بريطانيا تبدي قلقًا تجاه أحداث فلسطين خشية ارتفاع أسعار النفط
حذّر صندوق النقد الدولي من أن يؤدي استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة إلى ارتفاع أسعار النفط، ما قد يقوّض قدرة بعض الدول على السيطرة على التضخم، ويهدد بتفاقم الركود الاقتصادي.
وما زاد توقعات صندوق النقد الدولي قتامة هو تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، بعد الضربات الجوية الإيرانية على إسرائيل نهاية الأسبوع الماضي، ما قد يدفع البنوك المركزية إلى تشديد السياسات النقدية ورفع أسعار الفائدة؛ لكبح جماح التضخم.
توترات الشرق الأوسط تهدد أكبر اقتصادات العالم!
وسلّط صندوق النقد الدولي في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي (WEO) وتقرير الاستقرار المالي العالمي (GFSR) الضوء على المخاطر التي قد يفرضها اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، في وقت تحاول فيه بعض الدول تجنب الركود الاقتصادي، وتترقب فيه الأسواق المالية انخفاض معدلات التضخم وأسعار الفائدة.
وبهذا الشأن قال بيير أوليفييه جورينشا، وهو مستشار اقتصادي في صندوق النقد الدولي: إن ارتفاع التضخم المدفوع بارتفاع أسعار النفط، من شأنه أن يجبر البنوك المركزية على رفع أسعار الفائدة؛ لتجنب ارتفاع التضخم، ما سيؤدي إلى تراجع حاد في النمو الاقتصادي في بعض البلدان.
وأضاف جورينشا: إن ارتفاع أسعار النفط بنسبة 15 في المئة وارتفاع تكاليف الشحن نتيجة الحرب والاضطرابات الأمنية المستمرة، ستؤدي إلى ارتفاع التضخم بنسبة 0.7 في المئة وتراجع الاستثمار والثقة بالشركات.
من جهته أعرب توبياس أدريان، وهو مستشار مالي في صندوق النقد الدولي، عن قلقه بشأن التطورات في الشرق الأوسط، وقال: إن أسعار الأسهم انخفضت قبل أن تشن إيران هجماتها الصاروخية على إسرائيل، ولكن التوترات الجيوسياسية الأخيرة قد تؤدي إلى استمرار انخفاضها، إضافة إلى ارتفاع أسعار النفط رغم استقرارها الحالي.
بريطانيا تبدي خشيتها من ارتفاع أسعار النفط
وأبدت الأسواق المالية في بريطانيا خشيتها من أن تؤدي الحرب المستمرة في غزة والاضطرابات الجيوسياسية المرتبطة بها إلى ارتفاع أسعار النفط، وتراجع قيمة الأسهم البريطانية وتراجع البنك المركزي عن تخفيض أسعار الفائدة قريبًا.
ولكن محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي أكد في مقابلة أجريت معه في واشنطن أن أسعار الفائدة في بريطانيا ستنخفض رغم الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط.
وفي تقرير عن آفاق الاقتصاد العالمي أشار صندوق النقد الدولي إلى أن الأزمة المعيشية في بريطانيا ستستمر في عام 2024، وأن نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي -وهو أحد المقاييس الرئيسة لتحديد مستوى المعيشة- سيستقر عند مستوياته الحالية هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 0.3 في المئة في عام 2023.
يُشار إلى أنه بسبب التوترات في الشرق الأوسط أغلق مؤشر “فوتسي 100” في لندن يوم الثلاثاء، منخفضًا بمقدار 145 نقطة أي 1.8 في المئة عند 7820، وهو أكبر انخفاض منذ الـ6 من يوليو 2023.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇