خبراء عسكريون يطالبون بتقييم مدى التهديد الاستراتيجي لبريطانيا
دعا خبراء عسكريون ومسؤولون حكوميون وأكاديميون إلى إجراء تقييم شامل للتهديدات الاستراتيجية التي تواجه بريطانيا حتى عام 2050، وذلك ضمن إطار مراجعة جذرية لسياسة الدفاع التي تجريها الحكومة البريطانية. وتأتي هذه الدعوة في وقت تتزايد فيه التحديات الدولية والتهديدات الأمنية، ما يستدعي تعزيز قدرات البلاد لمواجهتها.
وأرسل جورج روبرتسون، الأمين العام السابق لحلف الناتو ووزير الدفاع في حكومة توني بلير، استبيانًا مكونًا من 24 صفحة إلى عدد كبير من الجهات المعنية، طالبًا منهم تقييم مستقبل الدفاع البريطاني. وجاءت هذه الخطوة بناءً على تكليف من زعيم حزب العمال، كير ستارمر، الذي أوكل إلى روبرتسون مهمة إعداد خطة تهدف إلى تجهيز المملكة المتحدة لمواجهة التهديدات الدولية بشكل مباشر وضمان أمنها الوطني.
تقييم شامل للتهديدات الاستراتيجية حتى 2050
وفي ضوء التهديدات المستمرة، مثل الحرب في أوروبا وفي الشرق الأوسط، يسعى روبرتسون، بالتعاون مع خبراء مختصين، إلى تحديد أولويات الدفاع البريطاني وتوجيه الاستثمارات والقدرات بشكل يتناسب مع هذه التحديات. وأوضح روبرتسون في رسالته للمشاركين أن التهديدات التي تواجه المملكة المتحدة تتنوع وتتزايد، وتشمل الهجمات الإرهابية وعدم الاستقرار الناتج عن تغير المناخ.
ومن المتوقع أن تصدر نتائج المراجعة المستقلة في النصف الأول من عام 2025. ويأتي هذا في وقت وعد فيه حزب العمال بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.
وأحد الأسئلة الرئيسة المطروحة في الاستبيان يتعلق بكيفية استمرار دعم المملكة المتحدة لأوكرانيا حتى عام 2027 وما بعده. فقد قدمت بريطانيا دعمًا عسكريًا بقيمة 7.6 مليار باوند منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، فيما تعهد كير ستارمر بمواصلة تقديم 3 مليارات باوند سنويًا من المساعدات العسكرية حتى 2030-2031 أو لفترة أطول إذا دعت الحاجة.
وكذلك، يُطلب من المشاركين في الاستبيان تقديم رؤية بعيدة المدى لوصف التهديدات الاستراتيجية التي قد تواجه الدفاع البريطاني حتى عام 2050.
وتشمل لجنة مراجعة روبرتسون شخصيات بارزة مثل فيونا هيل، المستشارة الرئاسية الأمريكية السابقة، والجنرال السير ريتشارد بارونز، القائد السابق للقوات المشتركة البريطانية. كما يركز الاستبيان على سبل تعزيز صناعة الدفاع البريطانية من خلال دعم الاستثمار الداخلي، والابتكار، ونمو الصادرات.
ورغم عدم الإشارة بشكل مباشر إلى الاتحاد الأوروبي في الاستبيان، فإنه يتناول كيفية بناء العلاقات مع الحلفاء والشركاء الدوليين لتعزيز التعاون الدفاعي. ويأتي ذلك في سياق نقص الذخائر في أوروبا بعد الحرب الباردة، وهو ما دفع بعض الدول الأوروبية، مثل جمهورية التشيك، إلى البحث عن مصادر خارج الاتحاد الأوروبي لتأمين الإمدادات اللازمة لدعم أوكرانيا.
وفيما يتعلق بتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام مقاتلات F-16، يتساءل الاستبيان عن كيفية تقسيم الأدوار بشكل أمثل بين بريطانيا وحلفائها في مجالات التعليم والتدريب. كما يطلب من المشاركين تقديم مقترحات بشأن تحسين أماكن الإقامة للجنود المتزوجين والعُزَّاب، ومراجعة تدريبات القوات المسلحة.
وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع أن الأولوية تتمثل في ضمان أمن بريطانيا على المدى الطويل، مشيرًا إلى أن هذه المراجعة ستساعد في تحديد التهديدات التي تواجه البلاد وتحديد القدرات اللازمة للتعامل معها.
______________________________________________
اقرأ أيضًا
مسؤول في وزارة الدفاع يشكك في قدرات الجيش البريطاني في الدفاع عن البلاد
اتهام وزارة الدفاع البريطانية بإهدار 174 مليون باوند على راديو للجيش
الرابط المختصر هنا ⬇