يقود المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين (ICJP) حملة قانونية وحقوقية واسعة لدعم الدكتور غسان أبو ستة، الجرّاح الفلسطيني-البريطاني المعروف، في مواجهة ما يصفه المركز بـ«الهجمات القانونية المنظمة» التي تستهدفه بسبب مواقفه العلنية وشهاداته حول الجرائم المرتكبة في قطاع غزة.
تأتي هذه الحملة عبر “صندوق غسان أبو ستة القانوني”، الذي يهدف إلى توفير الغطاء القانوني اللازم لحمايته، وتمكينه من مواصلة عمله الطبي والحقوقي في ظل تصاعد الضغوط عليه.
ومنذ عودة الدكتور غسان من غزة في تشرين الأول/ نوفمبر 2023 بعد مهمة تطوعية إنسانية، لم يتوقف المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين عن الوقوف إلى جانبه، حسب قوله.
فقد عاد أبو ستة إلى غزة عدة مرات، مواصلًا التزامه الطبي والإنساني، في وقت يصر فيه على الوفاء بقَسَمه المهني والدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وسط ما يصفه المركز والمنظمات الحقوقية بإبادة جماعية مستمرة.
طبيب حروب وشاهد على الجرائم

الدكتور غسان أبو ستة هو جرّاح تجميل وترميم فلسطيني، يحمل الجنسية البريطانية، ويشغل حاليًا منصب رئيس جامعة غلاسكو بعد فوزه في الانتخابات التي أُجريت في آذار/ مارس 2024. وقد حقق فوزًا كاسحًا بنسبة 80 في المئة من الأصوات، مع تسجيل أعلى نسبة مشاركة طلابية منذ انتخابات عام 2021.
ويمتلك أبو ستة سجلًا طويلًا في العمل الإنساني والطبي في مناطق النزاعات، حيث عمل في العراق وسوريا ولبنان واليمن، إضافة إلى غزة التي شكّلت جزءًا أساسيًا من مسيرته المهنية. وعلى مدى سنوات، كان حاضرًا لدعم سكان القطاع خلال الاعتداءات المتكررة التي شنّتها إسرائيل.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أمضى الدكتور غسان 43 يومًا داخل غزة المحاصَرة، حيث عمل في ظروف إنسانية وطبية بالغة القسوة، وكان شاهدًا مباشرًا على استهداف الاحتلال الاسرائيلي للمرافق الطبية، بما في ذلك قصف مستشفى الأهلي، وحصار مجمع الشفاء الطبي. وقد وصف ما شاهده لاحقًا بأنه من أبشع الجرائم التي يمكن أن تُرتكب بحق المدنيين والكوادر الطبية.
لمن يرغب في دعم الدكتور غسان أبو ستة، يمكن التبرع عبر صندوق الدعم القانوني المخصّص لذلك عبر هذا الرابط هنا.
من غزة إلى قاعات المحاكم
لم ينتهِ دور الدكتور غسان بمغادرته القطاع، فبعد عودته إلى بريطانيا، اتخذ قرارًا واضحًا بكسر الصمت ونقل شهادته إلى العالم، داعيًا إلى العدالة والمساءلة. وفي هذا السياق، تعاون مع الشرطة البريطانية، مقدّمًا شهادات موثقة للمساعدة في جمع الأدلة حول جرائم الحرب المرتكبة في غزة.
ويرى المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين أن هذا الموقف كلّف الدكتور غسان ثمنًا باهظًا، إذ بات هدفًا لما يُعرف بـ«الحرب القانونية» أو Lawfare، وهي استراتيجية تعتمد استخدام القوانين والإجراءات القضائية لإسكات الأصوات الناقدة.
حملات تشويه وضغوط مهنية
وعلى الرغم من التفويض الواسع الذي ناله من طلاب جامعة غلاسكو، تعرّض أبو ستة لهجوم إعلامي مكثف عقب انتخابه رئيسًا للجامعة؛ فقد أطلقت بعض وسائل الإعلام حملات تشويه، ووجّهت إليه ادعاءات وصفت بأنها تشهيرية ولا تستند إلى أسس قانونية أو مهنية.
كما واجه مضايقات متواصلة بسبب عمله الإنساني في غزة، كان آخرها شكوى تقدمت بها جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل تُعرف باسم «محامو بريطانيا من أجل إسرائيل» (UKLFI).
وقد رُفعت الشكوى إلى المجلس الطبي العام البريطاني (GMC)، مطالِبة بتعليق ممارسته لمهنة الطب. ولا يزال التحقيق قائمًا، على أن تُعقد الجلسة النهائية في كانون الثاني/ يناير 2026، ما يضع مستقبله المهني على المحك.
وبحسب القائمين على الحملة، فإن الدكتور غسان يحتاج إلى دعم قانوني عاجل لحماية حقه في ممارسة مهنته، والتصدي لمحاولات إسكاته عبر الأدوات القانونية.
لمن يرغب في دعم الدكتور غسان أبو ستة، يمكن التبرع عبر صندوق الدعم القانوني المخصّص لذلك عبر هذا الرابط هنا.
حظر سفر ومعركة قانونية في أوروبا

ولم تقتصر الضغوط على بريطانيا. فخلال جولاته الدولية لإطلاع الحكومات والمنظمات والجمهور على ما شهده في غزة، فرضت السلطات الألمانية حظر سفر عليه داخل منطقة شنغن، ما منعه من دخول ألمانيا وفرنسا وهولندا. وعند محاولته دخول ألمانيا لإلقاء كلمة في مؤتمر، جرى احتجازه لمدة ثلاث ساعات قبل ترحيله.
ورفض أبو ستة القبول بالأمر الواقع، فلجأ إلى القضاء للطعن في قانونية حظر السفر، معتبرًا أن ما جرى يشكّل انتهاكًا لحقوقه واعتداءً على مبدأ حرية التعبير، لا سيما في سياق التضامن مع فلسطين. وقد نجح في الحصول على تدبير مؤقت، قبل أن يكسب القضية نهائيًا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، بعد خسارة السلطات الألمانية استئنافها.
ورغم هذا الانتصار القانوني، يؤكد منظمو الحملة أن التكاليف الباهظة لهذه المعركة، إلى جانب القضايا الأخرى الجارية وعلى رأسها قضية المجلس الطبي العام، تجعل الحاجة إلى الدعم المالي والقانوني مستمرة.
نداء عاجل للدعم
🚨🚨🚨 URGENT HELP NEEDED 🚨🚨🚨
Professor Ghassan Abu Sitta faces his final GMC tribunal this January.We must raise a further £50,000 to cover counsel’s costs.
Ghassan embodies the Palestinian struggle for justice, from performing life-saving war surgery in Gaza during the…
— Tayab Ali (@tayab_ali_) December 23, 2025
وفي هذا السياق، نشر طيّاب علي، الشريك في مكتب Bindmans LLP، ورئيس قسمي القانون الدولي والجنائي، ومدير المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين، نداءً عاجلًا عبر منصة «إكس»، دعا فيه إلى تقديم الدعم الفوري للدكتور غسان.
وأوضح علي أن أبو ستة يواجه جلسته النهائية أمام المجلس الطبي العام في كانون الثاني/ يناير، مشيرًا إلى الحاجة لجمع 50 ألف باوند إضافية لتغطية تكاليف المستشارين القانونيين.
واعتبر أن استهداف الدكتور غسان ليس مصادفة، بل يأتي في إطار محاولات منظمة لإسكات من وصفهم بـ«قُصّاصي الحقيقة والمعالجين»، الذين يجسّدون النضال الفلسطيني من خلال العمل الطبي، وتوثيق الجرائم، والدفاع عن العدالة.
لمن يرغب في دعم الدكتور غسان أبو ستة، يمكن التبرع عبر صندوق الدعم القانوني المخصّص لذلك عبر هذا الرابط هنا.
حملة مفتوحة ومشاركة عالمية
ويؤكد القائمون على “صندوق غسان أبو ستة القانوني” أن دعم هذه الحملة لا يقتصر على التبرع المالي فقط، بل يشمل أيضًا مشاركة الحملة لرفع الوعي عالميًا، ومتابعة أنشطة المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين، والمشاركة في الدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة للفلسطينيين.
ويختتم المنظمون رسالتهم بالتعهد بإطلاع الداعمين على آخر تطورات المعارك القانونية التي يخوضها الدكتور غسان، معربين عن أملهم في تحقيق انتصارات جديدة تعزّز مبدأ العدالة وحرية التعبير، وتحمي الأصوات التي تجرأت على قول الحقيقة عن غزة.
اقرأ أيضًا:
