تقرير حديث يكشف: المسلمون البريطانيون يحققون تقدمًا لافتًا رغم التحديات

كشف تقرير جديد صادر عن المجلس الإسلامي البريطاني عن تقدم ملحوظ أحرزته المجتمعات المسلمة في المملكة المتحدة، رغم ما تواجهه من تحديات اجتماعية واقتصادية متراكمة. ويستند التقرير إلى أحدث بيانات التعداد السكاني، حيث يقدم صورة دقيقة ومفصلة عن الواقع الديموغرافي والتعليمي والاقتصادي والصحي للمسلمين في بريطانيا.
نمو سكاني متسارع واندماج فعّال
يشير التقرير إلى أن عدد المسلمين في المملكة المتحدة بلغ نحو أربعة ملايين شخص، أي ما يعادل 6% من إجمالي السكان، وهو ما يجعلهم أكبر أقلية دينية في البلاد. كما تُعدّ الجالية المسلمة الأسرع نموًا بين مختلف الطوائف الدينية.
وبحسب البيانات، فإن المسلمين البريطانيين يتمتعون بمستوى عالٍ من الاندماج في المجتمع؛ إذ أظهرت الأرقام أن 94% من المسلمين المولودين في إنجلترا وويلز يشعرون بانتماء قوي للهوية البريطانية.
كما تُظهر نتائج التعداد، ولأول مرة، أن غالبية المسلمين في بريطانيا هم من مواليد البلاد بنسبة 50%، كما تسجل هذه النسبة ارتفاعًا في بعض المدن مثل برادفورد (65%)، وولسال (61%)، وأولدهام (59%).
تحصيل علمي متقدّم وريادة نسائية

سلّط التقرير الضوء على التقدم التعليمي داخل الجالية المسلمة، حيث أظهرت البيانات أن 50% من الطلاب المسلمين الملتحقين بالتعليم الجامعي بدوام كامل هم من الإناث، في مؤشر لافت على تصاعد الطموح الأكاديمي بين النساء المسلمات.
ويُظهر التقرير أن متوسط عمر المسلمين في المملكة المتحدة يبلغ 29 عامًا، مقارنة بـ44 عامًا للمجتمع عمومًا، ما يمنح هذه الفئة خصائص ديموغرافية حيوية تساهم في سد الفجوات في سوق العمل، وتعزيز الاقتصاد الوطني.
ورغم التقدم المحرز، لا تزال المجتمعات المسلمة تواجه تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة، إذ يعيش 40% من المسلمين في إنجلترا ضمن أكثر الأحياء حرمانًا، ويعاني ربع الأسر المسلمة في إنجلترا وويلز من الاكتظاظ السكني، وهي نسبة تفوق المتوسط الوطني بأربع مرات.
وفي الجانب الصحي، أشار التقرير إلى أن نحو 29.9% من النساء المسلمات فوق سن 65 عامًا يعانين من حالات صحية “سيئة” أو “سيئة جدًا”، مقارنة بنسبة 13% بين السكان عمومًا.
دعوة لتبني سياسات عادلة
دعا المجلس الإسلامي البريطاني إلى تبني سياسات تعالج الفقر وتردم الفجوات في مجالات السكن والرعاية الصحية والتعليم، مؤكدًا أن المسلمين لا يطالبون بمعاملة خاصة، بل بالاعتراف بالواقع غير العادل الذي يواجهونه في بعض القطاعات الحيوية.
كما شدد التقرير على أهمية دور المجتمع المدني المسلم في تقديم الإرشاد والدعم المهني والأكاديمي للشباب، فضلًا عن توفير آليات دعم فعالة للأسر التي يعيلها أحد الوالدين.
المجلس الإسلامي: مستقبل بريطانيا مرتبط بمستقبل مسلميها

قال الدكتور مقداد أساريا، عضو لجنة البحوث والتوثيق في المجلس، إن التحليل “يعكس بوضوح مدى قوة الهوية الوطنية لدى المسلمين البريطانيين، إلى جانب انتشار إتقان اللغة الإنجليزية لدى الأجيال الجديدة”. وأضاف: “التركيبة السكانية الشابة للمسلمين تمثل فرصة ديموغرافية حقيقية تساهم في دعم سوق العمل، وتعزيز نظام الرعاية الاجتماعية، ونشر روح ريادية مبدعة في المجتمع البريطاني”.
من جهته، أكد الدكتور واجد أختر، الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، أن التقرير “يعزز القناعة الراسخة بأن المسلمين في بريطانيا ليسوا مجرد مقيمين، بل هم جزء لا يتجزأ من مجتمعها”.
وأضاف: “بفضل وعيهم الوطني، وطموحهم الريادي، وطاقاتهم الشابة، فإن المسلمين البريطانيين على استعداد للإسهام في بناء مجتمع أكثر ازدهارًا وتماسكًا للجميع. مستقبل بريطانيا ومستقبل المسلمين فيها مترابطان، وهذا المستقبل يبدو واعدًا بحق”.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇