بريطانيا تشتري 5 ملايين جرعة من لقاح إنفلونزا الطيور استعدادًا لوباء عالمي
أعلنت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) اليوم أن بريطانيا حصلت على خمسة ملايين جرعة من لقاح إنفلونزا الطيور (H5)، ويأتي ذلك ضمن استعداداتها لأي وباء عالمي محتمل.
وأشرف على صنع اللقاح شركة (CSL Seqirus) الأسترالية في مدينة ليفربول، التي تدير مصنعها الرئيس في المملكة المتحدة في منطقة سبك. وأوضحت الوكالة أنها خزّنت الجرعات؛ تحسبًا لتحور فيروس (H5N1) ليصبح قادرًا على الانتقال بين البشر، ما قد يؤدي إلى وباء.
وقد استخدم اللقاح بالفعل لحماية العاملين في فنلندا، حيث انتشر الفيروس بين حيوانات المنك العام الماضي. واشترت الحكومة الفنلندية 10,000 جرعة، ولكن 450 شخصًا فقط تلقوا اللقاح.
انتشار الفيروس بين الحيوانات والبشر
شهد هذا العام انتشار فيروس (H5N1)، الذي نشأ بين الطيور ولكنه أظهر قدرته على الانتقال إلى الثدييات الأخرى، بين قطعان الأبقار في الولايات المتحدة. واقتصرت الإصابات البشرية هناك على العاملين في المزارع الذين عانوا من أعراض خفيفة للغاية. إلا أن حالة مراهق كندي أصيب بالفيروس من مصدر غير معروف لا تزال حرجة، وهو في العناية المركزة منذ أكثر من شهر.
اكتُشف فيروس (H5N1) في مزارع دواجن في كورنوال ويوركشاير خلال الأشهر الأخيرة، إلا أنه لم تُسجل أي إصابات بشرية حتى الآن في المملكة المتحدة.
حث الخبراء الحكومات على تعزيز استعداداتها لمواجهة فيروس (H5) قبل موسم الإنفلونزا الشتوي، مع الإشارة إلى خطر إعادة التشكيل الجيني، وهي عملية خلط المواد الجينية بين فيروسات الإنفلونزا الموسمية وفيروسات مثل (H5N1). ويزداد احتمال حدوث هذه العملية في فصل الشتاء مع ارتفاع حالات الإنفلونزا، ما يزيد من خطر إصابة الحيوانات والبشر بكلا الفيروسين، ما قد يؤدي إلى ظهور سلالة جديدة أكثر قدرة على الانتقال. وقد وقع وباء إنفلونزا الخنازير عام 2009 نتيجة عملية مشابهة.
تصريحات المسؤولين والخبراء
قالت الدكتورة ميرا تشاند، رئيسة قسم العدوى الناشئة في وكالة (UKHSA): “من المهم أن نكون مستعدين لمجموعة متنوعة من فيروسات الإنفلونزا التي قد تشكل خطرًا على الصحة البشرية. الوصول المبكر إلى اللقاحات ينقذ الأرواح. إضافة لقاحات (H5) إلى التدابير المتاحة ستساعدنا في الاستعداد لمجموعة أوسع من التهديدات”.
وأكدت الوكالة أن تأمين هذه الجرعات يعزز جاهزية المملكة المتحدة للتعامل مع وباء محتمل عبر توفير لقاحات جاهزة للاستخدام أثناء تطوير لقاح مخصص.
وفي هذا السياق قال البروفيسور إيان براون، وهو خبير في فيروسات إنفلونزا الطيور بمعهد بيربرايت: “يُعد تخزين اللقاحات خطوة مهمة في حال تحور فيروس (H5) ليصبح قادرًا على الانتقال بين البشر. إذا حدث ذلك، ستُسهِم الجرعات المخزنة إسهامًا بارزًا في السيطرة المبكرة على المخاطر المتزايدة أو الوباء”.
وأضاف البروفيسور ماسيمو بالماريني، مدير مركز أبحاث الفيروسات بجامعة غلاسكو:
“ينتشر فيروس (H5) بين الطيور وقد انتقل بالفعل إلى أنواع مختلفة من الثدييات في بعض الدول. من الحكمة أن نستعد للمستقبل، قد لا نحتاج إلى ذلك أبدًا، لكنه إجراء منطقي للتحضير”.
وتُظهر هذه الخطوة التزام المملكة المتحدة بتعزيز استعداداتها لمواجهة أي تهديدات صحية محتملة قد تنتج عن فيروس (H5N1).
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇