بريطانية: الضربة الإسرائيلية على لبنان أودت بحياة خمسة من أفراد عائلتي
روت سيدة بريطانية عائدة من لبنان إلى المملكة المتحدة، تفاصيل مأساوية حول فقدان خمسة من أفراد عائلتها جراء الغارات الإسرائيلية. وأكدت سناء شمس الدين، في حديث مع وكالة “بي إيه”، أن عمها، وزوجته، وثلاث بناتهما اللاتي كن في مقتبل
روت سيدة بريطانية عائدة من لبنان إلى المملكة المتحدة، تفاصيل مأساوية بشأن فقدانها خمسة من أفراد عائلتها جراء الغارات الإسرائيلية. وأكدت سناء شمس الدين، في حديث مع وكالة “بي إيه”، أن عمها، وزوجته، وبناته الثلاث اللاتي كن في مقتبل العمر، قد قُتلوا بعد أن سقطت قذائف الجيش الإسرائيلي على منزلهم في مدينة صور.
وقالت شمس الدين إن بنات عمها كنّ مثلًا للنجاح والطموح؛ اثنتان منهن طبيبتان، بينما كانت الثالثة مهندسة وكانت على وشك الزواج خلال عشرة أيام فقط.
وصلت شمس الدين، التي تحمل الجنسية البريطانية، برفقة زوجها عباس وأطفالهما الصغار، زين البالغ من العمر شهرين وجواد الذي لم يتجاوز عامًا، إلى مطار هيثرو يوم السبت، عائدة من لبنان، تاركة خلفها وطنًا تحاصره النيران.
تتحدث شمس الدين عن شعورها العميق بالذنب لنجاتها وأسرتها الصغيرة قائلة: “في صباح يوم الإثنين، استيقظنا على صوت انفجار هائل بجوار منزلنا. ورأينا على الأخبار أن موجة جديدة من القصف ستبدأ خلال ساعة. لم نأخذ الأمر على محمل الجد لأننا مدنيون ولا نشارك في أي قتال. تحدثت مع عمي عبر الواتساب، طمأنني قائلًا: ‘لن يحدث شيء، لن يقصفونا’. لكن بعد فترة قصيرة فقدنا الاتصال.”
وتابعت بألم: “بعد رحلة استمرت عشر ساعات على الطريق، وصلنا لنكتشف أن عمي وعائلته لم ينجوا. أشعر أنا وزوجي بمرارة الذنب لوجودنا هنا (في إنجلترا)، بينما عائلتنا بقيت في أماكن غير آمنة.”
استذكرت شمس الدين عمها بدموعها، واصفة إياه بأنه “كان إنسانًا مثاليًا، يعشق الحياة والحديث ولا يتوقف عن التفاؤل”.
أما زوجها، عباس شمس الدين، مهندس الكيمياء الحيوية، فقد أظهر صور العائلة الراحلة لوكالة “بي إيه”، وهو يشير إلى صورة مبتسمة ويقول: “انظروا إلى هذه الابتسامة، هذا هو مستقبل لبنان – إنهم يقتلون مستقبل لبنان، هذه الابتسامة هي ما يسعون لقتله.”
تأتي هذه الكلمات المؤلمة في وقت دعت فيه الحكومة البريطانية رعاياها المتواجدين في لبنان إلى مغادرة البلاد فورًا، وسط تصاعد العنف بين إسرائيل وحزب الله.
وأصدرت وزارة الخارجية البريطانية بيانًا تحث فيه المواطنين البريطانيين على مغادرة لبنان بأسرع وقت ممكن، معربة عن جهودها لتأمين مقاعد إضافية على الرحلات المغادرة من البلاد.
كما نصحت الوزارة المواطنين البريطانيين بالتسجيل على موقعها الإلكتروني للبقاء على اطلاع بأحدث المستجدات الأمنية.
في الوقت نفسه، أعلنت الحكومة الإسرائيلية يوم السبت مقتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله. وشهدت بيروت يوم الجمعة سلسلة من الانفجارات العنيفة التي دمرت عدة مبانٍ سكنية في المدينة.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 5 آلاف مواطن بريطاني وأفراد عائلاتهم المباشرة يتواجدون في لبنان (وتشير بعض التقارير إلى وجود ضعف ذلك العدد)، ومن بينهم عدة مئات لا يحملون سوى الجنسية البريطانية فقط.
بحسب وكالة “بي إيه”، فإن الحكومة البريطانية نجحت في التفاوض مع شركات الطيران لزيادة السعة على الرحلات المغادرة من لبنان، كما قامت فرق من وزارة الخارجية البريطانية في بيروت بتقديم الدعم للقنصلية البريطانية للمساعدة في عمليات الإجلاء إذا تدهور الوضع الأمني بشكل أكبر.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇