حملة قمع.. اللوبي الإسرائيلي يهاجم القناة الرابعة بعد بي بي سي

تعرضت القناة الرابعة البريطانية لهجوم شرس من اللوبي الإسرائيلي، بعد بثها للفيلم الوثائقي الحائز على جائزة الأوسكار “لا أرض أخرى”، والذي يسلط الضوء على التطهير العرقي في فلسطين.

يأتي ذلك بعد أن واجهت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) ضغوطًا كبيرة، وهو ما دفعها إلى سحب فيلم وثائقي آخر، والسبب في الحالتين كان مشاركة الفتى الفلسطيني عبد الله اليزوري، البالغ من العمر 13 عامًا، في التغطية الإعلامية، حيث يشغل والده منصب “نائب وزير الزراعة في حكومة غزة”.

اللوبي الإسرائيلي يشن حملة على القناة الرابعة

كما انتقد أنصار اللوبي الصهيوني القناة الرابعة، بسبب ظهور اليزوري في بعض تقاريرها.

ورغم تأكيد القناة أنها راجعت هذه المواد وحذفت بعضها، إلا أنها شددت على أن “تغطيتها الإخبارية الحائزة على جوائز مرموقة، من بينها جائزة إيمي الدولية وRTS وبافتا، لم تتضمن أي ظهور للطفل اليزوري”.

وتأتي هذه الضغوط في ظل القيود التي تفرضها الجهات المؤيدة لإسرائيل على وسائل الإعلام الغربية، بهدف فرض رقابة انتقائية على المحتوى المتعلق بالقضية الفلسطينية.

هذا ورأى ناشطون أن ظهور الطفل اليزوري لا يشكل حجّة كافية لإلغاء عرض الفيلم الوثائقي، لمجرد أن والده يعمل في المؤسسات الحكومية في قطاع غزة.

لكن اللافت أن وسائل الإعلام الغربية تتعامل مع هذه الصلات العائلية وكأنها مبرر للتشكيك في مصداقية المصادر الفلسطينية، بينما تتجاهل حقيقة أن معظم الإسرائيليين يخدمون في جيش الاحتلال.

وفي هذا الصدد أثارت فرانشيسكا ألبانيزي، خبيرة الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، تساؤلات حول الانتقائية في استخدام مصطلح “الإرهاب”، مشيرةً إلى أن القانون الدولي لا يقدّم تعريفًا موحدًا لهذا المفهوم.

وقالت ألبانيزي: “إن الإشكالية الأساسية في استخدام إطار الإرهاب هي أنه لا يوجد تعريف متفق عليه دوليًا لهذا المصطلح بين الدول الأعضاء.”

ازدواجية المعايير..والخطاب الإعلامي

ورغم تصنيف المملكة المتحدة لحركة حماس كمنظمة إرهابية، إلا أنها لا تطبق التصنيف نفسه على إسرائيل، وهو ما يفرض نوعًا من الخطاب الإعلامي المتحيز.

إذ يتطرق الصحفيون للمصادر الفلسطينية بحذر كبير، بينما يتداولون ما يرد عن المصادر الإسرائيلية دون قيود تذكر.

وفي هذا السياق، أكدت الصحفية البريطانية سانغيتا ميسكا أن “التدقيق المفرط في بعض المصادر الفلسطينية، مقابل التساهل مع المصادر الإسرائيلية، أدى إلى تقويض ثقة الجمهور في الإعلام البريطاني”.

بدوره قال ريتشارد ساندرز، مخرج الفيلم الوثائقي الشامل “التحقيق في جرائم الحرب في غزة”، الذي أنتجته شبكة الجزيرة:” إن البيئة الإعلامية الحالية “منحازة وعنصرية”.

وأضاف: “عندما تفرض على ضحايا الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والفصل العنصري أقصى درجات التدقيق الإعلامي، بينما يُمنح جلادوهم وداعموهم حرية التصرف دون مساءلة، فنحن أمام بيئة إعلامية مشوّهة، تعكس انحيازًا صارخًا.”

المصدر: The Canary

اقرأ أيضًا :

• دانا أبو قمر: وجودي في بريطانيا لا يعني أن أنسى فلسطين
• غزة والبيئة.. موسم الأعياد يتحول إلى سجن للمتضامنين في بريطانيا
• ميزات الدراسة في بريطانيا: جودة التعليم، فرص العمل المتوفرة، تطور البحث العلمي