انخفاض معدلات تطعيم الأطفال في إنجلترا لهذا السبب
دعا مستشار حكومي بارز الحكومة البريطانية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة؛ لحل مشكلة انخفاض معدلات تطعيم الأطفال، من خلال الاستثمار في الخدمات الأساسية، بعد ظهور بيانات جديدة تكشف عن تراجع “مثير للقلق” في معدلات التطعيم.
وقال البروفيسور السير أندرو بولارد، رئيس اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين في المملكة المتحدة: إن الحكومة بحاجة إلى زيادة التمويل، الخاص بموظفي التمريض والزائرين الصحيين ذوي المعرفة المحلية. وأوضح: “النظام الحالي غير كافٍ لإيصال التطعيمات إلى من يجدون صعوبة في الوصول إليها”.
تراجع مقلق في معدلات التطعيم
وجاء هذا التحذير بعد أن أظهرت بيانات نشرتها (NHS) في إنجلترا الأسبوع الماضي أن معدلات التطعيم لجميع التطعيمات الأساسية الأربعة عشر للأطفال قد انخفضت على مدار العام الماضي، مع عدم تحقيق أي من اللقاحات الهدف الذي حددته منظمة الصحة العالمية ببلوغ نسبة التغطية 95 في المئة.
وانخفضت نسبة الأطفال الذين تلقوا تطعيمات ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) بحلول عيد ميلادهم الثاني إلى أدنى مستوى لها خلال 14 عامًا، إذ بلغت 89 في المئة في السنة المنتهية في مارس 2024.
انتشار الحصبة وتحذير من الأمراض الأخرى
وحذرت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة الشهر الماضي من عودة ظهور الحصبة مع بدء العام الدراسي، بعد أن تفشى المرض في لندن وويست ميدلاندز والشمال الغربي، ووصلت حالات العدوى إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2012.
وفي هذا السياق قال بولارد: إن انتشار الحصبة يمثل “إنذارًا أحمر” يحذر من أن الأمراض الأخرى ستبدأ بالانتشار قريبًا ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
وتُعَد معدلات التطعيم المنخفضة مشكلة عالمية، حيث يعيش نحو ثلاثة أرباع الأطفال في دول تعاني من انخفاض معدلات التطعيم، ما يؤدي إلى تفشي الحصبة.
وقد ذكرت الدكتورة ماري رامزي، مديرة برامج الصحة العامة في (UKHSA)، أن الاضطرابات التي حدثت في الرعاية الصحية خلال وباء كوفيد-19 واللامبالاة قد أدّيَا إلى انخفاض معدلات التطعيم في إنجلترا.
وأوضحت: “رغم التركيز على تردد اللقاح، فليس هو السبب في الانخفاض الطويل الأمد الذي شهدناه في المعدلات”. وأضافت: “[الانخفاض] يرجع على الأرجح إلى عدم الاكتراث بخطر بعض الأمراض، إضافة إلى نمط حياة الناس، وصعوبة إيجاد الوقت لضمان حضور أطفالهم لمواعيد التطعيم”.
الاستبيانات تكشف عن الفوارق الاجتماعية والعرقية
وأظهرت استبانة أُجرتها في عام 2023 (UKHSA) أن 88 في المئة من الآباء راضون عن سلامة اللقاحات للأطفال الصغار، مع أن النسب كانت أقل بين الأقليات العرقية والأشخاص المنحدرين من الطبقات الاجتماعية الفقيرة.
وأشار بولارد إلى أن نقص الوصول يُعِد السبب الرئيس في الانخفاض، حيث يجد الآباء صعوبة في تحديد المواعيد المتاحة والسفر إلى عيادات الأطباء، ولا سيما إذا كان عليهم نقل عدة أطفال عبر وسائل النقل العامة.
وأضاف: إن بعض المجتمعات قد تكون غير مدركة أن اللقاحات مجانية، وقد يكون لدى آخرين مخاوف غير مبررة بشأن سلامتها.
وقد سُجلت أدنى معدلات التطعيم ضد (MMR) في لندن، التي تضم 17 من أصل 20 منطقة تأثرت كثيرًا بتفشي الحصبة. إذ بلغت نسبة التطعيم في هاكني ومدينة لندن 68 في المئة العام الماضي، انخفاضًا من 88 في المئة قبل عقد من الزمن.
وقالت الدكتورة غاياتري أميرثالينغام، نائبة مدير التطعيم في (UKHSA): إن لندن تتميز “بالتنوع العرقي والاقتصادي للسكان، مع استمرار الفجوات الصحية”. وأضافت: إن “السكان أيضًا يتنقلون كثيرًا، حيث تنتقل أسر كثيرة داخل المدينة وخارجها، وقد لا يسجلون على الفور لدى طبيب جديد”.
استراتيجية (NHS) الجديدة لتعزيز التطعيم
يشار إلى أن (NHS) أطلقت استراتيجية جديدة للتطعيم في ديسمبر، ووعدت بإنشاء نظام مواعيد أكثر مرونة يجعل “الحجز من أجل الحصول على اللقاح أمرًا سهلًا مثل طلب سيارة أجرة”.
وستحظى الفرق الصحية المحلية أيضًا بمزيد من المرونة؛ لتقديم خدمات التحصين في أماكن محلية مثل المراكز المجتمعية والمرافق الرياضية وأماكن العبادة.
وقال ستيف راسل، المدير الوطني للتطعيمات والفحص في (NHS): إن العديد من الأطفال لا يزالون غير محصنين بالكامل ضد الأمراض القابلة للتجنب مثل الحصبة والسعال الديكي.
وأفادت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أن (NHS) وعيادات الأطباء تُرسلان تذكيرات لحث الآباء ومقدمي الرعاية للأطفال، الذين لم يحصلوا على التطعيم الكامل، على التقدم للحصول على اللقاحات، مضيفةً: إنها تواصل البحث عن طرق لتعزيز معدلات التطعيم، من خلال الصيادلة المجتمعين والزائرين الصحيين.
المصدر فايننشل تايمز
إقرأ أيَّضا
الرابط المختصر هنا ⬇