العرب في بريطانيا | الغارديان: إسرائيل تستخدم سلاح التجويع ضد غزة

1446 ذو القعدة 23 | 21 مايو 2025

الغارديان: إسرائيل تستخدم سلاح التجويع ضد غزة

غزة الغارديان
خلود العيط May 5, 2025

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرًا وصفت فيه الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة بأنه استخدام صريح للجوع كسلاح حرب، معتبرةً أن ما يجري على الأرض لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة أمنية، وأن تجاهل المجتمع الدولي لهذه الجريمة يُمثّل “عارًا مضاعفًا”.

وبحسَب الصحيفة، فإن المحكمة الدولية في لاهاي بدأت، بطلب من الأمم المتحدة، النظر فيما إذا كانت إسرائيل مُلزَمة بالسماح بدخول المساعدات إلى غزة، وذلك بعد مرور شهرين على إعادة فرضها حصارًا شاملًا قُبيل خرقها اتفاق وقف إطلاق النار. في الوقت ذاته، تعاني مستودعات المساعدات من فراغ كامل، وبلغت أسعار الطحين ثلاثين ضعف ما كانت عليه قبل الحرب، في حين أُغلقت المخابز التي كانت تديرها الأمم المتحدة؛ بسبب نفاد الإمدادات، وتوقفت المطابخ المجتمعية عن العمل.

الغارديان: الأطفال في قلب الكارثة

محامٍ بريطاني بارز: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة و10 بريطانيين متورطون في جرائم حرب

وتقول الغارديان: إن أكثر من 52 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، قُتلوا في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، بينهم 15 ألف طفل، بحسَب وزارة الصحة الفلسطينية. وتشير تقارير اليونيسف إلى أن آلاف الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد، في حين أظهر استطلاع للرأي أن نصف أطفال غزة تقريبًا تمنّوا الموت، نتيجة الحصار والمآسي المتراكمة.

وتنقل الصحيفة عن خبراء في القانون الدولي أن أحد أسباب تحوّل هذه القضية إلى ملف قانوني دولي هو التصريحات العلنية التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون. ففي صيف 2023، قال وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش: “قد يكون من المبرَّر والأخلاقي تجويع سكان غزة إذا كان ذلك سيؤدي إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين”، مضيفًا: “لكن لا أحد في العالم سيسمح لنا بذلك”.

كما صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن “السياسة واضحة: لن تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة”، في حين نبّه وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى أنه “لا يوجد أي مبرر لدخول غرام واحد من الطعام أو المساعدات إلى القطاع”، حتى يُحرَّر جميع الأسرى.

ذرائع أمنية مقابل واجبات قانونية

ترحيل نواب بريطانيين يكشف محاولات التستر على جرائم إسرائيل في غزة

وتتابع الصحيفة أن إسرائيل تبرّر منع دخول المساعدات بذريعة منع وصولها إلى عناصر حماس. إلا أن الغارديان ترى أن هذا التبرير يخفق أمام الواقع المؤلم، إذ إن المدنيين في غزة يموتون جوعًا إذا لم تقتلهم القنابل.

ومع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرّح بأنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السماح بدخول المساعدات، فإن الولايات المتحدة أخبرت المحكمة الدولية بأن “الاعتبارات الأمنية لإسرائيل تفوق التزاماتها القانونية”. لكن القانون الدولي واضح بحسَب الصحيفة: إسرائيل مُلزَمة، بموجب اتفاقيات جنيف، بضمان وصول الغذاء والمساعدات للسكان الواقعين تحت سيطرتها.

وتكشف الغارديان أن إسرائيل تُخطّط لاستئناف إدخال المساعدات “في الأسابيع المقبلة”، لكن عبر آلية جديدة تستثني وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بزعم أنها “مخترَقة من حماس”، وهو اتهام تنفيه الأمم المتحدة بشدّة. وتقترح إسرائيل توزيع الغذاء عبر منظمات دولية ومتعهدين أمنيين مختصين، وهي آلية وصفتها الصحيفة بأنها “غير عملية وخطرة على المدنيين”.

وفي ظل تصعيد إسرائيل والولايات المتحدة لهجماتهما على المؤسسات القضائية الدولية، تؤكد الغارديان أن على الدول الأخرى -وفي مقدمتها بريطانيا- أن تقف بحزم؛ دفاعًا عن العدالة الدولية، وأن تضغط بقوة من أجل استئناف فوري للمساعدات.

وختمت الصحيفة تقريرها قائلةً: “العار الحقيقي في هذه القضية ليس فقط الحاجة إلى رفعها إلى المحكمة، بل أن يقول نحو نصف الأطفال في غزة: إنهم يتمنّون الموت. العار أن يُقتل هذا العدد الهائل من المدنيين، وأن يُدفع عشرات الآلاف إلى حافة المجاعة. العار أن يُسمح لكل هذا بأن يحدث”!

المصدر: الغارديان 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
12:40 pm, May 21, 2025
temperature icon 16°C
overcast clouds
Humidity 67 %
Pressure 1016 mb
Wind 5 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 5:00 am
Sunset Sunset: 8:54 pm