تحقيقات تكشف تقاعس خفر السواحل عن إنقاذ عشرات اللاجئين من الغرق

كشفت تحقيقات رسمية في بريطانيا عن تقاعس خفر السواحل البريطاني عن إنقاذ عشرات اللاجئين الذين لقوا حتفهم غرقًا في القنال الإنجليزي، في حادث مأساوي وصف بأنه “كان متوقعًا بالكامل”.
وأوضحت التحقيقات، التي انطلقت يوم الاثنين تحت عنوان “كرانيستون”، أن ما لا يقل عن 27 مهاجرًا لقوا حتفهم في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2021 أثناء محاولتهم عبور القنال بين فرنسا وبريطانيا.
القارب “تشارلي” يكشف تقاعس خفر السواحل
وأفادت التحقيقات بأن القارب، الذي كان يقل 33 شخصًا بينهم 13 امرأة و8 أطفال، كان غير صالح للإبحار مطلقًا.
وبينما تأكدت وفاة 27 شخصًا، لا يزال 4 آخرون في عداد المفقودين، ولم ينجُ سوى شخصين فقط.
هذا وأطلقت فرق الإنقاذ اسم “تشارلي” على القارب المنكوب، وكان ضمن 209 قاربًا عبر القنال في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2021، وهو أعلى عدد لعمليات عبور القوارب خلال شهر واحد فقط.
ورغم أن الأمم المتحدة وثقت مصرع ما لا يقل عن 128 مهاجرًا في القنال منذ ذلك الحين، لا يزال حادث “تشارلي” الأكبر من حيث عدد الضحايا منذ بدء موجة العبور عبر القوارب الصغيرة عام 2018.
وأظهرت التحقيقات سلسلة من الإخفاقات الجسيمة، أبرزها ضعف التنسيق ونقص الكوادر في مركز خفر السواحل في دوفر ليلة الحادث، إضافة إلى فشل وزارة الداخلية البريطانية في تبادل المعلومات الاستخباراتية حول القارب المنكوب.
نداءات استغاثة لم تلقَ استجابة
وكشفت الأدلة أن السلطات لم تميز بين القارب “تشارلي” وقارب آخر يُدعى “ليما”، حيث تمكن فرق الإنقاذ من إنقاذ 35 شخصًا كانوا على متن القارب ليما.
وقال المستشار القانوني للتحقيق، روري فيليبس، إن “لم يكن هناك أي عمليات بحث عن القارب تشارلي، ولم يأتِ أحد لإنقاذه”، مشيرًا إلى أن السلطات عدم تدخّل أي جهة لإنقاذ الضحايا.
وكانت وكالة الملاحة وخفر السواحل قد حذّرت من احتمال عدم قدرتها على التعامل مع حالات الطوارئ، وهو ما قد يؤدي إلى خسائر بشرية،كما أن السلطات المسؤولة لم تستجب لطلب تعزيز الكوادر، وفق ما أكده التحقيق.
وانطلق القارب من الساحل الفرنسي عند العاشرة مساءً في 23 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2021، وبعد ثلاث ساعات بدأ تسرب المياه إلى القارب، قبل أن يطلق الركاب نداء استغاثة.
واتصل الفتى العراقي الكردي مبين رزكار حسين (16 عامًا) بخفر السواحل وأخبرهم بأن المياه غمرت جميع الركاب، قائلاً: “كل شيء سينتهي”.
وبعد ساعة، أجرى حسين اتصالًا آخر قال فيه إن الجميع على متن القارب “هلكوا وسيموتون”، لكن المسؤولين طلبوا منه التوقف عن الاتصال.
وبحلول الساعة 3:06 صباحًا، بدأ القارب يغرق، فيما جرى آخر نداء استغاثة عند الساعة 3:11 صباحًا، دون أن تتحرك أي جهة لإنقاذ الركاب.
الناجي الوحيد يروي مأساة الضحايا
وخلال جلسات التحقيق، تحدث الناجي الوحيد عيسى محمد عمر عن تفاصيل ما جرى، مؤكدًا أن تقاعس السلطات عن التدخل كان السبب في وقوع هذه الكارثة، وقال إنه يشعر بأنه نجى ليصبح”صوتًا لمن فقدوا حياتهم”.
من جانبها، أكدت المحامية سونالي نايك، التي تمثل الناجي وبعض أسر الضحايا، أن هذا الحادث كان نتيجة الفشل على عدة مستويات، أبرزها نقص الكوادر وسوء التنسيق، وهو ما جعل وقوع هذه الكارثة أمرًا متوقعًا لا مفر منه.
وكانت السلطات المختصًة قد حذرت من نقص الموارد اللازمة لإنقاذ المهاجرين في القوارب المطاطية المعرضة للخطر، لكنها لم تلقَ استجابة.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇