اللاجئون المراهقون يفوّتون عامهم الدراسي بسبب متاهة التعليم البريطاني!

كشف تقرير حديث أن اللاجئين المراهقين في بريطانيا يفوّتون عامًا دراسيًا كاملًا بسبب التعقيدات التي يواجهونها في النظام التعليمي البريطاني، فكثير من المدارس لم تقبل تسجيل الطلبة اللاجئين الذين وصلوا البلاد بعد بدء العام الدراسي.
ترفض المدارس البريطانية تسجيل اللاجئين المراهقين في العام الدراسي الجديد
والتقرير، الذي أعدته مؤسسة “التعليم للاجئين في المملكة المتحدة” (REUK) بتمويل من مؤسسة “بيل” التعليمية، أخذ بعين الاعتبار المراهقين اللاجئين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا.
فيحاول المراهقون اللاجئون إكمال تعليهم والالتحاق بالسنة الدراسية الحادية عشرة، بينما يستعد أقرانهم من البريطانيين من الفئة العمرية ذاتها لامتحانات الـGCSE التي تؤهلهم للتسجيل في الجامعات.
وقد أظهر استطلاع للرأي أن 80% من المشاركين وجدوا أنه من الصعب الحصول على مقعد في المدارس الثانوية بعد عطلة الشتاء.
قصص بعض من اللاجئين المراهقين
وذكرت الدراسة تجارب بعض اللاجئين، مثل قصة إنجل نخلة، التي جاءت من لبنان إلى بريطانيا في سن الثالثة عشرة ولم تتمكن حينها من التسجيل في المدرسة.
وقالت إنجل أنها استطاعت التسجيل أخيرًا في المدرسة بعد انتظارٍ طال أشهر عدة، علمًا أن أشقاءها الصغار لم يواجهوا صعوبة في التسجيل في الصفوف الابتدائية.
وقالت أنجل إن تلك الفترة كانت مليئة بالتحديات الصعبة بسبب ضعف مستواها في اللغة الإنجليزية وشعورها بالعزلة الاجتماعية.
كما توضح الأبحاث أن الخيارات التعليمية المتاحة لطالبي اللجوء الذين تزيد أعمارهم عن 16 عامًا غالبًا ما تكون محدودة، فيتاح لهم خيار الالتحاق بدورات تعليمية للغة الإنجليزية أو بالبرامج المهنية. ولا تلبي هذه الخيارات طموحاتهم الأكاديمية والمهنية.
ويتطرق التقرير إلى العقبات التي تعرقل التحاق هؤلاء المراهقين بالمدارس، ومنها نقص الأماكن الدراسية المتاحة وعدم الاستقرار في أماكن الإقامة، حيث قد يُنقلون عبر البلاد دون إشعار مسبق.
كما يتناول التقرير مخاوف بعض المدارس من قبول الوافدين الجدد خلال العام الدراسي، خشية التأثير السلبي على أداء المدرسة في التصنيفات الرسمية.
وفي هذا السياق، قالت ديانا ساتون، مديرة مؤسسة “بيل”، إن تخفيض ميزانية تمويل المدارس وغياب سياسة واضحة داعمة لتعليم اللغة الإنجليزية يجعل المدارس “غير مهيأة بشكل كاف” لاستقبال الطلبة اللاجئين.
ومن جهتها، دعت مؤسسة REUK الحكومة البريطانية إلى تضمين طالبي اللجوء واللاجئين في مشروع قانون صحة الأطفال النفسية الجديد، الذي يهدف إلى معالجة مشكلة الغياب المدرسي. كما طالبت بوضع استراتيجية تدرس تسريع إجراءات دمج هؤلاء الأطفال في المدارس، بما في ذلك تقديم حوافز مالية للمدارس التي تقبل الوافدين خلال العام الدراسي.
وفي ردها، أكدت وزارة التعليم أن معالجة أزمة الغياب المدرسي تعتبر أولوية قصوى، مشيرة إلى أن السلطات المحلية تعمل بالفعل على ذلك.
وأضافت أن مشروع قانون صحة الأطفال النفسية سيساهم في تحسين هذه الجهود من خلال إنشاء سجلات تفصيلية للأطفال غير الملتحقين بالمدارس لضمان عدم نسيان أي منهم.
وفي الختام، يُظهر التقرير الحاجة الملحة إلى برامج دعم متخصصة لمساعدة الأطفال اللاجئين على الاندماج في المجتمع البريطاني، من خلال تعزيز مهاراتهم اللغوية والحياتية وتأمين بيئة تعليمية مستقرة لهم.
—————————————————————
اقرأ أيضًا
المدارس البريطانية ترفض استقبال طالبي اللجوء المراهقين لهذا السبب
دراسة: إغلاقات كورونا ستؤثر على المدارس في إنجلترا لعشر سنوات قادمة!
دليل شامل.. خطوات تسجيل الأطفال المغتربين في المدارس البريطانية
الرابط المختصر هنا ⬇