العرب في بريطانيا | شاب سوداني من حافلة محفوفة بالمخاطر إلى ماجستير...

1446 محرم 20 | 27 يوليو 2024

شاب سوداني من حافلة محفوفة بالمخاطر إلى ماجستير في جامعة بريطانية

شاب سوداني من حافلة محفوفة بالمخاطر إلى ماجستير في جامعة بريطانية
محمد علي April 11, 2024

مع بداية الحرب الأهلية السودانية في نيسان/إبريل عام 2023، اضطر الشاب السوداني أمين الشيخ، البالغ من العمر 27 عامًا، إلى جانب غيره ممن طالتهم آثار الحرب، إلى الفرار تاركين منازلهم في العاصمة السودانية الخرطوم، حيث دارت أعنف المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.

سوداني يحقق حلمه بدارسة الماجستير في بريطانيا رغم ظروفه الصعبة

اللاجئون

وانطلق أمين في رحلة محفوفة بالمخاطر استمرت أربعة أشهر واجه خلالها خطر الموت، من أجل الوصول إلى بريطانيا وإكمال دراسته في إحدى جامعاتها.

وبهذا الصدد قال أمين: “عندما أنظر خلفي، أدرك كم كنت محظوظًا ببقائي على قيد الحياة، في الوقت الذي ما زال فيه ملايين السودانيين عالقين في أتون الحرب”.

وأشار أمين إلى أنه اضطر إلى مغادرة الخرطوم على متن حافلة صغيرة، في رحلة محفوفة بالمخاطر، بعد أن أغلقت قوات الدعم السريع معظم مخارج العاصمة، واستهدفت العابرين من نقاط التفتيش.

وقال: إن بعض المتمردين استجوبوه لنصف ساعة، ووجدوا بحوزته مئة دولار، إضافة إلى ثلاث قطع ملابس وشهادة الهندسة الخاصة به، وهذا كل ما استطاع أن يأخذه أثناء فراره من السودان.

وأشار أمين إلى أن المتمردين أطلقوا النار على الحافلة، وقال: “لقد أطلقوا العيارات النارية عشوائيًّا على السيارات، وكان السائقون يحاولون الانعطاف بسياراتهم قبل الوصول إلى نهاية الشارع؛ تجنبًا للرصاص، لذلك اضطر سائق الحافلة إلى الانحراف عن الطريق، في حين دخل جميع مَن في الحافلة في نوبة من الهلع والبكاء”.

واستمرت الرحلة نحو 15 ساعة، عبرت خلالها الحافلة ممرًّا جبليًّا باتجاه الحدود الإثيوبية، وكان الركاب يخشون من قطّاع الطرق والعصابات، التي تمارس السرقة مستغلةً الانفلات الأمني الناجم عن تمرد قوات الدعم السريع.

فقدان جواز السفر بسبب الصراع في السودان

الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان

ووصل أمين إلى مدينة جوندار على الحدود الإثيوبية بحلول ساعات الليل، فنصحه سكان القرية بالبقاء متخفيًا في المدنية التي تشهد اضطرابات واحتجاجات مناهضة للحكومة.

ولعل السبب الذي زاد معاناته هو عدم تمكنه من استعادة جواز سفره من مركز طلب التأشيرة الواقع في منطقة قريبة من القتال، ما اضطره إلى السفر باستخدام جواز سفر منتهي الصلاحية.

ورغم تمكنه من دخول إثيوبيا باستخدام جواز سفره القديم، فإنه لم يكن قادرًا على السفر إلى بريطانيا بهذا الجواز للالتحاق بالمنحة الدراسية، التي حصل عليها من جامعة واريك البريطانية لدراسة الماجستير في إدارة الأعمال.

وكان أمين يخشى على أفراد أسرته بعد أن انقطع اتصاله بأخوَيه؛ بسبب توقف خدمة الإنترنت عقب اندلاع الحرب الأهلية في السوادن، في حين كانت والدته تقضي إجازتها في مصر.

وأشار أمين إلى أن والده، المتخصص في جراحة القلب والمقيم جنوب السودان، رفض المغادرة مؤكدًا التزامه بتقديم الخدمات الطبية حتى اللحظات الأخيرة.

وبعد أن وصل أمين إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تمكن -بعد شهرين من البحث الحثيث والمستمر- من التواصل مع جهة قادرة على استعادة جواز سفره من الخرطوم ليواصل سفره إلى دبي ثم إلى لندن.

وسلمت الجهة المذكورة جواز سفر أمين إلى أحد أصدقائه، الذي سلمه جواز السفر على الحدود الإثيوبية السودانية.

ثم استأنف أمين رحلته إلى دبي، لكنه واجه بعض الصعوبات للحصول على التأشيرة البريطانية، ومن بينها استئجار منزل للإقامة في دبي، وفتح حساب مصرفي، في عملية استغرقت 28 يومًا.

وقدم أمين طلب التأشيرة في الـ29 من أيلول/سبتمبر عام 2024، أي قبل أسبوع واحد فقط من بدء الفصل الدراسي في الجامعة، وحجز مقعده على متن إحدى الرحلات المتجهة إلى لندن قبل وصول تأشيرته.

القدوم إلى بريطانيا

حملة انتقادات تطول الخطوط الجوية البريطانية بسبب فوضى السفر

وأشار أمين إلى أنه فقد الأمل بالحصول على التأشيرة، ليتفاجأ برسالة تؤكد حصوله على التأشيرة في الساعة الرابعة عصرًا، وعلق على ذلك بالقول: “سارعت إلى استلام جواز سفري من مركز تقديم طلبات التأشيرة قبل إغلاقه”.

ورغم وصوله إلى بريطانيا والتحاقه بدراسة الماجستير في جامعة واريك، فما زال أمين يشعر بالقلق على أسرته ولا سيما والده، بعد أن قطعت ميليشيا قوات الدعم السريع شبكات الإنترنت في شباط/فبراير الماضي، ما حرمه من التواصل مع والده.

وقال أمين بهذا الشأن: “لقد مارست قوات الدعم السريع التطهير العرقي بعد سيطرتها على بعض مناطق البلاد، حيث أصبح النهب والقتل والاغتصاب مشهدًا طبيعيًّا في السودان، وما زال والدي غير مقتنع بمغادرة البلاد، وما زلنا نحاول إقناعه بذلك!”.

وأشار أمين إلى أن أخوَيه تمكّنا من السفر إلى دبي لاحقًا، وقال: “ما زلت أفكر في أسرتي الكبيرة بالسودان، وأرغب بالعودة والمشاركة في إعادة إعمار بلدي، لكن لسوء الحظ لا يمكنني العودة في الوقت الراهن”.

وأضاف: “لقد فقدنا كل شيء، خسرنا أموالنا ومنزلنا، الذي استحلته عناصر قوات الدعم السريع، لكن خسارتنا تُعَد قليلة إذا ما قارنّاها بما فقده غيرنا في هذه الحرب”.

وختم كلامه بالقول: “هناك العديد من النازحين الذين لا يستطيعون مواصلة حياتهم، لقد شُرِّد 10.7 مليون شخص في السودان، لكن لسوء الحظ لم يعثر العديد منهم على ملجأ آمن”.

هذا ولا يزال الصراع دائرًا في السودان بعد مرور أكثر من عام على اندلاعه، إذ يصعب إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين، في ظل تقارير تؤكد ارتكاب مجازر جماعية.

وتقف البلاد على حافة المجاعة، حيث حذر ناشطون من أن 7 ملايين في السودان يواجهون خطر المجاعة.

المصدر:ديلي تلغراف


اقرأ أيضاً :

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
1:03 am, Jul 27, 2024
temperature icon 16°C
broken clouds
Humidity 83 %
Pressure 1013 mb
Wind 7 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 55%
Visibility Visibility: 0 km
Sunrise Sunrise: 5:17 am
Sunset Sunset: 8:56 pm