بعد 12 عامًا من الغموض.. العثور على جثمان السورية رانية العلايد

بعد مرور 12 عامًا من البحث والغموض، عُثر أخيرًا على جثمان السورية رانية العلايد، التي قُتلت على يد زوجها أحمد الكتّاب في عام 2013.
وتعد هذه الحادثة واحدة من أبشع الجرائم التي هزت المجتمع البريطاني، حيث كانت رانية ضحية لجريمة شرف بعد أن هربت من زواجها المسيء، وأصبحت الأم لثلاثة أطفال.
الجريمة والاختفاء

رانية، التي لجأت من سوريا إلى المملكة المتحدة بحثًا عن حياة أفضل، كانت قد استقرت في مانشستر مع زوجها أحمد الكتّاب. ورغم محاولاتها تحسين حياتها، بما في ذلك تعليمها في الكلية، تعرضت للاعتداء الجسدي والنفسي من قبل زوجها. وبسبب تزايد الاعتداءات، قررت رانيا الهروب مع أطفالها الثلاثة إلى مكان آمن. إلا أن العنف لم يتوقف، بل تطور ليصل إلى جريمة قتل.
في يونيو من عام 2013، قام أحمد الكتّاب بقتل رانيا في شقة شقيقه في سالفورد. وبعد قتله لها، قام بارتداء ملابسها (الحجاب والجينز) في محاولة لخداع عائلتها وأصدقائها ليظنوا أنها ما زالت على قيد الحياة. وقد عُثر لاحقًا على جثتها في حقيبة سفر وتخلص منها في منطقة ثيرسك شمال يوركشاير، لكن مكان دفنها ظل مجهولًا طوال هذه السنوات.
بحث طويل وأمل جديد
خلال السنوات التي تلت الجريمة، خاض المحققون في المملكة المتحدة عملية بحث مضنية لاستعادة جثمان رانيا وتقديم إجابات لعائلتها التي كانت تعيش في حالة من الغموض. وبالرغم من محاولات البحث المتعددة، لم تنجح الجهود في تحديد مكان دفنها.
ومع مرور الوقت، بدأ يازن، الابن الأكبر لرانيا، في محاولة فهم الأحداث التي مرت بها عائلته، خاصة بعد أن سُجن والده أحمد الكتّاب لمدة 20 عامًا. وكان يازن، الذي كان في التاسعة من عمره حين قُتلت والدته، قد أُودع في نظام الرعاية مع أخويه الأصغر سنًا. لكنه بدأ لاحقًا بالتواصل مع والده في السجن، حيث كشف له أحمد الكتّاب عن تفاصيل الجريمة، بما في ذلك مكان دفن رانيا وكيف قتلها.
العثور على الجثة

في بداية هذا الأسبوع، بدأت السلطات عملية بحث جديدة في منطقة غابات بالقرب من الطريق السريع A19 في ثيرسك. وبعد يومين من البحث، تلقت عائلة رانيا الخبر الذي طالما انتظرته: عُثر على بقايا بشرية يُعتقد أنها تعود لرانيا. هذا الاكتشاف منح الأسرة أخيرًا مكانًا لتكريم والدتهم ووضع الزهور على قبرها، بعد أكثر من عقد من الزمان.
ردود الفعل والختام
في مقابلة حصرية مع “مانشستر إيفنينغ نيوز”، عبّر يازن عن شعوره بالراحة بعد اكتشاف جثمان والدته، وقال: “نشعر الآن بالهدوء والراحة. هذا هو الخبر الأكبر الذي كنا نتوقعه منذ وفاتها. نعتبر هذا نقطة النهاية، وأن الفصل الأخير قد أُغلق”. وأضاف: “أخيرًا، حصلنا على السلام الذي كنا بحاجة إليه”.
رغم هذا الاكتشاف الذي منح العائلة الختام المأمول، عبر يازن عن معاناته من تكرار عرض القضية في المقالات والوثائقيات التي تذكر العائلة بالألم الذي مروا به طوال تلك السنوات. وقال: “كان من الصعب دائمًا سماع عن القضية في وسائل الإعلام، ولكن الآن نأمل أن تنتهي هذه الفترة من التذكير المؤلم وأن نجد السلام”.
المصدر: manchestereveningnews
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇