العرب في بريطانيا | جوناثان كوك: كيف كافأ ستارمر إسرائيل على إبادته...

1446 جمادى الثانية 10 | 12 ديسمبر 2024

جوناثان كوك: كيف كافأ ستارمر إسرائيل على إبادتها لغزة؟

جوناثان كوك: كيف كافأ ستارمر إسرائيل على إبادتها لغزة؟
فريق التحرير January 26, 2024

في مقاله الأخير الذي حمل عنوان: “كيف كافأ ستارمر إسرائيل على إبادتها لغزة؟”، قدم الكاتب جوناثان كوك تحليلًا عميقًا للوضع الراهن في “إسرائيل”. وأشار كوك إلى تطرف الحكومة الإسرائيلية، إذ يعتبرها تعجّ بالمتعصبين الدينيين والفاشيين، على حد وصفه.

وأتى كوك على ذكر سياسة الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي حاليًّا ضد 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة. وركز على تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يتباهى برفضه ومنعه قيام دولة فلسطينية.

واتخذ زعيم المعارضة البريطانية، كير ستارمر، موقفاً مثيرًا للجدل. إذ أكد أنه سيتبع سياسة حزب العمال بشأن الدولة الفلسطينية، وهو ما يُعَد تحولًا ملحوظًا في المواقف البريطانية.

وبخلاف مواقف قادة حزب العمال مثل إد ميليباند وجيريمي كوربين، اللذين تعهدا بالاعتراف الفوري بدولة فلسطينية لدى فوزهم بالانتخابات، أعلن زعيم المعارضة البريطانية كير ستارمر في اجتماع الأسبوع الماضي أن الاعتراف بدولة فلسطين لن يحدث إلا “ضمن محادثات السلام” التي تشمل “إسرائيل” ودولًا أخرى.

مواقف ستارمر وحزب العمال من الإبادة الجماعية في غزة

جوناثان كوك: كيف كافئ ستارمر إسرائيل على إبادتها لغزة؟
السير كير ستارمر (Anadolu Agency)

وعلى الرغم من أن 139 دولة في الأمم المتحدة قد اعترفت بدولة فلسطين، فإن بريطانيا والولايات المتحدة لم تكونا من هذه الدول. وأوضح وزير شؤون الشرق الأوسط في حكومة الظل التابعة لحزب العمال، واين ديفيد، أن “إسرائيل” ستحتفظ بحق النقض، وأن حل الدولتين يجب أن يحدث بطريقة تحقق السلام وتنال رضا “إسرائيل”.

وتصر قيادة حزب العمال بزعامة ستارمر على موقفها من استمرار “إسرائيل” في ارتكاب الإبادة الجماعية، حتى في ظل الأوضاع الصعبة التي وصلت إليها غزة، حيث أصبحت غير صالحة للسكن وتعاني من مجاعة.

يُذكَر أن الفلسطينيين بحاجة إلى التضامن الدولي العاجل، وبخاصة أن “إسرائيل” ما تزال ماضية في سياستها العسكرية، ويجب أن تواجه عقوبات دولية صارمة لإنهاء الأزمة الإنسانية والوصول إلى حل لوقف الحرب.

ويظهر ستارمر وكأنه يتعامل بطريقة غير مدروسة أو أنه يتصرف “مثل الحمقى”. فمثلًا في صيف عام 2021، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، دعا زعيم حزب العمال رئيس الوزراء آنذاك، بوريس جونسون، للضغط من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية في قمة مجموعة السبع في كورنوال. وركز ستارمر على أهمية إقامة الدولة الفلسطينية بوصفها وسيلة لوقف التوسع في بناء المستوطنات غير القانونية.

إلا أنه سرعان ما ظهر التناقض في موقف ستارمر، الذي يرى الدولة الفلسطينية عائقًا أمام المفاوضات، برغم الجرائم التي ارتكبتها “إسرائيل” بحق الفلسطينيين، ويشمل ذلك الإبادة الجماعية التي تُرتكب بغزة وتصاعد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية.

سياسة حزب العمال البريطاني تجاه القضية الفلسطينية

جوناثان كوك: كيف كافئ ستارمر إسرائيل على إبادتها لغزة؟
وقف إطلاق النار في غزة (Unsplash)

ويظهر أن المسؤولين الإسرائيليين سيستفيدون كثيرًا من حق النقض الذي يعتزم ستارمر منحهم إياه. وإن دلت تصريحاتهم بشأن الإبادة الجماعية على شيء فإنها تدل على أنهم يرون أن الأمور ستكون أسهل بكثير بمجرد قتل نحو مليوني فلسطيني أو ممارسة التطهير العرقي عليهم، وتشتيتهم في مناطق مختلفة حول العالم.

ومما لا شك فيه أن الأشهر الثلاثة الماضية أظهرت عدم وجود رغبة حقيقية لدى “إسرائيل” بالتوصل إلى أي اتفاق مع الفلسطينيين، بل على العكس، يحظى السياسيون الإسرائيليون بدعم قوي لإبادة الفلسطينيين.

وقد أعلن الرئيس إسحاق هرتسوغ، الزعيم السابق لحزب العمل الإسرائيلي، الذي يُفترض أنه يمثل التيار اليساري، أنه لا يوجد أي فلسطيني بريء في غزة، ما يجعله من أكبر المؤيدين للإبادة الجماعية.

وقد دعم ستارمر بقوة “الحصار الكامل” الذي أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في الـ7 من أكتوبر، ما أدى إلى حرمان أكثر من مليوني فلسطيني من الحصول على الغذاء والمياه والكهرباء. ومع أن المجاعة والأمراض الفتاكة كانت نتيجة واضحة، وصف زعيم حزب العمل هذه السياسة بأنها تندرج تحت “حق لإسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

ويُشير كوك إلى أن العقوبة الجماعية تُعَد مخالفة واضحة للقانون الدولي.

رفض ستارمر لدعوات وقف إطلاق النار في غزة

جوناثان كوك: كيف كافئ ستارمر إسرائيل على إبادتها لغزة؟
(أنسيلاش)

وبالمقابل أبدى ستارمر استعداده للفصل في الجرائم التي ارتكبتها المؤسسة العسكرية الروسية في أوكرانيا، ودعا إلى محاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “أمام العدالة” في لاهاي.

هذا واستشهد حتى الآن ما لا يقل عن 25 ألف فلسطيني في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى عدة آلاف آخرين تحت الأنقاض. ودمر الاحتلال الإسرائيلي معظم البنية التحتية الحيوية، ويشمل ذلك القطاع الصحي. ورغم ذلك كله لا يجرؤ أحد من قادة حزب العمال على وصف هذه الأفعال بأنها جرائم حرب، فضلًا عن وصفها بالإبادة الجماعية!

لكن لم يكن الأمر هكذا دائمًا؛ فقد فهم ستارمر، في دوره السابق كمحامٍ رفيع المستوى في مجال حقوق الإنسان، جيدًا أن ما تفعله إسرائيل اليوم يمكن اعتباره إبادة جماعية.

 

وفي جلسة استماع عام 2014 أمام محكمة العدل الدولية، أكد أن القوات الصربية ارتكبت إبادة جماعية بمحاصرة مدينة فوكوفار الكرواتية. ووصف الوضع بأنه “حملة متواصلة من القصف والطرد الممنهج والحرمان من الغذاء والمياه والكهرباء والصرف الصحي والعلاج الطبي”.

هذه هي الظروف نفسها التي تُفرض على غزة، ولكن هذه المرة بأبعاد أوسع بكثير. وقبل أربع سنوات، لم يكن ستارمر مترددًا في وصف المذبحة التي ارتكبتها صربيا عام 1995 في سربرينيتسا بأنها “إبادة جماعية غير إنسانية”. وأضاف: إن تلك الجرائم يجب أن “تدفعنا إلى التحلي بالقوة والشجاعة للوقوف والقول: لن يحدث ذلك مرة أخرى أبدًا”.

هذا ورفض زعيم حزب العمل دعوات وقف إطلاق النار حين كان يمكن تجنب إبادة عشرات الآلاف من الفلسطينيين. ولكنه لم يتخذ أي إجراء لمحاسبة الحكومة البريطانية على استمرارها في تزويد إسرائيل بالأسلحة.

المصدر: ميدل إيست آي 


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
10:41 pm, Dec 12, 2024
temperature icon 7°C
broken clouds
Humidity 91 %
Pressure 1029 mb
Wind 8 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 75%
Visibility Visibility: 6 km
Sunrise Sunrise: 7:57 am
Sunset Sunset: 3:51 pm