تحقيق رسمي في بريطانيا بعد تعطل شبكات الهاتف ومنع الوصول إلى الطوارئ
باشرت هيئة تنظيم الاتصالات في بريطانيا (أوفكوم) تحقيقات رسمية مع شركتَي الاتصالات BT و Three، على خلفية أعطال واسعة شهدتها شبكات الهاتف المحمول خلال صيف هذا العام.
وقد أدّت هذه الأعطال إلى تعطّل خدمات الاتصال في عدد من المناطق، وامتد تأثيرها إلى إعاقة الوصول إلى خطوط الطوارئ، في حوادث أثارت مخاوف متزايدة بشأن جاهزية شبكات الاتصالات للتعامل مع الحالات الحرِجة.
انقطاع المكالمات يعرقل الوصول إلى خدمات الطوارئ
أفادت هيئة تنظيم الاتصالات في بريطانيا (أوفكوم) بأن شركة BT أبلغتها بحدوث خلل برمجي أثّر على خدمات المكالمات في شبكة EE يومي 24 و 25 تموز/يوليو، ما أسفر عن تعطّل جزئي في الاتصال الصوتي.
وخلال فترة العطل، تعذّر على مشتركي BT و EE إجراء أو استقبال المكالمات مع شبكات أخرى، كما تعطّل الوصول إلى خدمات الطوارئ، في تطوّر أثار قلقًا واسعًا.
وفي واقعة أخرى، أعلنت شركة Three تعرّض شبكتها لعطل تقني بتاريخ 25 حزيران/يونيو، أدى إلى توقّف خدمات المكالمات وتأثّر إمكانية التواصل مع الطوارئ طوال مدة الانقطاع.
وتأتي هذه التطورات بعد تحقيق سابق فتحته أوفكوم مع BT في حزيران/يونيو من العام نفسه، على خلفية أعطال طالت خدمة 999، ما عزّز مخاوف الجهة المنظمة من تكرار الإخفاقات التقنية في خدمات حيوية لسلامة الجمهور.
BT تعتذر عن أعطال الشبكة وأوفكوم تفتح تحقيقًا
وأكدت الهيئة الرقابية أن هذه التحقيقات تهدف إلى التحقق مما إذا كانت الشركتان قد أخفقتا في الوفاء بالتزاماتهما التنظيمية، على خلفية أعطال انعكست بشكل مباشر على المستخدمين.
وفي تعليقها، قالت متحدثة باسم BT إن الشركة على دراية ببدء أوفكوم تحقيقًا بشأن الخلل التقني الذي أثّر على المكالمات الصوتية في الشبكة يومي 24 و 25 تموز/يوليو 2025، مؤكدةً تعاونها الكامل مع الهيئة طوال مجريات التحقيق، ومجددةً اعتذارها عن أي إزعاج نجم عن هذا الخلل.
وفي المقابل، أفادت التقارير بأن شركة Three جرى التواصل معها للحصول على تعليق، من دون صدور رد رسمي حتى الآن.
أوفكوم تشدد على مسؤولية مشغلي المحمول في مواجهة الأعطال التقنية
وفي بيان لها، أوضحت أوفكوم أن مشغلي شبكات الهاتف المحمول مُلزَمون باتخاذ تدابير مناسبة ومتناسبة لرصد المخاطر المحتملة والحد منها، والاستعداد لأي مستجدات قد تؤثر في توافر الشبكة أو أدائها أو وظائفها الأساسية.
وأضافت الهيئة أن على المزوّدين اعتماد إجراءات استباقية للحيلولة دون الآثار السلبية لأي خلل تقني، وفي حال وقوع تأثير فعلي على الشبكة أو الخدمة، يتعيّن التحرّك على وجه السرعة لمعالجة الخلل أو الحد من تداعياته.
تعكس الأعطال المتكررة في شبكات الهاتف المحمول خللًا مقلقًا في خدمات يُفترض أن تكون متاحة في جميع الظروف، لا سيما عندما يؤثر ذلك على الوصول إلى خدمات الطوارئ. وفي ظل الاعتماد المتزايد على الاتصال الرقمي في بريطانيا، تبرز الجاهزية التقنية والاستجابة السريعة للأعطال كعنصرين أساسيين لحماية سلامة المستخدمين.
كما تسلط هذه الوقائع الضوء على أهمية إدارة المخاطر ووجود أنظمة بديلة فعّالة، إلى جانب وضوح التواصل مع الجمهور خلال الأزمات، بما يسهم في الحفاظ على الثقة وتقليص آثار أي أعطال مستقبلية.
المصدر : The Independent
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
