الفيلم الفلسطيني الوثائقي “ضع روحك على كفك وامش” في دور السينما البريطانية 22 أغسطس
تستعد دور السينما البريطانية ابتداءً من 22 أغسطس لعرض الفيلم الوثائقي الفلسطيني “ضع روحك على كفك وامش”، الذي يوثّق تجربة المصوِّرة الصحفية الغزّية فاطمة (فاطِم) حسونة، التي قُتلت في قصف نفّذه جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه الغاشم على غزة. وقد عُرفت حسونة بإصرارها على نقل تفاصيل حياة أهلها اليومية تحت الحصار والقصف، لتتحول عدستها إلى شهادة حيّة على معاناة الغزيين.
شهادة من قلب غزة
الفيلم من إخراج المخرجة الإيرانية المقيمة في فرنسا سبيده فارسي، التي لم يُسمح لها بدخول غزة بسبب القيود المفروضة من الاحتلال، فلجأت إلى محادثات فيديو مع حسونة. وعلى مدار أشهر، وثّقت هذه الحوارات الحيّة حياة شابة في مقتبل العمر تصر على الإمساك بالكاميرا رغم الخوف والموت، لتجسّد صورة الصمود الفلسطيني في أبسط تفاصيله.
وفي مفارقة مأساوية، استشهدت حسونة وعدد من أفراد عائلتها في اليوم التالي لاختيار الفيلم ضمن برنامج ACID في مهرجان كان السينمائي لهذا العام. بذلك، تحوّل العمل من حوار عابر للحدود إلى وثيقة تذكارية تحفظ صوتها وإرثها الإنساني، وتخلّد شجاعتها في مواجهة آلة العدوان الإسرائيلي.
هذا وحظي الفيلم بإشادة من وسائل إعلام بريطانية، حيث وصفته صحيفة الغارديان بأنه “رثاء مدمّر”، فيما اعتبرت فايننشال تايمز أنه يقدم “سرديات حيّة عن الحياة تحت القصف”، مسلطة الضوء على المفارقة بين هدوء حياة المخرجة في الخارج وجحيم العدوان الإسرائيلي الذي كانت تعيشه حسونة في غزة.
عروض مرتقبة في بريطانيا
الفيلم، الذي توزّعه شركة Dogwoof، سيُعرض في قاعات سينما بارزة مثل Finsbury Park Picturehouse، وICA، وGarden Cinema، وDocHouse (Curzon Bloomsbury)، إضافة إلى عروض في مدن بريطانية أخرى. كما ستتخلل بعض العروض جلسات حوارية مع الجمهور لمناقشة مضمون الفيلم ورسائله.
وإطلاق الفيلم يأتي في وقت تُختزل فيه معاناة غزة غالبًا في أرقام وإحصاءات، بينما يغيب البعد الإنساني عن السرديات الإعلامية السائدة. غير أن “ضع روحك على كفك وامش” يعيد الاعتبار لصوت فلسطيني حقيقي، من خلال قصة شابة حلمت بالمستقبل وواجهت الموت بالكاميرا، لتبقى شاهدة على العدوان على القطاع.
إنه ليس مجرد وثائقي، بل مقاومة للعداء وذاكرة حيّة للصحفية، يمنح الجمهور البريطاني نافذة نادرة على تفاصيل الحياة تحت القصف والإبادة، ويذكّر بالكلفة الإنسانية الفادحة للعدوان على غزة.
وعرض هذا الفيلم في دور السينما البريطانية يحمل دلالة عميقة، إذ يتيح للجمهور فرصة للتعرف على الواقع الإنساني في غزة بعيدًا عن الخطاب الرسمي المجرّد. وتؤكد المنصة أن استشهاد الصحفيين والفنانين الفلسطينيين، ومن بينهم فاطمة حسونة، يفضح استهداف الاحتلال الممنهج للأصوات الحرة التي تسعى إلى نقل الحقيقة.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
20°C
