في نهاية شهر أكتوبر من كل عام، تؤخر بريطانيا والولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من الدول التي تتبع نظام “التوقيت الشتوي” (DST)، الوقت ساعة واحدة. ولكن متى بدأت هذه العادة؟ وكيف تطورت على مر الزمن؟
تغير الوقت في بريطانيا إلى الشتوي 2023 .. متى وكيف بدأت الحكاية؟

حكاية وتفاصيل التوقيت الشتوي

ذكرت فكرة تغيير الساعات في فصل الشتاء لأول مرة في عام 1784، عندما كتب العالم بنجامين فرانكلين رسالة إلى صحيفة فرنسية (Journal de Paris)، يقترح فيها أن يستفيد الناس من ضوء النهار في الصباح بدلًا من إضاعته في المساء. وقال إنه يمكن للمدينة توفير مبلغ “هائل” من خلال عدم حرق الشموع في ساعات المساء المظلمة.
ولكن لم يجد اقتراحه صدى حتى بدأت الحرب العالمية الأولى، وقامت ألمانيا بتغيير ساعاتها للحفاظ على استهلاك الفحم والطاقة في عام 1916. وسرعان ما اتبعتها دول أخرى مشاركة في الحرب مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
ومنذ ذلك الحين، استمرت هذه الدول في تغيير ساعاتها مرتين في السنة: مرة في فصل الربيع (آخر شهر مارس) للانتقال إلى التوقيت الصيفي، ومرة في فصل الخريف (آخر شهر أكتوبر) للعودة إلى التوقيت الشتوي. وقد وُحِّدت هذه التواريخ في جميع دول الاتحاد الأوروبي في عام 1995، لضمان تزامن الوقت بينها.
ولكن ما أثر هذا التغيير؟ هل هو إجراء مفيد أم ضار؟

هذا ما يختلف فيه الخبراء والباحثون. فبعضهم يرون أن تغيير الساعة يساهم في توفير الطاقة، وزيادة سلامة المرور، وتحسين صحة ومزاج المواطنين.
كما يظن البعض أنه يمنح المزارعين المزيد من الوقت للاستفادة من ضوء الشمس في حصاد محاصيلهم.
ولكن بعض المعارضين يشككون في صحة هذه المزاعم، ويقولون إن تغيير الساعة يسبب اضطرابات في نظام السيركادي (الساعة البيولوجية)، والذي يؤثر على نوم وصحة وأداء الإنسان. كما يقول بعض المزارعين إنه يزعج روتين حيواناتهم، ويلزمهم بالانصياع لجدول زمني مختلف عن باقي دول المنطقة.
ولذلك، فإن قضية تغير الوقت لیست بسیطة، وھي محل جدل ونقاش في کثیر من دول. فھل سیستمر ھذا التقلید في المستقبل؟ أم سيتوقف عنه بعض الدول کما فعلت روسیا والبرازیل والصین؟
اقرأ أيضًا
إلغاء التوقيت الشتوي في بريطانيا قد يساعد بتخفيض استهلاك الطاقة
الرابط المختصر هنا ⬇
https://alarabinuk.com/?p=104088