إحباط عام بشأن الأشهر الستة الأولى لحزب العمال
أعربت وزيرة في الحكومة البريطانية عن تفهمها لـ”حالة الإحباط” تجاه حكومة حزب العمال منذ توليها السلطة، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي انخفاضًا كبيرًا في شعبية الحزب.
وقالت لوسي باول، زعيمة حزب العمال في مجلس العموم، إنها تتفهم استياء الشعب و”خيبة أمله” من الوضع الاقتصادي للبلاد، إلا أن الإرث الاقتصادي الذي تركه حزب المحافظين صعّب من مهمة العمال.
ما الأخطاء الاقتصادية التي ارتكبها حزب العمال؟
وواجه حزب العمال تحديات كبيرة خلال الأشهر الأولى، شملت اتخاذ قرارات سياسية صعبة بشأن الإنفاق العام، إلى جانب الانقسامات في صفوف الحزب.
إضافة إلى ذلك، ارتكب الحزب سلسلة من الأخطاء، منها قرار خفض معونة الوقود الشتوي.
ويتوقع بنك إنجلترا تحقيق نمو صفري في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، بينما أدى قرار رفع ضريبة التأمين الوطني المفروضة على أصحاب الأعمال إلى زعزعة الثقة في سوق المال والأعمال، ما قد ينتهي بفقدان المزيد من الوظائف وانخفاض الأجور.
وتساءل بعض النواب عما إذا كان رئيس الوزراء قادرًا على السيطرة على الأوضاع الاقتصادية، حيث أشار مسؤولون إلى أن رئيس الوزراء لم يفعل ما يكفي لتوضيح خططه المستقبلية.
كما أن العديد من الوزراء والشخصيات البارزة في حزب العمال تحدثوا بشكل خاص عن احتمال عدم استمرار الحكومة الحالية حتى الانتخابات القادمة، معبرين عن خوفهم من افتقار ستارمر للحنكة السياسية المطلوبة من أجل البقاء في السلطة.
وفي هذا الصدد، قال أحد الوزراء لصحيفة “الغارديان”: “يمكننا إلقاء اللوم على ضعف التواصل بين المسؤولين أو فشل الاستراتيجيات الحكومية، لكن رئيس الوزراء هو المسؤول عن قيادة سياسات الحكومة”.
وأضاف: “لا يزال من المبكر الحديث عن ذلك، لكن السؤال الذي يزداد إلحاحًا هو ما إذا كان باستطاعة كير ستارمر قلب الموازين”.
بالمقابل، دافع بعض المسؤولين البارزين في حزب العمال عن رئيس الوزراء، وقال أحدهم: “كنا دائمًا على علم بأن الأمور ستزداد صعوبةً، ولا تنسوا أن البعض قلل من شأن كير ستارمر، رغم تحقيقه فوزًا كبيرًا في الانتخابات. أعتقد أنه بحاجة إلى استراحة، نعم، لكنه مصمم على تحقيق المزيد من الإنجازات”.
أداء اقتصادي “مخيب للآمال”
وقالت باول: “كنا على دراية بمدى صعوبة إدارة البلاد، وأعتقد أن الناخبين كانوا يعلمون أيضًا أن الأمر سيكون صعبًا، لذلك صوت الناس من أجل التغيير، فهم يدركون مدى سوء الأوضاع التي تعصف بالبلاد”.
وأضافت: “إنني أتفهم شعور الناس بالإحباط وأشاركهم هذا الشعور، لذلك فإننا نعمل على وجه السرعة لتحسين أوضاع الناس”.
“لقد كانت الأوضاع الاقتصادية أسوأ مما رأيناه، لذا كان علينا اتخاذ بعض القرارات الصعبة”.
واعترفت باول بأن الأداء الاقتصادي كان “مخيبًا للآمال”، وأضافت: “بالطبع، فإننا نعمل بسرعة على تحسين الأوضاع، ونسعى لتحقيق المزيد من النمو الاقتصادي. كما يجب أن ننجز ذلك على وجه السرعة كي ينعكس بشكل إيجابي على جميع الناس”.
وعندما سئلت عن سبب تراجع شعبية حزب العمال في استطلاعات الرأي، قالت باول: “علمنا منذ البداية بصعوبة المهمة، وقد ثبت ذلك لاحقًا”.
وأضافت: “نأمل أن يعيد الناس تقييم أدائنا بعد أربع سنوات إذا شعروا بأي تحسن في الأوضاع والخدمات العامة”.
وأوضحت ريتشل ريفز، وزيرة المالية، لـ”الغارديان” يوم الجمعة أنها لن “تكذب” على الشعب بشأن الخطط التي وضعت لتحسين الاقتصاد، مشيرةً إلى أنه من المستحيل تعويض الفشل الذريع لحزب المحافظين خلال ستة أشهر فقط.
وأضافت ريفز: “هل كان الأمر صعبًا؟ نعم. هل هناك المزيد من العمل للقيام به؟ بكل تأكيد. لكن العام القادم سيشهد تحقيق الإنجازات التي تعهد بها حزب العمال، خاصةً بعد تكريس العام الحالي لإصلاح أسس الاقتصاد وإعادة الاستقرار”.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇