جديد المدارس البريطانية في 2024/2023
في لقاء مباشر جرى في السادس من أيلول بالتزامن مع عودة الطلاب إلى المدارس في بريطانيا، استضافت منصة العرب في بريطانيا المعلمتَين الخبيرتَين اللتَين لهما باع طويل في التدريس في المدارس البريطانية: الأستاذة منيرة الصوصة، وهي معلمة لغة إنجليزية ومديرة مدرسة مانشستر العربية، والأستاذة زينب كمال، وهي معلمة لغة إنجليزية ومسؤولة تأهيل المدرسين. وركز اللقاء على موضوعات مهمة تجيب عن أسئلة الأهالي، بما يدعم إقبال الطلاب العرب على عامهم الدراسي بوضوح وثقة وأمان.
نصائح عامة
بدأ البث مع نصائح عامة من المعلمتين بشأن القلق والتوتر اللذين قد يصيبان الطلاب أو الأهالي فيما يتعلق بمستوى التقديم وما يعقبه من تقييم أكاديمي تُجريه المدارس. وأوضحت الأستاذة زينب أن النظام البريطاني لا يوجد فيه ما يُسمى “الرسوب الكامل” كما هو معتاد في الأنظمة الأكاديمية السابقة التي اعتادها الجيل السابق. وطمأنت الطلاب والأهالي بشأن المراحل الانتقالية (key stages) ومتطلباتها؛ فكل مرحلة لها برامج توضيحية، وعليه يستطيع الأهالي والطلاب زيارة المدارس والاستيضاح بشأن ما يقلقهم، والحصول على إجابات شافية بخصوص المسار الذي يختارونه لاستكمال تعليمهم بما يناسب قدراتهم ويوافق ما يتطلعون إليه.
مستجدات امتحانات الـ(GCSE) والـ(A LEVEL)
تشير الأستاذة زينب إلى أن المدارس البريطانية اعتمدت في السنة الفائتة على الـ(Algorithm) -أي “النظام المحوسب”- في تصحيح امتحانات الـ(GCSE) والـ(A LEVEL)، وأما هذه السنة فقد اعتمدت على التصحيح اليدوي عن طريق المعلمين، الذي كان متّبعًا قبل وباء “كورونا”، ما أضاف تحديًا جديدًا للطلاب، يتمثل بالتقييم المباشر الذي كان قد غاب عنهم منذ وباء كورونا، واعتماد “الحوسبة” في كثير من التقييمات، وبذلك اضطر كثير من الطلبة إلى اللجوء إلى تقديم “أوراق تسوية” لكي يتمكنوا من دخول الجامعات.
وأشارت الأستاذة منيرة إلى أن هناك توجهًا حكوميًّا يسعى إلى توجيه الطلاب إلى ما يسمى (Apprenticeship)، وهو التوجه إلى العمل مباشرة بعد الحصول على شهادة الثانوية (GCSE) بدل استكمال الدراسة الجامعية؛ والسبب في ذلك هو نقص الأيدي العاملة في بريطانيا بسبب الحد من الهجرة، ما يستدعي استغلال الأيدي العاملة المتاحة داخل بريطانيا. إلا أن نسبة كبيرة من الطلاب العرب ما زالوا يُفضِّلون استكمال دراستهم الجامعية، وجزء كبير منهم ما زال يختار التقديم على (A LEVEL) رغم صعوبته وجدية مواده، في سبيل الالتحاق بكليات علمية، مثل الطب والهندسة وغيرها والحصول على وظيفة مرموقة بعد ذلك.
اللغة العربية ضمن النظام التعليمي أو “مدارس السبت”
أوضحت الأستاذة زينب أن نظام الـ(GCSE) يُلزِم الطلاب باختيار لغة أو لغتين للتعلم، ما يتيح دراسة اللغة العربية في المدارس، إلا أن بعض المدارس لا يتيح دراسة اللغة العربية ضمن المواد المدرجة، ما يضطر الأهالي والطلاب إلى اللجوء إلى ما يُسمى “مدارس السبت” لدراسة اللغة العربية، وهي مدارس متاحة في المدن البريطانية ويقوم عليها أساتذة عرب مهتمون، يتيحون للجالية العربية خدمة دراسة اللغة العربية والقرآن الكريم وأحكام التجويد للأطفال من سن مبكرة، وذلك لقاء أسعار مقبولة ومعقولة. وثمة خيار تلقي دروس “اللغة العربية” بعد دوام المدرسة بين الساعة الـ5 والـ7 مساءً، ويستطيع الطالب أيضًا من خلالها التعرف على لغته الأم.
في حين أكدت الأستاذة منيرة -بوصفها مديرة إحدى المدارس العربية في مدينة مانشستر- ضرورة التحدث باللغة العربية في المنزل في المقام الأول، ثم مع الجيران والمعارف، ثم الذهاب إلى ما يسمى (supplementary school)، التي توفر للجاليات خدمة تعليم أطفالهم الثقافة العربية وما ينقصهم في هذا الباب. يُذكَر أن هذه المدارس أتاحت فرص عمل لكثير من النساء لتعليم الأطفال اللغة الأم والثقافة الأم كذلك، ما يفيد في الحفاظ على أصالة بلد المنشأ للأطفال، ويوثّق العلاقات الاجتماعية التي تُعَد أمرًا ضروريًّا للأشخاص في غربتهم.
القادمون الجدد إلى بريطانيا
وفي مسألة الأشخاص القادمين إلى بريطانيا حديثًا، أكدت الأستاذة زينب أنه لا يوجد نظام تتبعه الحكومة يجيب عن جميع أسئلتهم. لكن التصرف الحكيم يكمن في الذهاب إلى بلدية المنطقة التي تعيش فيها الأسرة الجديدة، وهناك بإمكانهم أن يجدوا الإجابة عن كل تساؤلاتهم بشأن المراحل الأكاديمية في بريطانيا، ومن ثم الانخراط في النظام الذي ربما سيكون جديدًا عليهم وشائكًا إلى حد كبير!
أما عن طريقة تدريس الأهل لأبنائهم، فتقول الأستاذة زينب: على الأهالي أن ينسوا أسلوب التلقين وحل الواجبات المتبع في معظم دروس اللغة العربية. وكل ما على الأهل فعله هو زيارة الموقع الرسمي للتعليم (Department of Education)، والاطلاع على الأهداف المُدرجة فيما يخص ابنهم. وهناك سيجدون تقييمًا لأداء الطالب في جميع التمارين التي مارسها في المدرسة، وسوف يتمكن ولي الأمر من سؤال ابنه عن محتوى تلك التمارين والحصول على إجابات شافية حيال قدرات ابنه الأكاديمية. وأوصت الأستاذة منيرة الطلبة والأهالي باستخدام موقع (BBC Bitesize) للمساعدة في حل واجباتهم وإيجاد ما يلزم من الأنشطة والتمارين المفيدة والممتعة في آنٍ واحد.
دوام المدارس البريطانية بدأ وابني ما زال على “قوائم الانتظار”!
وفي نهاية اللقاء وردت مجموعة من الأسئلة من الأشخاص الذين حضروا اللقاء على منصة العرب في بريطانيا، وكان أهمها وأكثرها تكرارًا هو حال الطلاب الذين ما زالوا على قوائم الانتظار في المدارس التي يرغب الأهل بالتحاق ابنائهم بها. وبينما يترقب هؤلاء الأهالي مصير ابنائهم الأكاديمي لهذا العام تساورهم مشاعر القلق والتوتر. وبهذا الشأن نصحت الأستاذة منيرة بأن يشرع الأهل بتسجيل أولادهم في المدارس الخاصة إن كانت لديهم القدرة المادية على ذلك.
أما الأستاذة زينب كمال فأوصت هؤلاء الأهالي بالصبر واستكمال دراسة أبنائهم في المنزل إلى أن يحصلوا على القبول، ففي النهاية سوف ينضم أبناؤهم إلى ركب الدراسة. كما نصحت الأهل بالهدوء والصبر وعدم التردد بين قرار الانتظار والانسحاب؛ لأن ذلك سيتسبب بتأخير الطالب أكثر.
وفي نهاية اللقاء تمنت المعلمتان التوفيق لجميع الطلاب الملتحقين بالمدارس للعام الدراسي 2023-2024.
لمشاهدة اللقاء كاملًا هنا.
اقرأ أيضًا:
150 مليون باوند تكلفة إعادة افتتاح المدارس البريطانية التي تعاني من خطر الانهيار!
قائمة المدارس البريطانية التي أغلقت أبوابها خشية انهيار مبانيها
الحكومة تقدم أجورًا مغرية للمعلمين الأجانب للعمل في المدارس البريطانية
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
16°C
