سوناك يتبرأ من اتهام وزيرة الداخلية للشرطة بالتحيّز
تدور تساؤلات كثيرة في الأيام الأخيرة بشأن مستقبل وزيرة الداخلية البريطانية سوالا برافرمان بعد تحديها داونينغ ستريت بمقال تتهم فيه الشرطة بالتحيّز.
وكتبت برافرمان في مقالها الذي نشرته صحيفة التايمز: إن الشرطة لم تتعامل مع المتظاهرين اليمينيين مثل ما تتعامل به الآن مع “غوغاء المؤيدين لقضية فلسطين”. في حين قال مكتب رئيس الوزراء: إن داونينج ستريت لم يوافق على مقال برافرمان، واقترح تعديل بعض فقرات النص.
الدعوة إلى إقالة وزيرة الداخلية
ونُشِر المقال المثير للجدل قبل المسيرة المؤيدة لوقف إطلاق النار في غزة، التي من المقرر أن تُنظَّم وسط لندن غدًا السبت.
وفي هذا السياق اتهم زعيم حزب العمال السير كير ستارمر وزيرة الداخلية بالإساءة إلى جهاز الشرطة، وقال: إن رئيس الوزراء ريشي سوناك لم يكن بيده حيلة لمنع هذه الاتهامات الخطيرة، التي جعلت الوزير السابق التابع لحزب المحافظين السير بوب أول من يدعوها علنًا إلى الاستقالة.
وقال السير بوب، الذي طالما انتقد برافرمان لـ(LBC): إنه لا يمكن الدفاع عنها بعد أن تجاوزت حدودها فيما قالته.
وبالمقابل نفى النائب المحافظ داني كروجر -حليف برافرمان- تدخل وزيرة الداخلية، وقال: إنه يحق لها التعليق على “ثقافة الشرطة”.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء: إن داونينغ ستريت يحقق في المقال، مع أن سوناك يثق ببرافرمان ثقة عمياء، حسَب تعبيره.
جدير بالذكر أن القانون الوزاري ينص على أن جميع أنواع الظهور الإعلامي والمقابلات الرئيسة يجب «الاتفاق عليها مع المكتب الصحفي للحكومة». ويمكن لرئيس الوزراء معاقبة أي وزير ينتهك هذا القانون بعقوبة تبدأ من مطالبته بتقديم اعتذار رسمي إلى إقالته.
هذا وتتخذ برافرمان، التي تحظى بشعبية الجناح اليميني في حزبها وينظر إليها على أنها زعيمة محتملة لحزب المحافظين في المستقبل، في الغالب موقفًا أكثر تشددًا من نظرائها في مسائل الجريمة والهجرة. وقد تعرضت مؤخرًا لانتقادات كثيرة؛ لوصفها المسيرات المؤيدة للفلسطينيين في لندن بـ”مسيرات الكراهية”.
ويأتي هذا الخلاف الأخير قبل أن تُصدِر المحكمة العليا قرارها بشأن شرعية خطط الحكومة لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا الأسبوع المقبل.
مخاوف الشرطة من العنف في المظاهرات
وتتوقع الشرطة خروج مسيرة كبيرة يوم السبت، ما أثار مخاوفها من حدوث اشتباكات عنيفة مع المتظاهرين المعارضين.
يُذكَر أن غدًا السبت يصادف يوم الهدنة، وهو الذكرى السنوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، التي دفعت رئيس الوزراء وآخرين إلى المطالبة بإلغاء المسيرة المؤيدة لفلسطين؛ لأنها لا تُظهِر الاحترام لهذه المناسبة السنوية المهمة، على حد وصفهم.
وقد واجهت شرطة العاصمة دعوات لحظر المسيرة، لكن المفوض السير مارك رولي قال: إنه لا يمكن وقف المظاهرات إلا إن تأكدنا من وجود تهديد بحدوث اضطرابات، وهذا ما لم نلحظه حتى الآن.
وفي مقالها في التايمز، اتهمت برافرمان كبار ضباط الشرطة بالتحيز؛ لأنها رأت أن ردهم على المتظاهرين اليمينيين والقوميين في الاحتجاجات حازم، إلا أنهم يتجاهلون غوغاء المؤيدين لفلسطين الذين يظهرون سلوكًا مشابها، حتى عندما يخالفون القانون بوضوح، بحسَب تعبيرها.
المصدر: BBC
اقرأ أيضًا:
- المجلس الإسلامي البريطاني يهاجم برافرمان بعد وسمها مسيرات فلسطين بالتطرف
- البرلمان الويلزي يصوّت لصالح الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة
- أكثر من مئة ألف يتظاهرون في لندن وحدها للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة
الرابط المختصر هنا ⬇