صالح النود: سحبوا الأطفال من رعاية عمهم لهم لـ”تدينه الزائد”!
في تحذير جديد للأسر العربية في بريطانيا، نبّه المحامي صالح النود المتخصص في قضايا الجنايات والهجرة، إلى المخاطر المتعلقة بفقدان حضانة الأطفال؛ بسبب ما وصفه بـ”التدين الزائد”. وجاء ذلك خلال ندوة بعنوان: “توجيهات قانونية مهمة للعائلات العربية في بريطانيا”، نظمتها منصة العرب في بريطانيا، وأدار الحوار الزميل صهيب جابر.
وتناول النود خلال الندوة التي بُثَّت أمس الخميس، مجموعة من القضايا المهمة التي تؤثر على الأسر العربية المهاجرة، منها: قضايا الهجرة والاندماج في المجتمع، والتصرفات التي قد تحرمهم بسببها الخدماتُ الاجتماعية البريطانية من حضانة أولادهم أو رعايتهم. واستعرض النود أهم الطرق التي ينبغي للمهاجرين العرب اتباعها لتجنب الوقوع في مشكلات قانونية واجتماعية، من خلال فهم الأنظمة القانونية والثقافية في بريطانيا.
وبدأ المحامي بتقديم لمحة عن أهم معوقات اندماج الأسر العربية في المجتمع البريطاني قائلًا: “الاندماج في المجتمع البريطاني هو أكبر العقبات التي تواجه المهاجر العربي، الذي يأتي إلى هنا بعادات وتقاليد مختلفة؛ فعند وصوله يواجه مشكلة في فهم الالتزامات والواجبات والحقوق بالنتيجة”.
وأردف قائلًا: “لا شك أن الأمور المتعلقة بالأسرة والأطفال توقع اللاجئين الجدد في إشكالات عديدة. أنصح بأن يكون المهاجر مجتهدًا، وأن يطلع على قوانين البلد؛ حتى يتجنب الإشكالات التي قد يواجهها”.
وذكر أن الأسر العربية الوافدة حديثًا إلى بريطانيا قد تنقسم إلى فئتين: الفئة الأولى تتمسك بعاداتها بشدة، والفئة الثانية تحاول الانصهار في المجتمع الإنجليزي. ونصح بالموازنة بين هذين النمطين، من خلال أخذ ما يفيد من العادات البريطانية والابتعاد عما يضر، مع الحفاظ على الأخلاق والمبادئ الإسلامية.
وأضاف: “أنصح بأخذ ما يفيد والابتعاد عما يضر، على سبيل المثال: الاستفادة من الخبرات العملية والانضباط البريطاني في العمل؛ فمن المعروف أن الإنجليز يحبون عملهم ويتفانون به، وبالمقابل الحفاظ على الأخلاق والمبادئ الإسلامية في الحياة الاجتماعية، بهذه الحالة سيوازن اللاجئ أو المقيم عمومًا بين ما يفيده من عادات هذا المجتمع الجديد عليه وما يضره”.
ودار الحوار أيضًا حول عدة نقاط متعلقة بالاندماج والرقابة الحكومية على الأسر العربية، ومن أنواع هذه الرقابة تدخّل الخدمات الاجتماعية البريطانية، وهي وحدة معنية بالإشراف على الحياة الأسرية والصحة النفسية لأفراد الأسرة أو رعاية الكبار في السن، ولهذه الوحدة أيضًا سلطة تخوّلها سحب حضانة الأطفال إذا ثبت عدم جدارة الوالدين برعايتهم، أو بحسَب ما ترى الوحدة.
وفي هذا السياق، سرد النود قصة أسرة انتُزِع منها الأطفال بعدما أوكلت حضانتهم إلى عمهم؛ بسبب وجود مظاهر دينية واضحة في منزله، كسجادة الصلاة وآيات من القرآن الكريم معلقة في المنزل، فحرموا العم من رعاية أولاد أخيه؛ خوفًا من تدخله في التزام الأطفال دينيًّا، إذ تُفضِّل الأنظمة البريطانية ترك قرارات الديانة والتدين للأطفال أنفسهم.
وناقش الجابر والنود مشكلات أخرى تواجه الأسر العربية في بريطانيا، منها تعنيف الأطفال، حيث قال المحامي صالح: إن تعنيف الأطفال جسديًّا أو حتى توبيخهم قد يجعل الأسرة عرضة لسحب أطفالها منها عبر الخدمات الاجتماعية، وعوضًا عن ذلك لا بد من التقرب إلى الأطفال وتخصيص وقت كافٍ لهم؛ فمعظم المشكلات تحدث بسبب غياب دور الأب أو الأم بسبب مشاغل الحياة.
وفي المحور الأخير من البث تطرق صالح النود إلى ضرورة زيادة الوعي السياسي لدى الأسر العربية عمومًا، مشيرًا إلى أن مشاركة من يحق له الانتخاب في التصويت المقبل أصبحت ضرورة، وليس هذا لدوافع سياسية فقط؛ فانتخاب الحكومة المقبلة سيتيح للعرب فرصة أكبر لطرح القضايا التي تمس مجتمعاتهم، ومعالجة القضايا التي تمس الأسر العربية والمسلمة؛ لكي لا تستمر الضغوط على العرب كما هو الحال الآن، ومن ثَمّ فإن الأمر ينعكس حتى على النواحي الاجتماعية والقوانين التي المتعلقة بالأسرة.
يُذكَر أن الأسر العربية في بريطانيا تواجه صعوبات تتعلق بالمناهج التعليمية في المدارس البريطانية، وزيادة الضغوط على الأجيال الناشئة في المملكة، من ناحية المعتقدات الدينية والضوابط الأخلاقية، وكذلك الميول الجنسية، وتحاول منصة العرب في بريطانيا أن تزيد من الوعي الأسري من خلال مجموعة من الندوات، تستضيف خلالها مختصين تربويين وقانونيين؛ بهدف تذليل الصعوبات التي تواجه المجتمع العربي.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
15°C
