العرب في بريطانيا | في ظل الحرب: المعاناة الصامتة لنساء غزة وأطفالها

1446 جمادى الثانية 9 | 11 ديسمبر 2024

في ظل الحرب: المعاناة الصامتة لنساء غزة وأطفالها

WhatsApp Image 2024-08-25 at 10.27.23 AM
ديمة رزق August 25, 2024

وصلت الحرب على غزة إلى مرحلة جديدة من الدمار، حيث تجاوز عدد الشهداء 40,223 وفقًا للسلطات الصحية هناك.

يمثل هذا الرقم 2% من سكان غزة ولا يشمل المفقودين، أو الأشخاص الذين لا يزالون تحت الأنقاض، أو الذين لقوا حتفهم نتيجة التأثيرات غير المباشرة للحرب.

خلال الأشهر العشرة الماضية، نزح كثير من الناس وأجبروا على العيش في الخيام أو المدارس، مع مواجهة حوالي 22% منهم لمستوى استثنائي من انعدام الأمن الغذائي.

والأسوأ من ذلك هو أن المساعدات الإنسانية بالكاد تصل إلى السكان، حيث يعانون من نقص المياه والصرف الصحي والتخلص السليم من النفايات، ما أدى إلى انتشار الأمراض مثل شلل الأطفال.

خلال الشهر الماضي، أفادت منظمة الصحة العالمية أنه قد اكتُشف فيروس شلل الأطفال في عينات الصرف الصحي من مواقع في خان يونس ودير البلح.

ودعت الأمم المتحدة إلى حملة تطعيم عاجلة ضد شلل الأطفال. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأسبوع الماضي: “أناشد جميع الأطراف تقديم ضمانات ملموسة فورًا تضمن فترات توقف إنساني للحرب”.

وعلى هذا الأساس، فإن الطريقة الوحيدة لمنع حدوث كارثة هي أن يُفرض وقف فوري لانتشار شلل الأطفال.

يعاني أطفال غزة بشكل لا يمكن تصوره من مشاكل الصحة النفسية، وفقدان البصر أو الأطراف، حيث أبلغت منظمة اليونيسف عن بتر أكثر من 1000 طفل فلسطيني أحد الأطراف أو كليهما منذ 7 أكتوبر.

علاوة على ذلك، الحرب في غزة تلحق أضرارًا بالغة على الأطفال والشباب وتعليمهم، كما أن موسم العودة إلى المدارس يقترب، وأطفال غزة قد فقدوا عامًا كاملًا من التعليم خلال الحرب.

وتستخدم المدارس ملاجئ، مثل مدارس الأمم المتحدة التي كانت تُعتبر “أماكن آمنة” يمكن للنازحين العثور فيها على ملاذ.

ومع ذلك، أفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن إسرائيل استهدفت “ما لا يقل عن 21 مدرسة في غزة منذ بداية يوليو”.

بالإضافة إلى ذلك، وفقًا لمنظمة (Education Cluster)، التي أجرت تحليلًا لصور الأقمار الصناعية الملتقطة حديثًا في 6 يوليو 2024، حددت يونوسات أن “البنية التحتية التعليمية في غزة قد تأثرت بشكل كبير، حيث تعرضت 92.9% من المدارس لأضرار بنسب متفاوتة، بما في ذلك ضربات مباشرة، وتضرر، وتضرر محتمل”.

ويحتاج ما لا يقل عن 84.6% من المدارس إلى إعادة إعمار كاملة أو تأهيل كبير قبل استئناف الدراسة.

يتعرض التعليم في فلسطين لانتهاك جسيم؛ فاعتبارًا من أغسطس 2024 -وفقًا لوزارة التربية والتعليم العالي- حُرِمَ 630 ألف طالب من الوصول إلى مدارسهم، و88 ألف طالب من الوصول إلى جامعاتهم منذ بداية الحرب.

بالنسبة للفلسطينيين، التعليم هو أساس المجتمع وذو قيمة كبيرة، حيث يحقق الطلاب أعلى الدرجات في الامتحانات؛ ولكن من الواضح أن هناك عملية إبادة تعليمية تحدث.

وفقًا للأمم المتحدة، الإبادة التعليمية: هو مصطلح يشير إلى التدمير المنهجي للتعليم من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلمين والطلاب والموظفين، وتدمير البنية التحتية التعليمية.

يمكن أن يؤدي الصراع المستمر إلى بقاء الأطفال خارج المدارس فترة طويلة، وعندما يحدث ذلك، ينتهي التعلم، ويكون هناك خطر كبير من عدم عودتهم أبدًا.

ويمكن أن يؤثر هذا على حياتهم على المدى الطويل، من حيث الصحة النفسية، والوظائف، والدخل، وغيرها.

من الواضح أن الأطفال هم الضحايا الأكبر في الحرب؛ لذا يجب تنفيذ إعلان المدارس الآمنة، وهو اتفاق سياسي لحماية التعليم في الصراع المسلح، على الفور لحماية التعليم.

في ظل إغلاق المدارس وفقدان التعليم، قد يؤدي هذا الوضع إلى ضغوط على الأسر لدفع بناتهم إلى الزواج المبكر، خاصة أولئك الفتيات اللواتي فقدن آباءهن.

علاوة على ذلك، تميل النساء والفتيات إلى تقليل تناول الطعام عندما يكون الوصول إلى الطعام منخفضًا؛ وهذا يشمل النساء الحوامل اللاتي يعانين من سوء التغذية، ما يعرض حياة الأطفال للخطر.

وفقًا لمنظمة إنقاذ الطفولة، تواجه النساء تحديات كبيرة أثناء حملهن؛ “حيث ولد ما يقدر بـ 50 ألف طفل في غزة خلال تسعة أشهر من النزاع، مع ولادة العديد من النساء في ظروف مرعبة وغير صحية وغير كريمة دون الوصول إلى الخدمات الأساسية.

بالإضافة إلى ذلك، بسبب نقص المياه، تتعرض صحة النساء إلى تدهور كبير حيث يضطررن إلى التصرف وفقًا للشحيح والمتاح ما يزيد خطر الإصابة بالعدوى.

وفقًا لمنظمة (Education Cluster)، “هناك أكثر من 540 ألف امرأة وفتاة في غزة في سن الإنجاب ويحتجن إلى الوصول إلى الأساسيات الصحية والنظافة”.

كما أن هناك تأثيرًا نفسيًا وجسديًا لا يمكن تصوره نتيجة الحرب، يشمل فقدان ما يصل إلى 3000 امرأة أزواجهن، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة للمرأة.

في الختام، الوضع في غزة شديد الخطورة؛ ويجب على الطرفين التوصل إلى اتفاق، حيث أصبح وقف إطلاق النار ضروريًا أكثر من أي وقت مضى.

يُذكر أن قطر ومصر تُجريان- مع دول أخرى- محادثات وساطة بشأن وقف إطلاق النار في غزة وصفقة إطلاق الأسرى في الدوحة.

كما ناقش أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جهود الوساطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة يوم الأربعاء، وفقًا لما ذكره الديوان الأميري.

الكاتبة هي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة (DIMA Global) وكاتبة من لندن


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
7:17 am, Dec 11, 2024
temperature icon 6°C
overcast clouds
Humidity 87 %
Pressure 1032 mb
Wind 9 mph
Wind Gust Wind Gust: 12 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 7:56 am
Sunset Sunset: 3:51 pm