دراسة: البريطانيون يعملون أكثر من باقي الأوروبيين دون أجر إضافي

كشفت دراسة حديثة عن ظاهرة لافتة في سوق العمل البريطاني، حيث يعمل الموظفون البريطانيون ساعات إضافية غير مدفوعة تفوق عدد الساعات التي يعمل فيها نظراؤهم في كبرى الدول الأوروبية. وأظهرت النتائج أن الموظف البريطاني يعمل في المتوسط 40 ساعة إضافية شهريًّا دون مقابل، مقارنة بـ31 ساعة في ألمانيا، و27 ساعة في إسبانيا و24 ساعة في فرنسا.
الدراسة، التي شملت أكثر من 13 ألف موظف في كل من بريطانيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، وإسبانيا، وألمانيا، وإيطاليا واليونان، أشارت إلى أن 37 في المئة من الموظفين حول العالم لاحظوا زيادة في عدد ساعات العمل الإضافية منذ بدء وباء كورونا. ومع ذلك، تبقى الولايات المتحدة في صدارة الترتيب، حيث يعمل الموظف الأميركي في المتوسط 60 ساعة إضافية دون أجر شهريًّا، وهي أعلى النسب في العالم.
دعوة رمزية لفصل العمل عن الحياة الشخصية
وقد جاءت هذه الدراسة ضمن حملة أطلقتها شركة “ماليبو” بالتعاون مع البارونة كارن برادي، المعروفة بظهورها في برنامج (The Apprentice) والمشهورة في الأوساط الاقتصادية البريطانية. ودُشِّن ما سُمِّي بـ”نافورة نهاية الدوام” في فعالية رمزية، حيث دُعي الموظفون عند الساعة 5:01 مساءً لإلقاء هواتفهم في النافورة -بطريقة آمنة- للتخلص من الضغوط المرتبطة بالبريد الإلكتروني والرسائل الفورية.
وفي تعليقها على المبادرة، قالت برادي: “في بريطانيا، نميل إلى اعتبار الإفراط في العمل شارة فخر، لكن القوة الحقيقية تكمن في معرفة متى نغلق جهاز الحاسوب. إنهاء يوم العمل في موعده ليس تقاعسًا، بل استعادة للطاقة”.
وأضافت: “أفضل القادة يعلمون أن الحياة ليست في قاعات الاجتماعات فقط، بل في الأشخاص والشغف اللذَين يجعلان الجهد يستحق العناء. وهذه الحملة تذكير مهم للجميع -ومنهم أنا- بضرورة التوقف وأخذ قسط من الراحة”.
البريطانيون وضغوط العمل خارج الدوام!
وأوضحت الدراسة أن 34 في المئة من الموظفين يشعرون بضغط مستمر للعمل خارج ساعات الدوام الرسمية؛ نتيجة أعباء العمل الثقيلة، وضيق المُهَل الزمنية، إضافةً إلى الشعور بعدم الراحة في ترك المهمات غير مكتملة. كما أفاد 66 في المئة من المشاركين بأنهم شعروا بالحاجة إلى العمل حتى خلال الإجازات، وهي ظاهرة تعكس تداخلًا واضحًا بين الحياة المهنية والشخصية.
وأشارت النتائج إلى أن 23 في المئة من الموظفين يرون أن العمل يُهيمن على معظم جوانب حياتهم، فيما ذكر 28 في المئة أنهم لا يجدون وقتًا للقاء الأصدقاء إلا بصعوبة. أما الجانب الأكثر تأثيرًا فكان أن واحدًا من كل خمسة يشعر بالإرهاق الزائد، في حين اعترف 16 في المئة بأنهم فوّتوا لحظات حياتية مهمة بسبب التزامات العمل الإضافي.
وفي ختام التقرير، قال المتحدث باسم “ماليبو”، كريغ فان نييكيرك: “نُدرك تمامًا أن العمل يُشكّل جزءًا مهمًّا من حياة الناس؛ فهو يمنحهم الغاية والتنظيم والشعور بالعطاء. لكن ما يستنزفنا ليس العمل بحدّ ذاته، بل الإفراط فيه”. وأضاف: “في عالم لا يعرف التوقف، نُذكّر الجميع بأهمية التروّي، وتقديم الفرح على الأولويات، وتخصيص الوقت لما هو مهم حقًّا”.
المصدر: ديلي ميرور
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇