بريطانيا تتجاهل معاناة أطفال غزة المصابين بجروح خطيرة وترفض علاجهم
تعاني فتاة تبلغ من العمر تسع سنوات من إصابات خطيرة بعد تعرض منزلها للقصف الإسرائيلي، وأصيب رضيع يبلغ من العمر أربعة أسابيع برصاصة في رأسه بواسطة طائرة إسرائيلية مسيَّرة ويعاني الآن من نوبات صرع يومية. وصبي آخر يبلغ من العمر 14 عامًا أصيب برصاصة في الحوض أثناء محاولته النجاة من العدوان، ما أدى إلى أضرار داخلية في أعضائه.
هؤلاء الأطفال الثلاثة يمثلون جزءًا من آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين يؤكد العاملون في المجال الطبي والمنظمات غير الحكومية حاجتهم الماسة للإجلاء لتلقي العلاج الطبي المتخصص، وهو العلاج الذي لم يعد متاحًا في نظام الرعاية الصحية المدمر في غزة.
بريطانيا تتجاهل معاناة أطفال غزة المصابين بجروح خطيرة وترفض علاجهم
وبينما تمكن بعض الحالات من تلقي العلاج في دول مثل قطر والإمارات العربية المتحدة وتركيا وإيطاليا وفرنسا ومالطا والولايات المتحدة، لم تتجاوب المملكة المتحدة مع الدعوات لاستقبال هؤلاء الأطفال وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم.
وقال كريش كانديا، مؤسس مؤسسة “سانكتشواري” في المملكة المتحدة التي تدعم الأوكرانيين واللاجئين الأفغان، إنهم لم يطلبوا من المملكة المتحدة أن تأخذ جميع الأطفال أو غالبيتهم، بل أن تلعب دورها كدولة غنية تتمتع بخبرة طبية مذهلة وتُقدم المساعدة!
وبدأ أطباء ومنظمات بريطانية، بما في ذلك منظمة كانديا، الذين يشكلون جزءًا من مبادرة تسمى “مشروع الأمل النقي”، في يناير بإحضار أربعة أشقاء “وهم أبناء شهداء” وابن عمهم من غزة لتقديم العلاج الازم لهم.
نقص في الرعاية الصحية والعلاج يتسبب في وفيات مأساوية
وأحد الأشقاء، تعرض لعمليات بتر مؤلمة واحتاج إلى العلاج الطبي، الذي كانت مستشفيات بريطانيا مؤهله لتقديمه. وجمعت المنظمة أكثر من 500 ألف باوند لتغطية علاجهم، ومع اتخاذ الترتيبات اللازمة لمرافقة عمة الأطفال وجدتهم.
لكن، صرحت كانديا “رغم العديد من المحاولات للحصول على تأشيرة لهؤلاء الأطفال، لم نتلق أي قبول من الحكومة البريطانية”.
وقال عبد المنان، الذي عمل في مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن، إن أكثر من 100 طفل أوكراني كانوا يتلقون العلاج هناك، ما يبرز المعايير المزدوجة الواضحة. وأضاف أن هيئة الصحة الوطنية التي يديرها لا تستطيع القيام بذلك، ليس بسبب الأطباء، بل على المستوى السياسي.
الأطفال الفلسطينيون بحاجة إلى إجلاء طبي لتلقي العلاج
وكثير من الأطفال في غزة يموتون بسبب الإنتان الناتج عن إصابات الحروق، حيث يضطر الأطباء لاختيار الأطفال الأكثر احتمالًا للبقاء على قيد الحياة بسبب نقص المضادات الحيوية والأدوية الأخرى. كما أن فتاة تبلغ من العمر ثلاث سنوات توفيت مؤخرًا بعد إصابتها بحروق في 30 بالمئة من جسدها وفشل متعدد في الأعضاء.
والعديد من الأطفال يموتون أيضًا بسبب الفشل الكلوي وأمراض الكلى بسبب نقص الأدوية والعلاج الضروري. وقالت سمية الوزاني، أحد مؤسسي منظمة Children Not Numbers إن هذه الإصابات كانت قابلة للعلاج لو وُجد العلاج اللازم.
ولكن لإجلاء المرضى من غزة، يجب الحصول على تقرير إحالة من مختص طبي وإرساله إلى “إسرائيل” ومصر للموافقة!
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، قدم 12,761 مريضًا في غزة طلبات لإجلاء طبي، ولكن جاءت الموافقة على 46 في المئة فقط من هذه الطلبات، ما سمح بإجلاء 4895 شخصًا فقط.
المصدر: ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
16°C
