العرب في بريطانيا | بطل وثائقي غزة الطفل عبد الله اليازوري يتعرض لا...

1446 رمضان 18 | 18 مارس 2025

بطل وثائقي غزة الطفل عبد الله اليازوري يتعرض لاعتداءات وبي بي سي تلتزم الصمت

بطل وثائقي غزة الطفل عبد الله اليازوري يتعرض لاعتداءات وبي بي سي تلتزم الصمت
خلود العيط March 6, 2025

أثار قرار هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” حذف الفيلم الوثائقي “غزة: كيف تنجو في منطقة حرب؟” من منصاتها موجة انتقادات واسعة النطاق، في ظل اتهامات للهيئة بالخضوع لضغوط جماعات مؤيدة لإسرائيل.

الفيلم، الذي يروي معاناة أطفال غزة خلال العدوان الإسرائيلي، كان يسعى إلى تسليط الضوء على واقع مأساوي يعيشه الآلاف، لكن بدلًا من ذلك، أصبح محور جدل سياسي وإعلامي في بريطانيا.

طفل من غزة في قلب العاصفة الإعلامية

تحقيق يكشف: تحيز إعلامي لصالح إسرائيل داخل غرف الأخبار البريطانية!

عبد الله اليازوري، البالغ من العمر 13 عامًا، هو أحد الناجين من العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 48,380 فلسطينيًّا حتى الآن. يحلم عبد الله بدراسة الصحافة في بريطانيا، حيث حصل والده على درجة الدكتوراه، لكن مشاركته في الفيلم الوثائقي وضعته وعائلته في مرمى نيران حملة إعلامية شرسة.

وتعرّض الفيلم لهجوم واسع النطاق من وسائل إعلام بريطانية وجماعات مؤيدة لإسرائيل، وبخاصة بعد الكشف عن أن والد عبد الله، أيمن اليازوري، يشغل منصب نائب وزير الزراعة في حكومة غزة التي تديرها حركة حماس. سرعان ما وُصف في الصحافة البريطانية بأنه “مسؤول في حماس” أو حتى “إرهابي”، رغم أن تحقيقًا لموقع ميدل إيست آي كشف أن اليازوري شخصية تكنوقراطية ذات خلفية علمية، سبق له العمل في وزارة التعليم الإماراتية والدراسة في جامعات بريطانية.

حذف الفيلم واتهامات بالتحيّز

الحكومة البريطانية تضغط على بي بي سي للتحقيق بشأن "وثائقي غزة"

وبعد أربعة أيام فقط من بث الوثائقي في الـ17 من فبراير، قررت “بي بي سي” حذفه من منصتها (iPlayer)، في خطوة اعتبرها كثيرون استجابة مباشرة لضغوط سياسية وإعلامية. وأثار القرار موجة غضب واسعة النطاق، حيث رأى بعض الناس أن المؤسسة الإعلامية العريقة تخضع لضغوط اللوبي المؤيد لإسرائيل على حساب حرية التعبير واستقلالية التحرير.

عبد الله، الذي قضى أكثر من تسعة أشهر في العمل على الوثائقي، وصف القرار بأنه “مخيب للآمال ومؤلم”، مضيفًا: “كنت آمل أن يساعد هذا الفيلم في نقل معاناة أطفال غزة إلى العالم، لكن بدلًا من ذلك، أصبحت أنا وعائلتي هدفًا لهجمات شرسة”.

كما تحدث عن تأثير هذه الحملة على حالته النفسية، مشيرًا إلى تعرضه لموجة من المضايقات الإلكترونية، ما جعله يخشى على سلامته الشخصية.

انتقادات حادة لـ”بي بي سي”

القناة الرابعة تعرض الوثائقي الفلسطيني الفائز بالأوسكار بعد رفض الشبكات الأخرى

قرار حذف الفيلم دفع شخصيات إعلامية وسياسية ودبلوماسية بريطانية إلى انتقاد “بي بي سي” بشدة. السير فينسنت فيان، القنصل البريطاني العام السابق في القدس، قال: “كان على بي بي سي ومنتجي الفيلم واجب حماية طفل بريء يبلغ من العمر 13 عامًا، لكنهم أخفقوا في ذلك. النتيجة أن عبد الله يتعرض لحملة كراهية، وصحته النفسية تتدهور. عار عليهم”.

كما وصف المؤرخ البريطاني الإسرائيلي آفي شلايم القرار بأنه “أحدث مثال على خضوع بي بي سي لضغوط اللوبي الإسرائيلي”، معتبرًا أن الانحياز المؤسسي للهيئة ليس نتيجة نقص المعرفة، بل بسبب “الخوف من إثارة غضب إسرائيل وحلفائها في بريطانيا”.

الصحفي البريطاني أوين جونز، الذي نشر تحقيقًا عن “الأزمة الداخلية في بي بي سي بشأن تغطية العدوان على غزة”، قال: إن حذف الوثائقي “سيزيد من تآكل الثقة في المؤسسة الإعلامية، التي تعاني أصلًا من أزمة مصداقية”.

أما المخرج والصحفي ريتشارد ساندرز، الذي أنجز عدة وثائقيات عن غزة لشبكة الجزيرة، فحذّر من أن “الخطاب الذي يصوّر فريق إنتاج الفيلم على أنهم متعاونون مع حماس يشكل خطرًا حقيقيًّا عليهم”.

جدل بشأن المدفوعات المالية

ومع تصاعد الجدل، بدأت جهات مؤيدة لإسرائيل في بريطانيا بتوجيه اتهامات جديدة ضد بي بي سي، زاعمة أن الفيلم تموله حماس. وأعلن محامون مؤيدون لإسرائيل أنهم أبلغوا شرطة مكافحة الإرهاب بشأن مدفوعات مالية تلقتها عائلة عبد الله من الشركة المنتجة للفيلم (Hoyo Films).

من جهتها أكدت بي بي سي أن الشركة دفعت “مبلغًا محدودًا” لعائلة اليازوري مقابل عملية السرد، في حين أوضح عبد الله أن المبلغ الوحيد الذي حصلت عليه عائلته كان ألف دولار، وحُوّل إلى حساب شقيقته لتغطية نفقات شخصية، دون أي تعويض مالي مقابل مشاركته في الفيلم.

مطالبات بإعادة بث الوثائقي

ضغوط صهيونية حتى تحذف بي بي سي وثائقي غزة.. فهل ترضخ؟

ورغم الضغوط، لا يزال عبد الله متمسكًا بالأمل في أن يتمكن الفيلم من رؤية النور مجددًا، قائلًا: إنه تأثر بموجة الدعم التي تلقاها في بريطانيا.

أكثر من ألف شخصية إعلامية وفنية، بينهم غاري لينكر، وجولييت ستيفنسون وميريام مارغوليس، وقّعوا على رسالة مفتوحة تدعو بي بي سي إلى إعادة بث الوثائقي، واصفين قرار حذفه بأنه “إخفاق أخلاقي”.

وفي بيان لها، قالت مجموعة “فنانون من أجل فلسطين” في بريطانيا: “ما فعلته بي بي سي هو لعب بالسياسة على حساب أطفال عانوا من 17 شهرًا من العنف الوحشي. الفضيحة الحقيقية ليست في الوثائقي، بل في محاولات طمسه”.

وفي رسالة وجّهها إلى الهيئة الإعلامية البريطانية، قال عبد الله: “لم أوافق على أن أكون عرضة للخطر قبل بث الفيلم. إذا حدث لي شيء، فإن بي بي سي تتحمل المسؤولية”.

وبينما أكدت بي بي سي أنها “تأخذ مسؤولياتها تجاه الأطفال بجدية”، قال كريس دويل، رئيس مجلس التفاهم العربي البريطاني: إن القضية تعكس الطريقة التي تعاملت بها المؤسسة الإعلامية مع الفلسطينيين عامةً: “كان يجب أن تكون حماية هذا الطفل أولوية”.

ورغم العاصفة الإعلامية التي وجد نفسه في وسطها، لا يزال عبد الله متمسكًا بحلمه في دراسة الصحافة، قائلًا: “أشكر كل من دعموني في المملكة المتحدة، وأتمنى أن يعود الفيلم إلى العرض مجددًا. آمل أن ترى غزة النور مرة أخرى، وأن يحظى أطفالها بمستقبل أفضل”.

المصدر: ميدل إيست آي


اقرأ أيضًا:

 

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
9:28 am, Mar 18, 2025
temperature icon 7°C
clear sky
Humidity 62 %
Pressure 1026 mb
Wind 18 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 0%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 6:07 am
Sunset Sunset: 6:09 pm