فرح صالح تطالب بالعدالة لفلسطين عبر عرض فني مميز بسبع خطوات
طالبت مصممة الرقص الفلسطينية فرح صالح بتحقيق العدالة لفلسطين عبر عرض فني يدور حول السؤال الآتي: ماذا لو اعتذرت الحكومة البريطانية عن وعد بلفور؟
ينقل العرض المتفرجين إلى أحداث متخيلة في عام 2044، إذ تفترض مقدمة العرض أن الحكومة البريطانية تعتذر للفلسطينيين عن وعد بلفور وتقدم سبعة التزامات لتعويضهم عن احتلال فلسطين.
ويشارك الجمهور في العرض الفني بدور لجنة الحكم التي تقيم الالتزامات المفترضة التي تقدمها الحكومة البريطانية لتعويض الفلسطينيين عن نتائج وعد بلفور.
عرض فني تفاعلي يجسد معاناة الفلسطينيين
ويتضمن العرض مزيجًا من الحركة والكلام والعمل التشاركي، ويسلط الضوء على الماضي الاستعماري لبريطانيا ودور الناس في تحقيق مستقبل خالٍ من الاستعمار.
وبهذا الصدد قالت فرح: “أعمل عادة على تقديم العروض التشاركية لأنني لا أحبذ فكرة العروض التي لا تشتمل على دور للمتفرجين”.
وأضافت: “بالنسبة لي، يجب أن يشارك الناس في العروض والفعاليات المعادية للاستعمار عبر تجاربهم وأحاسيسهم، وليس بالاعتماد على الفكر فقط. إذ يتعلق الأمر أيضًا بالنشاط والتجربة الشعورية، التي يتكامل فيها الحضور الفكري والجسدي”.
أقيم العرض في كنيسة كوينز بارك المعمدانية، حيث جلس الحاضرون على شكل نصف دائرة، ما أثار شعورًا متبادلًا بالتفاعلية والتركيز بين المشاركين.
ثم بدأ أحد الحاضرين بقراءة الفقرة الأولى من نص الاعتذار المفترض الذي تقدمه الحكومة البريطانية للفلسطينيين عن وعد بلفور، ثم استأنف القراءة شخص آخر من الحضور، في حين بدأت فرح بالرقص في منتصف الدائرة مجسدة في حركاتها معنى النص.
ارتدت فرح ثوبًا فلسطينيًّا مطرزًا؛ تضامنًا مع رفض بعض طلاب الدكتوراه المشاركة في حفل التخرج احتجاجًا على استثمارات جامعة إدنبرة في شركات تبيع الأسلحة لإسرائيل.
المحاور الأساسية للعرض
وتنص الفقرة الأولى من العرض على اعتذار افتراضي يقدمه جيمس آرثر بلفور عن الإرث الاستعماري لبلاده، وعن العبارة الشهيرة التي قالها: “إن الناس لا يولدون متساوين”.
أما البند الثاني المذكور في النص المتخيل، فينص على التزام الحكومة البريطانية بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
ويتضمن الالتزام الثالث سحب استثمارات الجامعات البريطانية من الشركات الداعمة للاحتلال العسكري الإسرائيلي لفلسطين.
وينص الالتزام الرابع على رفع القيود المفروضة على حرية التعبير أثناء النقاشات المتعلقة بإسرائيل وفلسطين.
أما الالتزام الافتراضي الخامس، فينص على إدراج التاريخ الاستعماري لبريطانيا في المناهج الدراسية والجامعية.
والالتزام السادس هو توفير الموارد المطلوبة لإعادة بناء الجامعات في قطاع غزة وتقديم منح دراسية للطلاب الغزيين للدراسة في بريطانيا.
وينص الالتزام الأخير على دعم بريطانيا لحل دولة واحدة تشمل فلسطين وإسرائيل، عبر منح حق العودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين.
وبمجرد الانتهاء من قراءة الالتزامات، عُرضت على الشاشة، وكرر الجمهور (لجنة الحكم الافتراضية) قراءة هذه الالتزامات، واستمرت فرح في الأداء الراقص أمام الجمهور، الذي أظهر حسًّا بالمسؤولية ورغبةً في تحقيق هذه الالتزامات.
وأشارت فرح إلى أن مثل هذه العروض تشكل نقدًا للحداثة والفكر الأوروبي المركزي، الذي يعطي الأولوية للفكر والإنتاج والدقة على حساب التعبير العاطفي والتجارب الجماعية.
وبمجرد انتهاء الجمهور من القراءة، ساد صمت مطبق، واستشعر الحاضرون تواطؤ الحكومة البريطانية مع الانتهاكات الإسرائيلية المرتكبة في قطاع غزة.
وأكدت فرح أن هذه الالتزامات تعكس مطالب الناشطين وطلاب الجامعات، ويشمل ذلك جامعة إدنبرة.
وأوضحت أن الاعتذار الخيالي الذي قدمه بلفور لم يكن صادرًا عنه وحسب، بل عن جامعة إدنبرة بالكامل، التي شغل فيها بلفور منصب المستشار.
وفي نهاية العرض، عمل الفنان لوكا تشيه بيج كاو على تحقيق نوع من الانسجام بين الحاضرين أثناء قراءتهم للالتزامات المتخيلة الواردة في النص.
وتحدث كاو عن أهمية الرسالة التي يقدمها هذا العرض في ظل استمرار قتل الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى متابعة النضال من أجل الشعب الفلسطيني عبر تكريس الرؤية الخاصة بمرحلة ما بعد الاستعمار، سواء كان ذلك على المستوى الفردي أو الجماعي.
المصدر: Greater Govanhill
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇