بيتر أوبورن: نهاية حكم المحافظين مقدمة لما هو أسوأ
قال الكاتب بيتر أوبورن: إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا إلى إجراء انتخابات طارئة في فرنسا، في وقت شهدت فيه أوروبا موجة جديدة من تقدم اليمين المتطرف، إذ حقّقت جورجيا ميلوني مكاسب في إيطاليا، وألحق حزب البديل من أجل ألمانيا الضرر السياسي بأولاف شولتس في ألمانيا.
وكانت ليلة الأحد الماضية ليلة انتصار جديد لليمين المتطرف في أوروبا، الذي يتسم بعدائه القديم للمسلمين وتعهداته الصارمة بمنع المهاجرين. وفي الوهلة الأولى قد يبدو أن بريطانيا تُعَد استثناءً من هذه الظاهرة.
بيتر أوبورن: نهاية حكم المحافظين تمهّد لمستقبل أكثر سوءًا!
ويقول الكاتب أوبورن: من المتوقع أن يفوز حزب العمال بقيادة كير ستارمر في الانتخابات البريطانية في الرابع من يوليو، ويواجه حزب المحافظين بقيادة ريشي سوناك هزيمة ساحقة. ولكن هذا النصر لا ينبغي أن يخدعنا.
صحيح أن حزب العمال سيفوز، لكن السياسة البريطانية لا تزال تحت تأثير القوى اليمينية المتطرفة نفسها التي تهدد أوروبا. فعلى محبي الديمقراطية الليبرالية ألا يفرحوا بسقوط حزب المحافظين؛ لأن البديل قد يكون أسوأ بكثير، بحسَب تعبير أوبورن.
توحيد اليمين
ويضيف الكاتب أوبورن: لطالما جسّد حزب المحافظين دور الحاجز ضد الفاشية واليمين المتطرف في بريطانيا. ولكن هذا الدور لم يَعُد موجودًا. فحزب المحافظين الآن يخضع لسيطرة اليمين المتطرف.
وأعلنت صحيفة التايمز أن سويلا برافرمان، التي وصفت المتظاهرين المؤيدين لفلسطين بأنهم “همج”، تدعو لاندماج حزب المحافظين مع حزب الإصلاح بقيادة نايجل فاراج لتوحيد اليمين.
وفاراج هو تلميذ إينوخ باول، السياسي العنصري من حزب المحافظين الذي اشتهر بخطابه المعادي للهجرة في عام 1968. وأقر فاراج بأن باول هو مصدر إلهامه، مؤكدًا أن مبادئه ما زالت صالحة وصحيحة.
خطاب الكراهية!
وبعد خطاب باول، أقاله زعيم المحافظين إدوارد هيث من حكومة الظل، ما أدى إلى إنهاء حياته السياسية. أما اليوم، فإن برافرمان وآخرون يرغبون في إعادة تلميذ باول إلى الساحة.
ويستخدم فاراج لغة مشابهة لتلك التي استخدمها باول، حيث عبر مؤخرًا عن كراهية واضحة للمسلمين في مقابلة تلفزيونية، مدعيًا أن هناك شوارعَ في أولدهام لا يتحدث سكانها الإنجليزية، وهو ادعاء وصفه السكان المحليون بأنه “هراء”.
السياسات المتطرفة!
ومن الغريب أن تصريحات فاراج المتطرفة لم تلقَ أي إدانة من سوناك أو ستارمر. بل ركزت الصحافة الداعمة للمحافظين على التأثير الانتخابي لعودة فاراج بدلًا من التصدي لخطابه العنصري.
ووصفت صحيفة التلغراف عودة فاراج بأنها “قيادة للثورة”، في حين ركزت صحيفة التايمز على تداعياتها الانتخابية على سوناك.
وفي الانتخابات المقبلة، من المتوقع أن يُهزَم حزب المحافظين، لكن معركة شرسة ستنشب داخل الحزب بين المحافظين التقليديين والمتطرفين. وقد نرى حزبًا محافظًا متحالفًا مع شخصيات مثل مارين لوبان وحزب البديل من أجل ألمانيا، مع تبني سياسات متطرفة تعيد السياسة العنصرية لإينوخ باول إلى الواجهة!
المصدر: ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇