإطاحة بالزعيم اليساري السابق ضمن دائرة إيسلينجتون نورث بلندن.
وينشط كوربين كعضو مستقل في البرلمان منذ استبعاده من قيادة حزب العمال وسط مزاعم بتصاعد الخطاب المعادي للسامية خلال فترة توليه لقيادة الحزب.
ستارمر يحاول القضاء على إرث كوربين
ومن المتوقع أن يتقدم كوربين للانتخابات القادمة كمرشح مستقل أو عن حزب العمال، مما أربك قيادة الحزب التي تسعى لإيجاد مرشح بديل يشغل مقعد كوربين في لندن.
وإن عزمت قيادة الحزب على تغيير كوربين فإن ذلك لن يتم إلا من خلال تصويت الحزب لصالح منافس جديد على مقعد كوربين، ويُعتقَد أن ذلك لن يشكل خطرًا على كوربين صاحب الشعبية الكبيرة ضمن دائرته الانتخابية.
وقال مصدر مطلع في الحزب: “نحن مصممون على تغييره، ولا يمكن أن يظل في منصبه الحالي”.
وقال مصدر مقرب من السير كير ستارمر زعيم حزب العمال: “لا يمكن لكوربين أن يعود إلى الحياة السياسية مجددًا، والفترة التي قضاها في حزب العمّال قد انتهت فعليًا”.
وحتى لو اعتذر كوربين عن تعليقاته كما طلب منه أحد مسؤولي حزب العمال نيك براون فمن المتوقع أن يجد الحزب ذريعة لتعليق عمل كوربين.
وفي المقابل فإن أيّ خطوة يتخذها الحزب لمنع ترشح كوربين ستواجه معارضة من قبل اتحاد يونايت (اتحاد تجاري – بريطاني أيرلندي) الممول الأكبر للحزب، والذي أعلن منذ مدة قصيرة عن خطط لإيقاف تمويل الحزب.
وقلّل لين مكلوسكي الزعيم السابق لـ يونايت (اتحاد تجاري – بريطاني أيرلندي)، والمؤيد لكوربين من التزاماته المالية تجاه حزب العمال بعد أن تولى ستارمر زمام القيادة في ربيع عام 2020.
أزمة مالية تعصف بحزب العمال
ووافق حزب العمال على تسريح مجموعة من الموظفين، وطالب أُطُره (كوادره) بخفض الأجور وسط أزمة في التمويل.
وتُرك الحزب على حافة الإفلاس بعد أن اضطر إلى إنفاق الملايين على المرافعات القانونية لاتهامه بمعاداة السامية، كما تراجعت عضويته بمقدار الخمس منذ تولي ستارمر لزمام الأمور.
وتزايدت التوقعات بأن كوربين قد يختار الترشح كمستقل في الانتخابات القادمة أو حتى تشكيل حزب جديد منشق عن حزب العمال.
وانتشرت بعض الإشاعات ضمن اليسار البريطاني تزعم بأن كوربين سيُلقي كلمة حول خططه السياسية المستقبلية عندما ينعقد البرلمان بعد عطلة منتصف العام؛ حيث يراهن حلفاء كوربين على تلقي الدعم من النقابات اليسارية.
هل يحرك كوربين النقابات العمالية ويقلب الطاولة؟
وفي حال أراد حلفاء كوربين الوقوف بجانبه فإن النقابات ستدعم مرشحاً مستقلاً أو معادياً لحزب العمال، ما سيؤدي لإلغاء عضويتهم في الحزب، والذي بدوره سيؤدي إلى خسارة الدعم المالي المقدم للحزب.
ومن المتوقع أن تُقدّم الاتحادات دعمًا كبيرًا لكوربين في هذا الصدد، وعلى رأسهم: اتحاد يونايت (اتحاد تجاري – بريطاني أيرلندي)، واتحاد سائقي القطارات، واتحاد موظفي النقل وعمال الاتصالات، واتحاد الخبازين، واتحاد عمال السكك الحديدية.
وقال مصدر مطلع في الحزب: لا يزال بإمكان كوربين اتخاذ هذا الخيار، وكسب دعم النقابات”.
ويأتي ذلك بعد أسابيع فقط من فوز ستارمر في معركة كبرى ضد النقابات العمالية لتغيير القواعد التي تُحدّد كيفية اختيار حزب العمال لمرشحي البرلمان.
تغيير قواعد الانتخابات داخل حزب العمال
و قد منح ستارمر مجموعة من الموالين له الحق في رفض المرشحين المتنافسين ضمن قائمة ويستمينستر.
ووفقًا لتعليمات ستارمر سينزع الحزب الصلاحيات الانتخابية من مسؤوليه الإقليميين والمحليين، وستتولى المفوضية القومية للانتخابات مسؤولية الموافقة على كل مرحلة من مراحل الانتخابات، ويشمل ذلك: انتخاب لجنة اختيار المرشحين، والجدول الزمني، وقوائم المرشحين.
وتهدف هذه الإجراءات إلى تحسين عملية التدقيق في الإجراءات الانتخابية بعد عزل تسعة مرشحين قبل الانتخابات العامة لعام 2019. ولا تطبق هذه الإجراءات على أعضاء مجلس النوّاب مثل كوربين.
هذا وقال متحدث باسم حزب العمال: “لقد حدّدنا سير العملية الانتخابية المطلوبة لجيريمي كوربين في حال أراد العودة إلى العمل البرلماني، والكرة الآن في ملعبه”.
اقرأ أيضاً :
فلسطينيو بريطانيا يحيون تراثهم بحضور جيرمي كوربن
وثيقة مسربة تؤكد إنفاق حزب العمال مليون باوند بتحقيقات حول معاداة مزعومة للسامية
مظاهرات ضد مشروع القانون الذي يحد من حرية الاحتجاج في بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
15°C
