بريطانيا ترفض دواء جديدًا كان يُعد أملًا لمرضى الزهايمر
رفضت الهيئة الوطنية للرعاية الصحية في بريطانيا (Nice) إدراج دواء “ليكانيماب” (Lecanemab)، الذي يُعد من الأدوية الجديدة لعلاج مرض الزهايمر، ضمن العلاجات المتاحة عبر هيئة الصحة الوطنية (NHS). ويأتي هذا الرفض رغم موافقة وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية (MHRA) على ترخيص الدواء لاستخدامه في المملكة المتحدة.
هيئة (Nice) ترفض إدراج “ليكانيماب” في قائمة أدوية (NHS)
“ليكانيماب”، المعروف أيضًا باسم “ليكيمبي”، هو دواء يُعطى مرتين في الشهر، ويعمل على إزالة التكتلات اللزجة من بروتين بيتا أميلويد في الدماغ، وهو البروتين الذي يُعتقد أنه من العلامات الرئيسة لمرض الزهايمر. ومع أن الدواء ليس علاجًا شافيًا، فإن التجارب السريرية أظهرت أنه يمكن أن يثبّط التدهور المعرفي لدى المرضى في المراحل المبكرة من المرض، بنسبة 27 في المئة مقارنةً بالعلاج الوهمي.
ولكن بالرغم من هذه النتائج الإيجابية، رفضت هيئة الصحة الوطنية (Nice) تقديم الدواء عبر (NHS)، معتبرة أن فوائده ليست كافية لتبرير التكاليف العالية للعلاج والمراقبة الدقيقة المطلوبة للمرضى؛ بسبب الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة، التي قد تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة، مثل تورم الدماغ والنزيف.
وجاء هذا القرار بعد أسابيع من رفض وكالة تنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي للدواء، مستندةً إلى مخاوف مشابهة تتعلق بالفوائد والمخاطر.
تحذيرات من آثار جانبية خطيرة لدواء “ليكانيماب”!
وفي هذا السياق أعربت هيلاري إيفانز-نيوتن، الرئيسة التنفيذية لجمعية أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة، عن شعورها بالحزن بسبب هذا القرار، مؤكدةً أن “ليكانيماب” يمثل إنجازًا علميًّا كبيرًا، لكنه يُظهر أيضًا أن النظام الصحي في بريطانيا ليس مستعدًّا لاستقبال الموجة الجديدة من أدوية الزهايمر.
من جهتها أوضحت الدكتورة سامانثا روبرتس، الرئيسة التنفيذية لـ(Nice)، أن التكاليف الكبيرة للعلاج تتجاوز الفوائد المحتملة، مشيرةً إلى أن الدواء يتطلب رعاية مكثفة، ويشمل ذلك زيارات مستمرة للمستشفى ومراقبة دقيقة من طاقم طبي متخصص.
عقبات أمام المرضى في بريطانيا للحصول على “ليكانيماب”
وفي المقابل أكد جوليان بيتش، المدير التنفيذي المؤقت لجودة الرعاية الصحية في (MHRA)، أن ترخيص الدواء يأتي بعد التأكد من استيفائه المعايير المطلوبة من حيث السلامة والجودة والفعالية، مع التنويه بأن الدواء سيظل تحت المراقبة المستمرة.
جدير بالذكر أن “ليكانيماب” قد حصل على ترخيص في عدة دول أخرى، ويشمل ذلك الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية. لكن رفض (Nice) يعني أن عددًا محدودًا فقط من المرضى في بريطانيا قد يستفيد من الدواء، وسيكون عليهم الحصول عليه عبر المؤسسات الصحية الخاصة وليس من خلال (NHS).
ووفقًا لصحيفة رويترز يبلغ سعر دواء ليكانيماب 20,500 باوند، اي ما يعادل 26,500 دولار أمريكي سنويًا.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇