قائمة المهارات الأساسية للأطفال قبل دخول المدارس في بريطانيا

أُطلقت قائمة جديدة بالمهارات الأساسية التي ينبغي للأطفال امتلاكها قبل بدء الدراسة في بريطانيا، وذلك بمبادرة من تحالف يضم مؤسسات تعليمية متخصصة في الطفولة المبكرة، وحظيت هذه المبادرة بدعم وزيرة التعليم، بريدجيت فيليبسون.
ووفقًا للقائمة، يُعَد التدريب على استخدام المرحاض والقدرة على استخدام أدوات المائدة من المتطلبات الأساسية للأطفال عند التحاقهم بالصفوف التمهيدية، التي تبدأ في سن الرابعة. ويأتي ذلك استجابةً لشكاوى المعلمين من تزايد أعداد الأطفال الذين يصلون إلى المدارس وهم يرتدون الحفاظات، ويفتقرون إلى المهارات الاجتماعية والحياتية الأساسية، ما يقف حجر عثرة أمام عملية اندماجهم داخل الفصول الدراسية.
تحالف تعليمي واسع النطاق لدعم الأطفال

شارك في وضع القائمة تحالف يضم منظمات من القطاعين العام والخاص، من بينها الجمعية الوطنية لدور الحضانة، وتحالف الطفولة المبكرة، واتحاد صناديق المدارس. وتسعى هذه الإرشادات إلى توعية أولياء الأمور بمستوى المهارات المطلوب لضمان بداية تعليمية متكافئة لجميع الأطفال.
وتشمل قائمة المهارات التي ينبغي للأطفال امتلاكها قبل دخول المدرسة: القدرة على استخدام أدوات المائدة، والاعتماد على أنفسهم في استخدام المرحاض، ومشاركة الألعاب والتفاعل الاجتماعي، والتعرف إلى أسمائهم، وتعليق معاطفهم على المشاجب وارتداؤها، والانتباه لفترات قصيرة، والمشاركة في الأنشطة الإبداعية مثل الرسم والتلوين، والتعبير عن مشاعرهم، وممارسة النشاط البدني لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات يوميًّا، وتنظيف أسنانهم مرتين يوميًّا. كما أوصت الإرشادات بضرورة تقليل وقت استخدام الشاشات للأطفال.
تباين بين تقييم أولياء الأمور والمعلمين

كشفت دراسة أجرتها مؤسسة “كيندريد سكويرد” الخيرية العام الماضي عن اختلاف واضح بين تقييم أولياء الأمور والمعلمين لمستوى جاهزية الأطفال للمدرسة. فبينما رأى تسعة من كل عشرة آباء أن أطفالهم مستعدون للمرحلة الدراسية، أشار معلمو المرحلة الابتدائية إلى أن ثلث الأطفال فقط يمتلكون المهارات المطلوبة.
وفي هذا السياق، أكدت فيليسيتي جيليسبي، مديرة “كيندريد سكويرد”، أن هناك فجوة معلوماتية كبيرة يعاني منها أولياء الأمور، حيث يجهل كثير منهم المهارات التي ينبغي لأطفالهم اكتسابها قبل دخول المدرسة. وأضافت: “هذه الشراكة بين المؤسسات التعليمية والجمعيات الخيرية تسعى إلى سد هذه الفجوة، وضمان بداية عادلة لجميع الأطفال”. كما دعت إلى اعتماد هذا التعريف رسميًّا ليكون المرجع الأساسي لجميع السلطات المحلية والمدارس الابتدائية ومؤسسات الطفولة المبكرة، إضافة إلى الآباء ومقدمي الرعاية.
من جانبها أكدت وزيرة التعليم، بريدجيت فيليبسون، أن مواجهة هذه المشكلة تتطلب تضافر جهود جميع الجهات المعنية، وليس الحكومة وحدها. وحذرت من أن “عدم امتلاك الأطفال للمهارات الأساسية عند دخولهم المدرسة لا يحدّ من فرصهم التعليمية فقط، بل يؤثر أيضًا على مستوى التحصيل الدراسي لجميع الأطفال في الفصل”.
وأشادت فيليبسون بالمبادرة الجديدة، معتبرة أنها ستكون “أداة حيوية للآباء في ظل تعدد مصادر المعلومات المتاحة لدعم التطور المبكر للأطفال”.
قلق متزايد بشأن “أطفال الإغلاق”

تزامن إطلاق هذه القائمة مع تنامي المخاوف بشأن تأثير وباء كوفيد-19 على الأطفال المولودين خلال فترة الإغلاق، حيث يواجه العديد منهم صعوبات ملحوظة في النطق والتواصل.
وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة (GL Assessment)، بتكليف من (YouGov)، أن المعلمين يلاحظون تزايد أعداد الأطفال الذين يعانون من مشكلات في المهارات اللغوية عند بدء الدراسة. وأفاد 44 في المئة من معلمي المرحلة الابتدائية بأن ما يصل إلى واحد من كل خمسة أطفال لا يمتلك مهارات التواصل المناسبة لعمره، في حين أشار 37 في المئة إلى أن النسبة قد تصل إلى طفلين من كل خمسة.
وعزا المعلمون هذا التراجع إلى انخفاض معدلات الحوار داخل الأسر وزيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات. كما أظهرت الدراسة أن ثلاثة أرباع المعلمين الذين شملهم الاستطلاع يرون أن العديد من أولياء الأمور “في حالة إنكار” بشأن مشكلات النطق والتواصل التي يعاني منها أطفالهم.
هذه التطورات تُبرِز الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير أكثر فاعلية لدعم الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، وضمان حصولهم على المهارات الأساسية التي تمكّنهم من تحقيق انطلاقة تعليمية ناجحة.
إقرأ أيّضا
- تواريخ عطل المدارس في بريطانيا لعام 2025
- متى تُضاف ضريبة القيمة المضافة إلى رسوم المدارس في بريطانيا؟
- ما القيود الجديدة التي ستفرضها حكومة العمال على المدارس في بريطانيا؟
الرابط المختصر هنا ⬇