الإعلان عن الفائزين بجائزة الكتاب الفلسطيني في لندن لعام 2024

شهدت العاصمة البريطانية لندن فعالية إعلان الفائزين بجوائز الكتاب الفلسطيني لعام 2024، إذ حقق كتاب الأطفال “لانا تصنع بيتزا بنفسجية: حكاية طعام فلسطيني” للكاتبة أماندا نجيب، إنجازًا تاريخيًّا بوصفه أول كتاب للأطفال يحصل على هذه الجائزة.
وأثنى الحكام على الكتاب واصفين إياه بـ”العمل المثالي الذي يمهد الطريق لفتح حوار عن فلسطين مع الصغار”. وخلال تسلُّمها الجائزة، أعربت نجيب عن فخرها، مؤكدة أن “قصصنا تستحق أن ترى النور، لا بوصفها رمزًا لصمودنا فحسب، بل بوصفها تعبيرًا عن وجودنا”. وأهدت جائزتها إلى “أطفال غزة وجميع الأطفال الفلسطينيين المتطلعين إلى وطن حر”، مشيرة إلى أن هذه القصص “يمكن أن تلهم أطفالنا لمواصلة حمل إرثنا، حتى في ظل الحصار، وحتى في مواجهة محاولات طمس هُويتنا”.
وجاءت هذه النسخة من الجائزة، الثالثة عشرة في تاريخها، عقب فعالية غير رسمية في معرض (P21) بلندن، حيث التقى مؤلفو الكتب المرشحة بجمهور من القراء وتبادلوا الأفكار والإجابات بشأن كتبهم. وتمكن الحضور من شراء الكتب والحصول على توقيع المؤلفين.
وشهدت لجنة التحكيم هذا العام ترشيح أكثر من 50 كتابًا، وصل سبعة منها إلى القائمة القصيرة، وأُعلِن فوز ستة كتب ضمن خمس فئات مختلفة.
وفي افتتاحية الحفل، أشار الدكتور داود عبد الله، مدير مركز ميدل إيست مونيتور (MEMO)، إلى المعاناة التي شهدها العام الماضي جراء اجتياح إسرائيل لغزة وارتكابها جرائم حرب، قائلًا: “شهدنا أسوأ ما يمكن للبشرية فعله، وأفضل ما فيها أيضًا”، موضحًا أن “المجازر التي طالت النساء والأطفال تجسد أبشع ما وصلنا إليه”.
وكشف عبد الله أن تأثير تلك الجرائم امتد ليشمل موظفي “ميمو”، حيث “قُتلت إحدى كاتباتنا مع زوجها وأطفالها” على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفقدت موظفة أخرى تعيش في بريطانيا “28 فردًا من أسرتها في ضربة واحدة”.
وأضاف عبد الله بلهجة حازمة: إن “عددًا من الحكومات الغربية، ولا سيما الحكومة البريطانية، متورط في هذه الجريمة الكبرى”، مشيرًا إلى أن “وزير الخارجية ورئيس الوزراء، رغم كونهما محاميَين في مجال حقوق الإنسان، رفضا وصف الإبادة الجماعية في غزة على حقيقتها”.
وأكد عبد الله أن جائزة الكتاب الفلسطيني تمثل “إرادة الشعب الفلسطيني في التحرر من هذا المشروع الاستعماري”.
الفائزون بجوائز الكتاب الفلسطيني لعام 2024
- جائزة الكتاب الأكاديمي: د. ليزا بونغاليا عن كتابها “إمبراطورية مرنة: إعادة تشكيل الحرب من خلال المساعدات في فلسطين”.
- جائزة الترجمة: حازم جمجوم عن ترجمته لكتاب “ثورة 1936-1939 في فلسطين”.
- جائزة الإبداع: ساندرا باريارو وتيريزا أرانغورين عن كتاب “ضد المحو: ذاكرة تصويرية لفلسطين قبل النكبة”.
- جائزة الإبداع: آلان موريسون وعاطف الشاعر عن “من غزة: شعر فلسطيني جديد”.
- جائزة التاريخ الشفوي: خديجة حبشنة عن كتاب “فرسان السينما: قصة وحدة أفلام فلسطين”.
- جائزة كتاب الأطفال: أماندا نجيب عن كتابها “لانا تصنع بيتزا بنفسجية: حكاية طعام فلسطيني”.
- جائزة الإنجاز مدى الحياة: د. غادة كرمي.
وقد ألقت الدكتورة غادة كرمي، الأكاديمية والطبيبة والكاتبة الفلسطينية المولد، كلمة مؤثرة في الحفل قائلة: “نلتقي اليوم في وقتٍ عصيب من تاريخ فلسطين”، وعبرت عن شكرها لكل من “يواصل إبقاء شعلة فلسطين متقدة”. وأعربت عن أسفها للوضع الراهن الذي وصفته بأنه “أسوأ مما كنا عليه… ولم ينته بعد”، لكنها أشادت بجائزة الكتاب الفلسطيني بوصفها جهدًا متميزًا لمواجهة محاولات محو الفلسطينيين ومحو فلسطين.
وقد حظيت الدكتورة كرمي بتكريم خاص عبر جائزة الإنجاز مدى الحياة؛ تقديرًا لإسهاماتها المستمرة في تسليط الضوء على قضايا الفلسطينيين. وأشاد الحكام بعملها الذي تضمن مجموعة كبيرة من المقالات الصحفية والروايات والندوات، في محاولة مستمرة لإعلاء صوت الفلسطينيين تحت الاحتلال.
السفير الفلسطيني: الثقافة هي الانتفاضة الثالثة

من جهته أكد السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، حسام زملط، أهمية الحفاظ على الأدب والثقافة الفلسطينية، منبّهًا إلى أن “الثقافة هي ما يوحّد الفلسطينيين، وأومن بأن الانتفاضة الثالثة ستكون ثقافية”.
وأوضح زملط أن الفلسطينيين يواجهون الإبادة على يد إسرائيل، في حين تواصل الحكومات الغربية تقديم “الدعم العسكري والقانوني والدبلوماسي” لإسرائيل. ولفت إلى أن فلسطين وسّعت من “دائرة دعمها حول العالم”، قائلًا: إنه لم يشهد حركة عالمية مؤثرة كتلك المناهضة للفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
وأشار إلى أن “المد بدأ يتغير”، مؤكدًا أن جهود التضامن مع فلسطين لا تسعى لتحقيق العدالة للفلسطينيين فقط، بل للعدالة العالمية، إذ أصبحت رموز فلسطين كالكوفية والبطيخ تمثل تلك العدالة.
وختم زملط بالقول: “لسنا وحدنا، نحن الأغلبية، نحن أصوات الكثيرين، وسنخرج من هذه الإبادة أمةً حرةً في فلسطين حرة”.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇