دراسة: بريكست تسبب في وفاة نحو 1,500 شخص سنويًا.. لماذا؟
كشفت دراسة أكاديمية حديثة عن تسجيل قرابة 1,500 وفاة إضافية سنويًا في مستشفيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، نتيجة تدهور نظام الرعاية الصحية عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ووفقًا للدراسة الصادرة عن جامعة “سري” البريطانية، فإن التصويت على مغادرة الاتحاد الأوروبي عام 2016 أدى إلى مغادرة أعداد كبيرة من الممرضين والممرضات الأوروبيين العاملين في المستشفيات البريطانية.
كيف أثّر بريكست على القطاع الطبي البريطاني؟
وقد اضطرت المستشفيات البريطانية إلى استبدال الكوادر الطبية الأوروبية التي غادرت بأخرى أقل خبرة وكفاءة، وهو ما أثر على جودة الرعاية الطبية وزاد من عدد الوفيات.
وفي هذا الصدد قال البروفيسور جوزيبي موسكيلي، الباحث الرئيسي في الدراسة، إن “خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أثر على مستشفيات البلاد، إذ أدت خسارة الطواقم المؤهلة إلى انخفاض ملحوظ في جودة الرعاية الطبية”.
وأوضح موسكيلي أن نتائج الدراسة تسلط الضوء على قضيتين بالغتي الأهمية: الأولى تتعلق بـ”الدور الحيوي الذي تلعبه الممرضات اللاتي ينحدرن من خلفيات مهاجرة داخل هيئة الخدمات الصحية الوطنية، خاصة في أقسام الطوارئ حيث تكون الحاجة إلى الكفاءة في أعلى مستوياتها”.
أما القضية الثانية، فتتمثل في ما وصفه بـ”الاعتماد الكبير” على الكوادر الأجنبية، محذرًا من أن استمرار هذا النمط من الاعتماد دون تطوير القدرات المحلية قد يؤدي إلى أزمات مشابهة في المستقبل.
خسارة الكفاءات الأوروبية في القطاع الطبي
هذا واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات واردة من 131 مستشفى في إنجلترا، وقد درست بشكل دقيق معدلات الوفيات وحالات زيارة المستشفيات.
وقدّر الباحثون أن المستشفيات التي تأثرت ببريكست، شهدت نحو 34 حالة وفاة إضافية سنويًا خلال السنوات الثلاث التي تلت الاستفتاء، وهو ما يعادل 1,485 حالة وفاة على مستوى البلاد.
وترافقت هذه الأرقام مع “انخفاض حاد” في أعداد الممرضين القادمين من الاتحاد الأوروبي، وارتفاع موازٍ في نسبة الموظفين القادمين من خارج الاتحاد، لا سيما من دول مثل نيجيريا وغانا وزيمبابوي.
وبيّن التقرير أن الكوادر الجديدة كانت أقل خبرةً وأدنى أجورًا، وهو ما قد يفسر التدهور في الأداء الصحي.
هل نجحت الحكومة في تعويض نقص الكوادر الأوروبية؟
ولعل هذه الدراسة ليست الأولى من نوعها في هذا المجال، ففي عام 2017 نشرت مجلة “ذا لانسيت” الطبية دراسة حذّرت فيها من تداعيات انخفاض عدد العاملين الأوروبيين في هيئة الخدمات الصحية، واعتبرت أن مناطق مثل لندن وجنوب شرق إنجلترا ستكون الأكثر تضررًا.
وفي مسعى لتدارك الخلل، لجأت السلطات الصحية البريطانية بعد الخروج الرسمي من الاتحاد الأوروبي عام 2020 إلى استقدام عشرات الآلاف من العاملين الصحيين من خارج أوروبا، لكن الدراسة الجديدة تثير تساؤلات حول مدى فاعلية هذا البديل.
المصدر: Western Morning News
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇