العرب في بريطانيا | بريطانيا ترفض استقبال أطفال غزة المصابين لتلقي ...

1446 ذو القعدة 18 | 16 مايو 2025

بريطانيا ترفض استقبال أطفال غزة المصابين لتلقي العلاج

بريطانيا ترفض استقبال أطفال غزة المصابين لتلقي العلاج
خلود العيط May 8, 2025

في مقال مشترك نُشر على موقع ميدل إيست آي، كشف عدد من الأطباء البريطانيين والدوليين الذين عملوا في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، عن مفارقات صادمة في تعامل الحكومة البريطانية مع الأطفال الفلسطينيين المصابين مقارنة بتجارب سابقة مع لاجئين من أوكرانيا وسوريا وأفغانستان.

ويقول الأطباء: إن المملكة المتحدة، التي سارعت عام 2022 إلى استقبال 21 طفلًا أوكرانيًّا مُصابًا بالسرطان بعد الغزو الروسي، لم تسمح منذ بدء الحرب الإسرائيلية المكثفة على غزة في أكتوبر 2023 إلا لطفلتين فقط بالدخول لتلقي العلاج، رغم إصابة عشرات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين بجروح خطرة.

المقال أوضح أن الطفلتين اللتين وصلتا لتلقي العلاج في بريطانيا لا تعانيان من إصابات مباشرة جراء القصف الإسرائيلي، بل من أمراض خَلْقية لا تحمل أبعادًا سياسية واضحة، وهو ما وصفه الأطباء بأنه محاولة “للتملص الأخلاقي”، وتجنّب فتح ملف المسؤولية السياسية والقانونية لبريطانيا في دعمها لإسرائيل.

جهود أهلية في ظل غياب حكومي

نواب بريطانيون يطالبون بإجلاء أطفال غزة لتلقي العلاج في المملكة المتحدة

وأكد الأطباء، الذين شاركوا في بعثات طبية إلى غزة، أن علاج الطفلتين لم يتم عبر القنوات الحكومية، بل جاء نتيجة تنسيق خاص بالكامل من خلال تبرعات نظمها تحالف من الأطباء والمحامين والمتطوعين تحت مظلة منظمة (Project Pure Hope). أما وزارة الخارجية البريطانية فلم تُنسّق شيئًا، كما لم تُقدم هيئة الخدمات الصحية (NHS) أي رعاية، رغم استعداد مستشفيات بريطانية كبرى لتقديم العلاج.

وتحدث الأطباء عن رفض متكرر من وزارتَي الداخلية والخارجية لطلبات تأشيرات العلاج لأطفال جرحى، رغم وجود تمويل خيري متكامل، وتطوع فرق طبية من كبار الجراحين في لندن ومانشستر وبرمنغهام. وبرّر المسؤولون هذا الرفض بـ”أسباب لوجستية وأمنية”، لكن الأطباء يرون أنها مبررات واهية تنهار أمام تجارب سابقة في التعامل مع أطفال من أوكرانيا وسوريا وأفغانستان.

حتى إن البارونة المحافظة أرمنكا هيليك وصفت هذا التعاطي بأنه “ازدواجية معايير صارخة”.

تواطؤ سياسي وتجاهل إنساني

المقال يذهب أبعد من اعتبار ما يحدث تقاعسًا، ليصفه بأنه عرقلة سياسية متعمّدة، تستهدف منع ظهور الحقيقة المؤلمة، وهي أن إصابات الأطفال الفلسطينيين تحمل في طياتها إدانة ضمنية للعدوان الإسرائيلي، وتُحرج حلفاءه.

ويضيف الأطباء أن القبول بطفلين فقط “ليس عملًا إنسانيًّا، بل هو “رمزية متعمّدة” لصرف الأنظار عن الصمت والتواطؤ البريطاني، في وقت لا تتحمل فيه الحكومة أي تكلفة مالية، حيث تُغطّي التبرعات العلاج بالكامل، دون أن تدفع الحكومة “قرشًا واحدًا”!

في أثناء ذلك، يستمر انهيار النظام الصحي في غزة منذ أكتوبر 2023، في ظل حصار إسرائيلي خانق. أكثر من 18 ألف طفل استشهدوا، وآلاف آخرون يعانون إصابات كارثية دون رعاية طبية أو حتى غذاء، في حين تستمر السلطات البريطانية في التهرب من مسؤوليتها.

ويشير المقال إلى أن وزارة الداخلية زعمت لاحقًا في مايو 2024 أنه “لم يصلها أي طلب” لتأشيرات أطفال فلسطينيين، مع أن طلبات رسمية قُدِّمت، بينها حالة لطفل مبتور الساقين قَبِله مستشفى بريطاني وتكفّل بنفقاته بالكامل. والسبب في رفض هذه الطلبات -بحسَب المقال- هو أن السلطات لا تعترف بالطلب ما لم يُقدّم الطفل شخصيًّا في مركز تأشيرات، وهو أمر مستحيل في ظل حرب مستعرّة وحصار مطبق.

وفي ختام المقال، أكد الأطباء أن الحكومة البريطانية تمارس سياسة “إقصاء متعمّدة” للأطفال الفلسطينيين المصابين، في تجاهل صارخ لنداءات إنسانية وحقوقية. ويقول الأطباء: “هذه ليست إنسانية”، “بل تصنُّعٌ لرحمة زائفة تُستخدَم للتغطية على المسؤوليات السياسية”.

ويُحذّر الأطباء من أن معايير بريطانيا في من يستحق الرعاية باتت واضحة: “الجميع مُرحَّب بهم… باستثناء الفلسطينيين”!

الأطباء المشاركون في المقال:

الدكتور عمر عبد المنعم هو طبيب بريطاني من أصل مصري مختص في طب الأعصاب لدى الأطفال يقيم في لندن. ومنذ عام 2011، شارك في العديد من الوفود الطبية والتعليمية إلى غزة والضفة الغربية. وهو مؤسس ورئيس حركة “العاملون الصحيون من أجل فلسطين” (Health Workers 4 Palestine)، وهي حركة شعبية عالمية تضم مهنيين صحيين وحلفاء يدافعون عن الحق في الصحة وإنهاء الاحتلال لفلسطين.

الدكتور جيمس سميث محاضر في سياسات العمل الإنساني وممارساته في كلية لندن الجامعية (UCL)، كما يعمل طبيب طوارئ في لندن. عمل في غزة بين ديسمبر 2023 ويناير 2024، ثم بين إبريل ويونيو 2024.

الأستاذ نيك ماينارد هو استشاري في اختصاص جراحة الجهاز الهضمي العُلوي في مؤسسة مستشفيات جامعة أوكسفورد، وأستاذ مشارك في الجراحة بجامعة أوكسفورد. ومنذ عام 2010، يزور غزة بانتظام. وفي ديسمبر 2023، قاد أول بعثة طبية بريطانية تدخل غزة خلال العدوان الإسرائيلي. وقد حصل مؤخرًا على “ميدالية العمل الإنساني” من الحكومة البريطانية؛ تقديرًا لجهوده الطبية في غزة، وتسلّم الجائزة من الملك تشارلز في قصر باكنغهام في فبراير 2025.

الدكتورة أنغ سوي تشاي نشأت ودرست في سنغافورة، حيث حصلت على شهادة الطب، ثم نالت في عام 1976 درجة الماجستير في الطب المهني من جامعة سنغافورة. شاركت في تأليف كتاب جراحة الحرب وكتاب الرعاية العاجلة لضحايا الحرب، إلى جانب عدد من المنشورات في مجال جراحة العظام. كما ألّفت كتاب من بيروت إلى القدس، الذي وثّقت فيه تجربتها داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وغزة. وقد روت قصتها الشخصية في محاضرة عبر منصة (TEDxUCLWomen) بعنوان “إحداث فرق يسير”.

الدكتور غسان أبو ستة هو أستاذ مشارك في الجراحة وطبيب جراحة تجميلية وترميمية بريطاني من أصل فلسطيني. عمل جرّاحًا ميدانيًّا في مناطق الحرب في اليمن والعراق وسوريا وجنوب لبنان، وكذلك خلال الحروب الخمس التي شهدها قطاع غزة، ويشمل ذلك العدوان الأخير. وقد نُشرت أعماله في العديد من الصحف ووسائل الإعلام البارزة، من بينها لوموند، والإندبندنت، والتلغراف، وبي بي سي، وسي إن إن.

المصدر: ميدل إيست آي 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
12:00 am, May 16, 2025
temperature icon 10°C
broken clouds
Humidity 80 %
Pressure 1027 mb
Wind 2 mph
Wind Gust Wind Gust: 8 mph
Clouds Clouds: 61%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 5:08 am
Sunset Sunset: 8:45 pm