الطلاقة في اللغة الإنجليزية شرط جديد للحصول على تأشيرة العمل في بريطانيا

في خطوة تعكس توجها متجددا في سياسات الهجرة البريطانية، كشفت تقارير إعلامية أن الحكومة تعتزم فرض شروط أكثر صرامة على المهاجرين إلى المملكة المتحدة، تتضمن رفع مستوى إتقان اللغة الإنجليزية كشرط أساسي للحصول على تأشيرة عمل، فضلًا عن تمديد فترة الانتظار اللازمة للحصول على الإقامة الدائمة.
ومن المنتظر أن يتضمن “الكتاب الأبيض للهجرة”، المقرر صدوره الأسبوع المقبل، تفاصيل هذه “الإصلاحات” الجديدة، والتي تُعد أولى بوادر تشدد حزب العمال بقيادة كير ستارمر في ملف الهجرة، وذلك بعد خسارته عددًا من المقاعد في الانتخابات المحلية لصالح حزب الإصلاح اليميني، الذي يُعرف بتوجهاته المتطرفة تجاه المهاجرين.
ووفق ما نقلته صحيفة التايمز، تدرس الحكومة إلزام المتقدمين لتأشيرات العمل بامتلاك مستوى متقدم من اللغة الإنجليزية يعادل شهادة A-Level في اللغات الأجنبية، بدلاً من المستوى الحالي المكافئ لشهادة GCSE في اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية.
ويجدر بالذكر أن شهادة الـGCSE تعادل المرحلة الثانوية الدنيا (الصف الحادي عشر). يُعتبر هذا المستوى أساسيًا، ويعادل مستوى الصف العاشر أو الأول ثانوي في بعض الأنظمة العربية. أما امتحانات الـA-Level شهادة متقدمة تُمنح بعد عامين من GCSE، أي عادةً في عمر 18 عامًا، وتُعادل المرحلة التحضيرية للجامعة (الصف الثاني عشر)
وبحسب وزارة الداخلية، فإن هذا المستوى يتطلب من المهاجرين القدرة على التعبير “بطلاقة وعفوية دون تردد ظاهر”، والتحدث بالإنجليزية “بمرونة وفعالية في السياقات الاجتماعية والأكاديمية والمهنية”. كما يُشترط منهم كتابة نصوص متقنة وواضحة ومفصلة تتناول موضوعات معقدة.
ونقلت التايمز عن مصادر حكومية قولها إن “الكتاب الأبيض سيقدم مقترحات تهدف إلى فرض سيطرة أشد على النظام، بحيث يكون أكثر تنظيمًا وانتقائية وعدالة”. وأضاف أحد المسؤولين: “سيُقال للمهاجرين الراغبين في القدوم: إذا أردت أن تأتي إلى هنا، فعليك أن تسهم وتندمج”.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن الإصلاحات المرتقبة قد تفرض على المهاجرين الانتظار لمدة تصل إلى عشر سنوات قبل التقدم بطلب للحصول على الإقامة الدائمة في المملكة المتحدة، وهي زيادة كبيرة مقارنة بالفترة الحالية التي تبلغ خمس سنوات بالنسبة لمعظم الحاصلين على تأشيرات عمل محددة المدة.
ويُعد الحصول على الإقامة الدائمة بوابة أساسية نحو التقدم للجنسية البريطانية والاستفادة من نظام الرعاية الاجتماعية. إلا أن تمديد فترة الانتظار إلى عشر سنوات قد يُطبق على من يقضون فترات طويلة خارج البلاد أو على من تدور حولهم تساؤلات مالية، بحسب ما أوردته الصحيفة.
وتتلاقى هذه الخطط مع إعلان مشابه من حزب المحافظين صدر يوم الثلاثاء، يقضي بتمديد مدة الانتظار للإقامة الدائمة ضمن ما يعرف بـ”قانون الترحيل”.
وتأتي هذه التحركات من الحزبين الرئيسيين – المحافظين والعمال – في إطار سباق لاستعادة ثقة الناخبين الذين اتجهوا إلى حزب “ريفورم يو كي”، بزعامة نايجل فاراج، المعروف بمواقفه المتشددة إزاء الهجرة. وكان الحزب قد حقق مكاسب ملموسة خلال الانتخابات المحلية الأخيرة، حيث فاز بمئات المقاعد في المجالس، وانتزع مقعد “رانكورن وهيلسبي” البرلماني من حزب العمال في الأول من مايو الجاري.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇