كيف يساهم تعليم الطلبة اللغة العربية ولغات أخرى في تعزيز الاقتصاد البريطاني ؟

كشفت دراسة جديدة ازدياد أعداد طلاب المرحلة الثانوية الذين بدأوا في تعلّم لغات جديدة مثل اللغة العربية أو الماندرين أو الفرنسية أو الإسبانية حيث يُمكن أن يُعزّز تعليم اللغات اقتصاد المملكة المتحدة بمليارات الجنيهات الاسترلينية على مدى 30 عامًا.
اللغة العربية وتعزيز الاقتصاد البريطاني

وحذّرت الدراسة التي أجرتها جامعة كامبريدج بالتعاون مع معهد الأبحاث غير الربحيّ (RAND Europe) من أن الانخفاض المستمر في تعلُّم اللغات في مدارس المملكة المتحدة يُقوِّض قدرة البلاد على المنافسة دوليًا.
من خلال تحديد الفوائد الاقتصادية الأوسع نطاقًا لاقتصاد المملكة المتحدة المتمثلة في توسيع نطاق تعليم اللغات في المدارس، وجد الباحثون أن أي استثمار في تعليم طلاب المدارس اللغة العربية أو الماندرين الصينية أو الفرنسية أو الإسبانية يحقّق مثليه.
واستخدم الباحثون نموذج الاقتصاد الكُليّ لفحص النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة من هذا العام وحتى عام 2050 إن ارتفع عدد الطلاب الذين تعلّموا واحدة من أربع لغات مختلفة حتى يتمكنوا من استخدامها لاحقًا بشكلٍ فعّال في الأعمال التجارية.

وأظهر التحليل أن زيادة 10 في المئة في عدد طلاب المملكة المتحدة الذين يتعلمون اللغة العربية في المراحل الثانوية يمكن أن تؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة بشكل تراكمي بما يتراوح بين 11.8 مليار جنيه إسترليني و 12.6 مليار جنيه إسترليني على مدار 30 عامًا.
أما الزيادة في عدد الطلاب الذين يتعلمون لغة الماندرين الصينية، فستؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي بما يتراوح بين 11.5 مليار جنيه إسترليني و 12.3 مليار جنيه إسترليني.
وبالنسبة لتعلّم اللغة الفرنسية، فتتراوح الفائدة بين 9.1 مليار جنيه إسترليني و 9.5 مليار جنيه إسترليني، وتُقدّر زيادة الناتج المحلّي بعد ازدياد عدد الطلاب الذين يتقنون اللغة الإسبانية بين 9.1 مليار جنيه إسترليني و 9.7 مليار جنيه إسترليني.
وقال ويندي أيريس بينيت، المشرف الرئيسي على الدراسة: “تلعب اللغات دورًا مهمًا في التجارة الدولية. ومع ذلك، شهدت المملكة المتحدة تراجعًا حادًا في تعليم اللغات في المدارس منذ عام 2004. وفي الوقت الذي تسعى فيه حكومة المملكة المتحدة إلى إعادة تطوير علاقاتها الاقتصادية العالمية، يمكن أن يؤثر هذا التراجع في المهارات اللغوية على قدرة المملكة المتحدة على المنافسة في الساحة التجارية العالمية “.

وأشارت الدراسة إلى أنه على الرغم من أن المملكة المتحدة تتمتع بميزة نسبية بسبب الطبيعة العالمية للغة الإنجليزية كلغة مشتركة، فإن اللغة الإنجليزية ليست المحرك الوحيد في بعض قطاعات التجارة الرئيسية مثل التعدين والطاقة والخدمات.
وتوقعت الدراسة ارتفاعًا سنويًا بنحو 19 مليار جنيه إسترليني في صادرات المملكة المتحدة بعد التغلّب على حواجز اللغة مع الشركاء التجاريين في البلدان الناطقة بالعربية والصينية والفرنسية والإسبانية.
اقرأ أيضًا:
مدن أوروبية تستطيع السفر إليها من لندن بأقل من 20 باوند
أسعار الغاز في بريطانيا قد تقفز لأعلى مستوياتها في حال ردت روسيا على العقوبات
الرابط المختصر هنا ⬇