العراق تسترجع قطعة أثرية آشورية من بريطانيا بعد 20 عاما
أعلنت السلطات العراقية استعادة قطعة أثرية آشورية قديمة كانت قد نُهبت من موقع نمرود الأثري في شمال العراق، الذي يُعد من أهم مراكز الحضارة الإنسانية. وظلت القطعة، التي تزن نحو 333 كيلوجرامًا، محفوظة في وحدة تخزين تابعة لشرطة العاصمة البريطانية لندن لأكثر من عقدين، قبل أن تُعاد إلى العراق.
القطعة الأثرية تُظهر جزءًا من نقش لجن آشوري كان يُزيّن جدران قصر الشمال الغربي في نمرود، ويعود تاريخها إلى عهد الملك الآشوري آشور ناصربال الثاني، الذي حكم في القرن التاسع قبل الميلاد. وكان الجن في الثقافة الآشورية يُعَد رمزًا للحماية والخصوبة، ما جعل هذه النقوش تُستخدم بكثرة في قصور ذلك العصر.
العراق تسترجع قطعة أثرية آشورية
واستُخرجت هذه القطعة في السبعينيات، ويُعتقد أنها سُرقت خلال التسعينيات بعد حرب الخليج الأولى. وظل مكانها مجهولًا لعقد من الزمن حتى ظهرت في سوق الآثار في لندن عام 2002. وحينها وُضعت في التخزين بواسطة وحدة الفن والآثار التابعة لشرطة لندن؛ نظرًا لعدم تحديد هُوية مالكها القانوني.
وكانت القطعة في الأصل بطول مترين، لكنها تعرضت لأضرار بالغة، ولم يتبق منها سوى الرأس والجسد. ورغم ذلك، حافظت على قيمتها الكبيرة، حيث انتشرت شائعات بأنها كانت معروضة للبيع بنحو 3.5 مليون باوند (ما يعادل 4.6 مليون دولار).
وفي سياق مشابه، بِيع نقش حجري مشابه لكنه كامل للجن الآشوري من القصر نفسه عام 2018 في مزاد “كريستيز” بنيويورك مقابل 31 مليون دولار، محطمًا الرقم القياسي السابق لأعلى سعر لقطعة فنية آشورية. ولم يُكشف عن هُوية المشتري.
وكان للمتحف البريطاني دور محوري في تسهيل إعادة القطعة الأثرية إلى العراق. وأوضح الدكتور سانت جون سيمبسون، كبير القيمين وعالم الآثار في المتحف البريطاني، في تصريح لصحيفة “التلغراف”، أن هذه القطعة تُعَد “أكبر أثر يُعاد إلى العراق خلال العقدين الماضيين، وهي ذات أهمية بالغة لأنها تملك مصدرًا موثقًا”.
أضرار ألحقتها داعش
وأشار سيمبسون إلى أن “القطعة نُقبت على يد عالم آثار عراقي في عاصمة آشور، التي تعرضت لضرر كبير على يد تنظيم الدولة الإسلامية، ما يضيف إلى قيمتها التاريخية قيمة رمزية إضافية”.
وأكدت السفارة العراقية في لندن أن استعادة القطعة جاءت بعد سنوات من المناقشات. وخلال فعالية استقبال القطعة، نبّه السفير العراقي في المملكة المتحدة، محمد جعفر الصدر، إلى أهميتها التاريخية المتزايدة بعد الدمار الذي ألحقه تنظيم “داعش” بقصر نمرود في محافظة نينوى. كما دعا السفير جميع من يملك قطعًا أثرية عراقية إلى إعادتها إلى موطنها الأصلي.
يُذكر أن الآشوريين ظهروا في نحو 2500 قبل الميلاد في شمال العراق، وحكموا إمبراطورية امتدت من البحر الأبيض المتوسط إلى إيران. وفي يوليو الماضي، أعلنت السلطات العراقية استعادة 181 قطعة أثرية كانت قد نُهبت من موقع نمرود ونُقلت إلى لوس أنجلوس في التسعينيات.
المصدر اكسبريس
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇