جوناثان كوك: هذه بصمات ستارمر في أعمال الشغب العنصرية في بريطانيا
غصَّت وسائل الإعلام البريطانية بمشاهد العنف والاضطرابات التي عصفت بالشارع البريطاني، بعد أن اجتاح أنصار اليمين المتطرف معظم شوارع إنجلترا، في حملة عنصرية تستهدف المسلمين وأبناء الأقليات، ليخرج رئيس الوزراء البريطاني في أكثر من مناسبة، معلنًا رفضه لهذه الاحتجاجات وإنشاء وحدات شرطية جديدة ومتخصصة في مكافحة أعمال الشغب.
ولقي موقف ستارمر من الاحتجاجات اليمينية ترحيبًا من أنصار حزب العمال في بريطانيا، حيث تمكن الأخير من إفشال موجة الشغب يوم الأربعاء الماضي، لكن إجراءات زعيم حزب العمال الصارمة هذه لم تكن أكثر من محاولة لذر الرماد في الأعين لإخفاء بصمات الأخير، وإسهامه فيما تحول لاحقًا لواحد من أكثر الاحتجاجات عنصريةً في تاريخ بريطانيا، كما يرى الكاتب البريطاني الإسرائيلي جوناثان كوك.
كيف وفَّر كير ستارمر البيئة الخصبة لليمين المتطرف؟
وأشار كوك إلى أن ستارمر أسهم إسهامًا بارزًا في تغذية المناخ المعادي للمسلمين في بريطانيا، ما شكل بيئة خصبة لظهور اليمين المتطرف وسيطرته على شوارع بعض المدن في بريطانيا.
واستشهد كوك بالحملة الانتخابية لستارمر قبل وصوله إلى منصب رئيس الوزراء، حيث تبنى الأخير سياسات مشابهة للمحافظين فيما يتعلق بملف الهجرة غير الشرعية، إلى جانب الخطاب الوطني وخطط إرساء القانون والنظام.
ويرى كوك أن الزعيم الحالي لحزب العمال لم يكن العرّاب الأول للسياسات المعادية للمسلمين في حزب العمال، فقد سار الأخير على خطى معلمه توني بلير قبل أعوام، عندما بدأت حملات التشكيك في وطنية المسلمين البريطانيين وإخلاصهم، إلى جانب اتهامهم بالتعاطف مع الإرهاب.
ويؤكد كوك أن الحرب الوحشية التي شنها بلير بالتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية على العراق عام 2003، لم تكن إلا شاهدًا آخر على سياسات العمال المعادية للمسلمين، فضلًا عن دعمه للحملة العسكرية الأمريكية على أفغانستان، وهو ما نتج عنه لاحقًا نوع من الفوضى الإقليمية، ونشوء جماعات إرهابية وصلت إلى العديد من دول الشرق الأوسط.
ويوضح كوك أن ستارمر اختار السير على خطى بلير، وليس هذا فحسب بل وظف العديد من مستشاري بلير السابقين، وتبنى موقفًا من الهجرة مشابهًا لذلك الذي تبناه حزب المحافظين.
ستارمر والخطاب اليميني
ويبدو أن الزعيم الحالي لحزب العمال كان مستعدًا للتضحية بالهُوية اليسارية لحزب العمال واعتناق سياسات المحافظين من أجل استعادة شعبية الحزب في مناطق شمال إنجلترا، التي شهدت انخفاضًا كبيرًا في انتخابات عام 2019، عندما اختار العديد من أنصار العمال التصويت لمصلحة حزب المحافظين؛ بسبب موقف حزب العمال المتذبذب من ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي كان ستارمر يتحمل مسؤوليته في ذلك الوقت.
ويقول كوك: إن ستارمر ردد نفس الشعارات التي رددها المحافظون فيما يتعلق بوقف تدفق القوارب إلى بريطانيا وسحق عصابات التهريب، متناسيًا الحروب التي أشعلتها بريطانيا وحلفاؤها في الشرق الأوسط، والتي كانت سببًا رئيسًا في تدفق المهاجرين إلى بريطانيا.
ويبدو أن الزعيم الحالي لحزب العمال يحمل في أعماقه نفس النظرية التي تبناها بلير بشأن صراع الحضارات، وقد تبنى ستارمر خطابًا مشابهًا للمحافظين عند وصف أبناء إحدى الجاليات المهاجرة في بريطانيا.
وتوعّد ستارمر أبناء الجالية البنغلادشية بتشديد إجراءات الهجرة، وتطبيق قواعد أكثر صرامةً فيما يتعلق بترحيلهم من البلاد، وقال لصحيفة “الصن”: “يبدو أن عمليات الترحيل لا تشمل جميع الأشخاص القادمين من بعض الدول مثل بنغلادش”.
القضاء على الجناح اليساري للعمال
ويرى كوك أنه في سبيل الاستئثار بالسلطة، لم يكتفِ ستارمر فقط بتبني أجندة تحاكي حزب المحافظين، بل ذهب أبعد من ذلك ليشن حربًا لا هوادة فيها على الجناح اليساري في حزب العمال، وعلى رأسه النائب السابق عن حزب العمال جيريمي كوربين.
وعُرِف كوربين بسياساته المناهضة للعنصرية ودعمه للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال، ولطالما اعتبر الأخير محط ازدراء ورفض الجناح اليميني للحزب متمثلًا بستارمر وزملائه، كما يؤكد كوك.
وتعرض كوربين لحملة تشويه ممنهجة قادها الجناح اليميني لحزب العمال إلى جانب اليمين المحافظ والإعلام البريطاني، حيث اتهم كوربين بمعاداة السامية لمجرد انتقاده إسرائيل، التي تُعَد من أقرب حلفاء ستارمر.
هل ترى مواقف ستارمر كافية لمنع مظاهرات اليمين المتطرف في بريطانيا؟ شاركنا برأيك في التعليقات..
المصدل: ميدل إيست آي
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
خريجو AUK
20°C
