غضبٌ بعد تصريح نائبة برلمانية بوجود مشاكل في الجرائم لدى مجتمع السود ببريطانيا
تعرضت نائبة برلمانية من حزب المحافظين لانتقادات شديدة بسبب تعليقات عنصرية أدلت بها قائلةً إنَّ مجتمع السود “يميل للجريمة”.
و أشارت النائبة سوزان هول إلى أنَّ معدلات الجريمة غير المتكافئة تدلُّ على انعدام ثقة العديد من الأقليات العرقية في عمل الشرطة.
و من بين ملاحظاتها خلال جلسة لجنة الشرطة والجريمة في سيتي هول ، قالت النائبة أيضًا: “مشاكل الجريمة داخل مجتمع السود هي أمر كنت أثيره باستمرار لأنَّه ينبغي علينا مساعدة تلك المجتمعات، و لكنَّنا بمجرد الإشارة إلى الموضوع نُتّهم بالعنصرية و بالتحريض على العنصرية “.
و أضافت سوزان في تصريح لصحيفة Independent: ” يعتقد مجتمع السود غالبًا أنَّهم يعاملون معاملة غير عادلة بسبب التوقيف والتفتيش المتكرر من طرف الشرطة ، و لكن إنْ ألقينا نظرة على إحصائيات الجريمة فسنجد أنَّ أغلب السود الموقوفين تمَّ توقيفهم لحملهم أسلحة بيضاء.”
وقالت إيمانويل أندروز ، مديرة السياسات والحملات في Liberty – المجلس الوطني للحريات المدنية- ، إنَّ تعليقات النائبة تضرُّ بمجتمع السود في لندن، موضحةً: “لا عجبَ أنَّ مجتمعات السود لا تثق كثيرًا في الشرطة عندما يتجرأ مسؤولون في السلطة عن التعبير علانية عن مثل هذه المواقف العدوانية”.
مضيفة: “لقد تعرض الشباب السود لإجراءات قاسية من طرف الشرطة البريطانية لسنوات كالتدخلات المضللة و التوقيف والتفتيش، ما جعل Liberty تناهض هذه الممارسات التعسفية مطالبة بحقوق هذه الفئة في المحاكم.”
و في ظل فضائح شرطة العاصمة العنصرية، قالت أندروز: ” لا يؤدي التجريم المستمر للأقليات ثمَّ إلقاء اللوم عليها إلا إلى تعميق فجوة الانقسامات المجتمعية ؛ و لا يمكن أبدًا حلُّ الأسباب الجذرية لبعض القضايا الاجتماعية من خلال تكثيف المراقبة و دوريات الشرطة . و إذا كانت الحكومة و ممثلو السلطة يهتمون حقًّا بالأقليات التي غالبًا ما يعبرون عن آرائهم السلبية حولها ، فيجب عليهم الاستثمار في الأساليب التي تنطوي على المشاركة والإنصاف والعدالة الاجتماعية “.
و خلال جلسة لجنة الشرطة والجريمة ، أعطت نائبة رئيس البلدية صوفي ليندن أرقامًا من استطلاعات رسمية تظهر أنَّ سكان لندن السود أقلُّ ثقة في شرطة العاصمة من سكانها البيض ، كما يعتقدون دائمًا بعدم إنصاف الشرطة.
يأتي ذلك في أعقاب الاستقالة الأخيرة لمفوضة شرطة ميت كرسيدا ديك بعد أنْ أوضح رئيس بلدية لندن صادق خان أنَّه لا يثق في خططها لإصلاحات الشرطة.
و رغم ذلك ، قالت النائبة هول في حديثها إلى Independent : “أعتقد أنَّ مجتمع السود في لندن أكثر الفئات ميلا للإجرام.”
وقالت النائبة أيضًا إنَّ السياسيين البيض “يخافون” من الإدلاء برأيهم المماثل لرأيها لأنَّهم يخشون اتهامهم بالعنصرية. وتابعت: “الشخص الوحيد الذي يمكنه فعل ذلك هو السياسي شون بيلي ، لأنَّه أسود ، ولأنَّه أسود يمكنه قول ما يريد”.
المطالبة بالبحث في أسباب الإجرام لدى الأقليات
قالت المحامية أبيمبولا جونسون ، رئيسة مجلس التدقيق والرقابة المستقل الذي أنشأه مجلس رؤساء الشرطة الوطنية (NPCC) ، إنَّ النائبة هول يجب أنْ تركز على جرائم السلاح الابيض “بدلاً من تغذية قصة نعتها بالعنصرية”.
مضيفةً أنَّه يجب معاملة السود كأفراد متعددي الأوجه و لديهم نقاط ضعف ومخاوف مثل أيّ فئة أخرى ، بدلاً من وصفهم بمجتمع يميل أفراده إلى النوايا الإجرامية العنيفة “.
يعاني مجتمع السود من ممارسات الشرطة التعسفية و المتفاوتة حسب المناطق، حيث يتعدى الأمر يتعدى الأمر التوقيف و التفتيش إلى الصعق الكهربائي ، والاعتقال ، والحبس الاحتياطيّ.
و أضافت جونسون: “يتمُّ التعامل مع جرائم السلاح الأبيض على أنَّها” جريمة السود فقط ” و لكنها ليست كذلك. أسباب جرائم السلاح الأبيض هي نفسها، سواء كان الجناة والضحايا من السود أو البيض ، حيث تظهر هذه الجرائم لانعدام الأمن الاجتماعيّ والاقتصاديّ ، والخوف ، وتوقيف الرعاية الاجتماعية نتيجة التقشف “.
في حين قال متحدث باسم عمدة لندن صادق خان: “إنَّ العمدة مصمّمٌ على زيادة ثقة مجتمعاتنا في الشرطة ، حتى يشعرَ كلُّ سكان لندن بالأمان والحماية والخدمة بغض النظر عن أيّ خلفية عرقية . و هذا هو الهدف من خطة عمل صادق خان لتحسين الثقة في شرطة العاصمة، وخاصة لدى مجتمعات السود التي كانت تدعو إلى التغيير “.
اقرأ أيضاً :
اتحاد الشرطة في بريطانيا يعلن سحب الثقة من عمدة لندن بعد استقالة قائدة الشرطة
الشرطة البريطانية تكثف البحث عن مغتصب بعد هروبه من سجن تأهيلي
نواب محافظون يقرعون جرس خطورة ضغوط التيار المؤيد لجونسون على الشرطة
الرابط المختصر هنا ⬇