العرب في بريطانيا | اللوبي الإسرائيلي يتسلح بتهم "الاعتداء الج...

1446 ذو القعدة 17 | 15 مايو 2025

اللوبي الإسرائيلي يتسلح بتهم “الاعتداء الجنسي” لتشويه صورة المسلمين في بريطانيا

اللوبي الإسرائيلي يتسلح بتهم "الاعتداء الجنسي" لتشويه صورة المسلمين في بريطانيا
محمد علي April 30, 2025

تشهد بريطانيا والولايات المتحدة تصاعدًا في الدعاية الموجهة ضد المسلمين، والتي تسوّق لوجود عصابات باكستانية مسلمة تمارس جرائم الاستغلال الجنسي بحق الفتيات البريطانيات.

وكان الإعلام البريطاني قد سلط الضوء على عدة حالات استغلال جنسي لفتيات بريطانيا، وسرعان ما تحول الأمر إلى أداة سياسية وإعلامية يستخدمها اللوبي الإسرائيلي لتشويه صورة المسلمين واتهامهم بارتكاب هذه الجرائم.

تشويه صورة المسلمين في بريطانيا

وفي مفارقة لافتة، انضم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مالك منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، إلى هذا السجال، مروّجًا روايات غير مدعومة بالأدلة بشأن انتشار ما وصفه بـ”وباء اغتصاب الفتيات” في بريطانيا.

وانضم ماسك إلى الأصوات المحرّضة على مسلمي بريطانيا بعد ادعائه أن من يرتكب جرائم الاستغلال الجنسي هذه مسلمون من أصول باكستانية.

وبدأت الصحف البريطانية بتبني هذه السردية منذ عام 2011، عقب تحقيق لصحيفة ذا تايمز عما وصفته بـ”الاستدراج الجنسي للفتيات” من قبل رجال آسيويين.

وركّزت صحيفة التايمز في تلك الفترة كثيرًا على الخلفية العرقية والدينية للمتهمين.

واعتمد اللوبي الإسرائيلي على تعميم بعض الحالات الفردية المرتبطة بجرائم الاستغلال الجنسي، وتوظيفها إعلاميًّا وسياسيًّا، ثم تحويلها إلى قضية عنصرية بامتياز.

هذا وتكشف الأرقام الرسمية زيف هذه الرواية؛ إذ تشير إحصاءات حكومية إلى أن الرجال البِيض يشكلون الأغلبية الساحقة من مرتكبي جرائم استغلال الأطفال جنسيًّا بنسبة 88 في المئة.

أما مرتكبو جرائم الاستغلال الجنسي من الأصول الآسيوية والإفريقية فيُلاحَظ أن عددهم منخفض مقارنةً بالنسبة التي يشكلها هؤلاء في المجتمع البريطاني.

كيف يستغل اليمين المتطرف حوادث الاستغلال الجنسي؟

ورأى مراقبون أن التركيز على موضوع الاستغلال الجنسي للفتيات في بريطانيا، يُبرِز محاولات اللوبي الإسرائيلي ربط الدين الإسلامي بالجريمة المنظمة.

ويستخدم العديد من أنصار اليمين المتطرف قضايا الاستغلال الجنسي لتكريس مفهوم الإسلاموفوبيا، وإسكات الأصوات المعارضة له.

ويبدو أن هذا التوجه يخدم مصالح اللوبي الإسرائيلي وسعيه لتشويه تعريف مفهوم الإسلاموفوبيا، في مقابل فرض تعريف خاص بمعاداة السامية، الذي يُستخدم لتكميم أفواه المدافعين عن القضية الفلسطينية.

وقد أسهمت مؤسسات ذات ارتباطات استخبارية إسهامًا بارزًا في اتهام المسلمين في بريطانيا بممارسة جرائم الاستغلال الجنسي على الفتيات، ولعل أبرز هذه الجهات مؤسسة “كويلليام” لمكافحة التطرف.

وكانت مؤسسة “كويلليام” لمكافحة التطرف قد أُسِّست سرًّا بدعم من الاستخبارات البريطانية، وسعت إلى ترسيخ الفكرة القائلة بوجود “دور للمسلمين في الاعتداءات الجنسية”.

وتعاونت المؤسسة لاحقًا مع شخصيات يمينية متطرفة مثل تومي روبنسون، أحد أبرز الوجوه المناهضة للمسلمين في بريطانيا، والذي تربطه علاقات معلنة باللوبي الصهيوني.

يُشار إلى أن إيلون ماسك نفسه التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عام 2023.

ورغم وجود عشرات الحالات التي تورطت فيها شبكات استغلال جنسي يقودها رجال بيض، فإن الإعلام يتجنّب ذكر الأصول العرقية البيضاء لتلك العصابات، وهو ما يُمثّل ازدواجية صارخة في المعايير.

وبينما يربط الإعلام الجرائم الجنسية بالمسلمين كجماعة دينية، يصف الجرائم التي يرتكبها البيض بأنها حالات فردية معزولة.

وفي هذا السياق، يشير محللون إلى أن استهداف المسلمين لا يعكس انحيازًا إعلاميًّا فقط، بل أيضًا استراتيجية تستهدف التغطية على الاستغلال الجنسي المنظم الذي يحدث داخل الطبقات الحاكمة، وفي بعض الأحيان، بتسهيل من أجهزة أمنية واستخبارية مثل (MI5) و(MI6).

اللوبي الإسرائيلي يتجاهل الانتهاكات الجنسية في فلسطين

أضف إلى ذلك أن عمل عصابات الاستغلال الجنسي لا يقتصر على بريطانيا فحسب، بل يمتد إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقد أشارت تقارير حقوقية إلى ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكات جنسية بحق المعتقلين الفلسطينيين، رجالًا ونساء، في مراكز التحقيق والسجون، وعلى رأسها مركز “سدي تيمان”.

ووثقت منظمات نسوية مناهضة للاستعمار حالات اغتصاب وتعذيب ممنهجة داخل السجون الإسرائيلية، فضلًا عن استخدام الابتزاز الجنسي ضد ناشطين فلسطينيين وسياسيين أجانب لتحقيق مكاسب استخبارية.

وتكشف قضية الملياردير الأمريكي جيفري إبستين، الذي أسس شبكة دولية للابتزاز الجنسي استهدفت سياسيين وشخصيات نافذة، جانبًا مظلمًا من كيفية استغلال هذه الملفات في السياق السياسي العالمي.

إلا أن اللافت أن إيلون ماسك، ورغم حديثه عن إبستين، لم يتطرق مطلقًا إلى شبكات الاستغلال الجنسي المرتبطة بالشخصيات الإسرائيلية.

ويشير مراقبون إلى أن إسرائيل توفر ملاذًا آمنًا لعدد من المتحرشين والفارين من العدالة؛ لمجرد كونهم صهاينة، وهو ما يكشف عن وجود بنية منظمة لحماية المستغِلين ومساعدتهم على الإفلات من العقاب.

المصدر: Press TV


اقرأ أيضًا :

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
11:44 pm, May 15, 2025
temperature icon 11°C
broken clouds
Humidity 80 %
Pressure 1027 mb
Wind 3 mph
Wind Gust Wind Gust: 10 mph
Clouds Clouds: 61%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 5:08 am
Sunset Sunset: 8:45 pm