جو جيل: لماذا يفقد المسلمون البريطانيون الثقة في عمل ستارمر؟
كتب جو جيل مقالًا تحت عنوان “لماذا يفقد المسلمون البريطانيون الثقة في عمل ستارمر؟”، أشار فيه إلى نقطة تحول هامة في المشهد السياسي البريطاني. نتيجة للعدوان الإسرائيلي الذي مازال مستمرًا منذ 57 يومًا في غزة، والمظاهرات الشعبية التي طالبت بوقف إطلاق النار منذ السابع من أكتوبر.
وأكد جيمس إلدر من منظمة اليونيسف من مستشفى في غزة أن ما يحدث هو “حرب على الأطفال”، معبرًا عن استيائه من استمرار العنف والمعاناة التي يتكبدها الأطفال الفلسطينيون.
كما أن هذا الوضع كان له صدى كبير على الناخبين المسلمين في بريطانيا، حيث رأوا فيه دليلًا على عجز الطبقة السياسية والإعلامية عن التحرك بجدية لوقف قتل المدنيين في فلسطين.
وفي الوقت الذي كانت فيه قطر تسعى للتفاوض لوقف إطلاق النار، ظل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يدعم دولة الاحتلال بشكل قاطع.
لماذا يفقد المسلمون البريطانيون الثقة في عمل ستارمر؟
ومن جهة أخرى، دعم حزب العمال الحرب على غزة، حيث برر كير ستارمر القصف الإسرائيلي، مؤكدًا “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، ورفض الدعوات لوقف إطلاق النار.
وفي خطاب ألقاه في تشاتام هاوس في 31 أكتوبر، كشف ستارمر عن أسباب معارضته لأي وقف لإطلاق النار في تلك الأحداث المأساوية. التي استشهد فيها أكثر من 15 ألف شخص خلال ثلاثة أسابيع من القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة، كما وصل عدد الأطفال الشهداء والمفقودين إلى 8000 طفل بحلول وقت الهدنة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني.
وعلى الرغم من هذه المأساة، إلا أن ستارمر لم يحاول أبدًا أن يكون لطيفًا في توضيح موقفه. وكما أشار محمد جلال في مقال على موقع Islam21c هذا الشهر: “رد الفعل العنيف الذي واجهه ستارمر من المجتمع الإسلامي واليسار العمالي لم يؤثر عليه حيث إنه يستمتع بكونه في هذا المكان”.
وعندما جاء التصويت بشأن وقف إطلاق النار، اتبع الأغلبية من أعضاء حزب العمال قرار القيادة بالمعارضة، حتى الذين رغبوا في وقف النزاع.
واستقال عمران حسين، النائب عن برادفورد إيست، من منصبه الوزاري نتيجة لعدم تبني الحزب موقفًا يدعو إلى وقف إطلاق النار. وخرج 56 شخصًا عن الانضباط الحزبي.
موقف حزب العمال والتأثير على دعم الناخبين المسلمين
وفي مقابلة مع فيكتوريا ديربيشاير على بي بي سي، أوضح ويس ستريتنج، المتحدث باسم حزب العمال في مجال الصحة وحليف ستارمر، أسباب دعمه للاحتلال الإسرائيلي. حيث يزعم أن الصعوبات الكبيرة التي تواجه إسرائيل بسبب استخدام حماس المدنيين دروعًا بشرية واستغلال المباني مثل المدارس والمستشفيات كمخابئ، مما جعل الأوضاع معقدة للغاية بالنسبة لإسرائيل، واستغلت إسرائيل هذا الادعاء لتبرير قصف المستشفيات في غزة، ما أسفر عن وفاة العديد من المرضى والأطفال الصغار.
وواجه ستريتنج احتجاجات من الناخبين المحليين، بما في ذلك المسلمون، خصوصًا في دائرته الانتخابية إلفورد نورث بشرق لندن.
وفي سياق مشابه، رفضت ليزا ناندي من حزب العمال، التي كانت في وقتٍ ما زعيمة محتملة، التعليق على انتهاكات إسرائيل للقانون الإنساني الدولي، وأشارت إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، دون التطرق للأسئلة المتعلقة بالوضع في غزة.
وفي برنامج على إذاعة بي بي سي 4، أشار وزير خارجية الظل ديفيد لامي إلى القصف المكثف الذي شهده مخيم جباليا للاجئين، مشيرًا إلى إمكانية تبريره قانونيًا في حال كان هناك هدف عسكري محدد، مؤكدًا موقف حزب العمال “بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
كما أن دارين جونز، عضو البرلمان وعضو وزارة الخزانة، تعرض للطرد المتكرر بسبب دعمه لمعارضة حزب العمال لوقف إطلاق النار. وفي تصريح لقناة ITV1 في 30 أكتوبر/تشرين الأول، أعرب عن دعمه لإسرائيل مؤكدًا “حقها في الدفاع عن نفسها واستعادة الرهائن المحتجزين والتصدي للمقاومة حماس”.
تأثير السياسات الحزبية على الانتخابات القادمة في ظل الحرب على غزة
وأثار موقف حزب العمال من الحرب موجة احتجاج غير مسبوقة منذ تولي ستارمر زمام الأمور في عام 2020.
ومنذ بدء الحرب، فقد حزب العمال السيطرة على ثلاثة مجالس بلديات بسبب استقالات أعضاء المجالس – أوكسفورد وبيرنلي وآخرها نورويتش.
ويذكر جو جيل أنه عندما تحدث إلى أحد أعضاء مجلس حزب العمل، كان توجههم الرئيس هو الصمت، ورفض التعليق عن موقف الحزب حيال غزة.
ومع استمرار قيادة ستارمر الحزب، يتزايد عدد المسؤولين المنتخبين في الحزب الذين يرغبون في الاستقالة.
وتغيرت الأوضاع في نيوهام بشكل كبير حيث حققت صوفيا نقفي، المدافعة عن الفلسطينيين والعضوة السابقة في حزب العمل، انتصارًا مذهلًا، حيث انقلبت نتائج الانتخابات وفازت بالمقعد، بينما شهد حزب العمال انخفاضًا كبيرًا بنسبة 39 في المئة. عادةً ما يحقق حزب العمال الفوز في مجلس نيوهام في الانتخابات السابقة، ولكن هذا التغيير يظهر أن هناك تغييرًا واضحًا في المواقف السياسية.
وأعربت نقفي، عن فخرها بكونها سيدة مسلمة، وأكدت على أهمية تمثيل جميع المجتمعات، وعبرت عن استيائها من تمثيل حزب العمال الحالي.
انعكاسات سياسة حزب العمال على الانتخابات
في الأسبوع الماضي، استنكرت النائبة اليسارية زارا سلطانة التصرفات العدائية التي تعرضت لها باعتبارها نائبة مسلمة، وعلى الرغم من استمرارها في تقديم نتائج إيجابية في استطلاعات الرأي الوطنية. ويصف بعضهم هذا التغيير في أعضاء المجلس الذين غادروا الحزب بسبب موقفهم من غزة بأنه “التخلص من البراغيث”.
ويُعتقَد بشكل كبير أن الموقف الحالي لحزب العمال من الأحداث في غزة قد يؤثر على دعم الناخبين المسلمين في الانتخابات العامة المقبلة لعام 2024، المقرر إجراؤها في مايو. وأظهرت استطلاعات الرأي تراجعًا واضحًا في دعم الناخبين المسلمين لحزب العمال، حيث حصل زعيم الحزب، ستارمر، على 26 في المئة فقط من أصوات الناخبين المسلمين.
ويشكل المسلمون نسبة 30 في المئة أو أكثر من الناخبين في 20 دائرة انتخابية مختلفة، أكد المجلس الإسلامي في بريطانيا أن الدوائر الانتخابية الحاسمة يمكن أن تشهد دورًا مؤثرًا لأصوات المسلمين..
على الرغم من أن معظم هذه المقاعد تعتبر آمنة لحزب العمال، إلا أن هناك قلقًا بشأن استمرار دعم الناخبين المسلمين، خاصة مع تزايد الانتقادات المتزايدة للموقف الحالي للحزب. يشير بعضهم إلى أن موقف حزب العمال قد يؤثر على المدى الطويل على دعم الحزب من قبل الناخبين المسلمين، في حال استمرار دعمه لإسرائيل دون مراعاة شروط وضوابط.
المصدر: ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇