شاب سوري يحقق حلمه بتدريب فريق كرة قدم في بريطانيا بعد 10 سنوات من اللجوء

بعد مرور عقد على لجوئه إلى بريطانيا هربًا من ويلات الحرب في سوريا، حقّق الشاب السوري فهد صالح حلمه الذي لم يتخلَّ عنه يومًا، إذ بات اليوم مدربًا لحراس مرمى منتخب إنجلترا تحت سن الـ15، ويستعد للسفر مع الفريق الأسبوع المقبل للمشاركة في بطولة دولية تُقام في كرواتيا.
فهد، الذي كان حارس مرمى محترفًا في نادي الكرامة بمدينة حمص، اضطر لمغادرة وطنه عقب اندلاع الحرب وتدمير منزله، في حين اختفى عدد من زملائه الرياضيين قسرًا، وتوفي أحدهم تحت التعذيب في السجن، بحسَب روايته.
شاب سوري: من مخيمات اللجوء إلى ملاعب النخبة
وأمضى فهد أكثر من ثلاث سنوات في الأردن قبل أن تختاره المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لإعادة التوطين في المملكة المتحدة، حيث وصل في ديسمبر 2015 مع زوجته وطفليه، ليستقر في مدينة مانسفيلد بريف نوتنغهامشير.
ويتذكر فهد بداياته الصعبة في بيئة جديدة، بلغة وثقافة مختلفتين، قائلًا: “وصلنا ونحن لا نعرف كلمة واحدة بالإنجليزية. كنا قلقين للغاية. لكن تعلّم اللغة كان المفتاح الذي فتح لنا كل الأبواب”.
رغم الصعاب، واصل فهد سعيه لاستعادة شغفه بكرة القدم. بدأ بدورة في قيادة الأنشطة الرياضية بكلية نوتنغهامشير الغربية، ثم عمل مدرسًا للتربية الرياضية في مدرسة ابتدائية، إلى جانب وظيفة جزئية لتدريب حراس في نادي مانسفيلد تاون.
الآن.. على عشب سانت جورج بارك
واليوم أصبح فهد صالح مدربًا رئيسًا لحراس المرمى للفئات العمرية بين 9 أعوام و16 عامًا في نادي شيفيلد يونايتد، كما يعمل ضمن عقد تدريبي مع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في مركز سانت جورج بارك الشهير، حيث يقضي عدة أيام شهريًّا في تدريب لاعبي منتخب إنجلترا للشباب.
ويصف فهد التجربة بأنها “فوق الأحلام”، قائلًا: “أشعر بالفخر الكبير وأنا أرتدي قميص منتخب إنجلترا. هذه فرصة لأردّ الجميل للبلد الذي استقبلني واحتضن عائلتي”.
ويحمل فهد الآن الجنسية البريطانية، ويؤكد أن الانخراط في سوق العمل كان نقطة التحول في حياته: “العمل أعاد لي ثقتي، وفتح لي أبواب التواصل، وعلّمني اللغة اليومية. لقد غيّر مجرى حياتي بالكامل”.
ويوجّه فهد رسالة للاجئين الذين يواجهون صعوبة في الاندماج: “لا تتهيَّبوا المحاولة. حتى لو كانت لغتكم ضعيفة، الناس سيقدّرون مجهودكم. فقط لا تستسلموا”.
وفي ختام حديثه، عبّر عن امتنانه لكل من دعمه في مسيرته، من أهل مانسفيلد إلى المجتمع الكروي في بريطانيا، قائلًا: “أنا ممتن لكل شخص ساعدني على الوصول إلى هنا. هذه لحظة فخر لن أنساها أبدًا”.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇