تحذير: العنف الإلكتروني المتطرف قد يدفع الشباب لارتكاب جرائم مروعة

حذر خبراء في الصحة النفسية من التأثير المتزايد للعنف الإلكتروني، وذلك بعد تسجيل عدة جرائم ارتكبها أشخاص تعرضوا لمشاهد العنف الشديدة، مثل التعذيب وقطع الرؤوس، وارتكبوا جرائم قتل حقيقية، رغم عدم وجود أي سجل إجرامي لهم سابقًا.
وأكد المختصون أن هذا النوع من الجرائم يرتبط بالتأثير الكبير للعنف الرقمي على سلوك الأفراد، حيث يسهم التعرض المتكرر للمحتوى العنيف في تشكيل رؤية مشوهة للعنف، بحيث يصبح حلًا مقبولًا للتعامل مع المشاعر السلبية أو للتعبير عن الغضب.
مخاوف من انتشار العنف الإلكتروني
وفي هذا الصدد قال جوناثان هول، المشرف على التشريعات الخاصة بمكافحة الإرهاب في بريطانيا :” إن معظم الجناة يشتركون في سمات محددة، أبرزها العزلة الاجتماعية، والاعتماد المكثف على الإنترنت، إضافة إلى ارتفاع نسبة المصابين باضطرابات عصبية بينهم”.
وأكد هول أن هذه السلوكيات “لم تكن لتوجد لولا الإنترنت”، الذي بات المصدر الرئيسي للأفكار الداعية للعنف.
ولفت إلى أن وزارة الداخلية البريطانية تدرس ما إذا كان ينبغي تصنيف التخطيط لجرائم القتل الجماعي ضمن جرائم الإرهاب.
من جهته، قال ديفيد ويلسون، أستاذ علم الجريمة في جامعة برمنغهام سيتي: “أشارت الأبحاث إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تختلف عن الألعاب الإلكترونية والأفلام العنيفة، إذ تعتمد في نشر المحتوى على خوارزميات تُوجّه المستخدم نحو محتوى أكثر تطرفًا بشكل تدريجي، وهو ما يزيد من خطورة التعرّض للعنف”.
وأوضح أن دراساته الميدانية أظهرت أن جميع طلاب السنة الأولى في علم الجريمة الذين شملهم استطلاعه شاهدوا مقاطع فيديو لعمليات قطع رؤوس على الإنترنت، وهو ما يثبت حجم انتشار هذه الظاهرة وتأثيرها على وعي الشباب وسلوكهم.
الإجراءات المتبعة لرصد ظاهرة العنف بين الشباب
ويرى خبراء القانون أن أنظمة العدالة الجنائية التقليدية لم تعد قادرة على استيعاب هذا التحول السلوكي الخطير، حيث لم يعد هناك تصاعد تدريجي في الجريمة، بل قفزات مفاجئة نحو العنف الشديد.
ويقترح المحامي الجنائي غريغ ستيوارت، اتباع نهج وقائي مشابه لبرنامج “بريفنت” لمكافحة التطرف، بحيث يتمكن المعلمون والأكاديميون من رصد التغيرات الفكرية لدى الشباب قبل تحولها إلى تهديد فعلي.
وحذّرت جوليا ديفيدسون، أستاذة العدالة الجنائية، من أن التعرض المستمر للمحتوى العنيف بات يشكل “أزمة عامة للصحة النفسية “، حيث يشعر الشباب بضغوط اجتماعية نتيجة تعرضهم لهذه المشاهد.
وأشارت إلى أن النقاشات حول قانون السلامة الإلكترونية ركزت في البداية على قضايا مثل الاستغلال الجنسي للأطفال والتنمر الإلكتروني، لكن هذه النقاشات أغفلت القلق المتزايد لدى الأجهزة الأمنية بشأن انتشار المحتوى العنيف عبر الإنترنت، وتأثيره في تشكيل عقلية تمجد العنف وتبرره.
وفي ظل تزايد الدعوات إلى فرض رقابة صارمة على المحتوى العنيف، تؤكد الجهات المنظمة للفضاء الرقمي أن تحقيق التوازن بين حرية التعبير وحماية الأطفال يظل تحديًا مستمرًا.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇