لماذا يشهد عام 2025 زيادة في حوادث تحطم الطائرات؟

شهد قطاع الطيران في عام 2025 سلسلة من الحوادث الجوية التي أثارت تساؤلات حول مدى سلامة السفر الجوي، لا سيما في ظل وقوع خمس كوارث جوية كبرى خلال الأشهر الثلاثة الأولى فقط من العام. أحدث هذه الحوادث وقع يوم الأحد 9 مارس، عندما تحطمت طائرة من طراز “بيتش كرافت بونانزا” في موقف سيارات تابع لدار رعاية في بلدة مانهايم بولاية بنسلفانيا الأميركية، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها. ورغم الدمار الذي خلفه الحادث، نجا جميع الركاب الخمسة الذين كانوا على متنها، ونُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.

سلسلة الحوادث الجوية في 2025

تعد حادثة بنسلفانيا الأحدث ضمن سلسلة من الكوارث الجوية التي شهدتها أميركا الشمالية منذ مطلع العام، والتي أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا، مما يعزز المخاوف بشأن مستوى الأمان في الرحلات الجوية.

• واشنطن دي سي (29 يناير): اصطدمت طائرة ركاب تجارية بمروحية تابعة للجيش الأميركي قرب العاصمة واشنطن، ما أدى إلى مقتل 67 شخصًا، في أسوأ كارثة جوية تشهدها الولايات المتحدة منذ حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الأميركية عام 2001 في نيويورك، الذي أسفر عن مقتل 265 شخصًا.

• فيلادلفيا (31 يناير): سقطت طائرة إسعاف جوي على منازل في فيلادلفيا، متسببة في وفاة جميع الركاب الستة الذين كانوا على متنها، بالإضافة إلى شخص آخر كان على الأرض.

• ألاسكا (فبراير): لقي عشرة أشخاص مصرعهم بعد تحطم طائرة صغيرة من طراز “سيسنا جراند كارافان” في الجليد البحري أثناء رحلتها بين أونالاكليت ومدينة نوم الساحلية. وقد تم العثور على حطام الطائرة وجثث الضحايا في اليوم التالي.

• تورنتو (17 فبراير): تعرضت طائرة تابعة لشركة “دلتا إيرلاينز” لحادث خطير أثناء هبوطها في مطار تورنتو بيرسون بكندا، مما أدى إلى انقلابها وإصابة 18 شخصًا، بينهم ثلاثة في حالة حرجة.

إلى جانب هذه الحوادث الكبرى، شهد العام أيضًا سلسلة من الحوادث الجوية الأقل خطورة، شملت طائرات تابعة لشركات “يونايتد” و”جال” و”دلتا”، حيث تعرضت لحوادث تصادم على المدارج أو حرائق محركات أثناء الإقلاع.

أسباب الحوادث والتحقيقات الجارية

لا تزال الأسباب الدقيقة لهذه الحوادث غير واضحة، حيث يجري كل من المجلس الوطني لسلامة النقل (NTSB) وإدارة الطيران الفيدرالية (FAA) تحقيقات معمقة قد تستغرق أكثر من عام قبل إصدار تقارير نهائية. ومع ذلك، تبرز عدة عوامل قد تكون ساهمت في ارتفاع وتيرة الحوادث، منها نقص العاملين في قطاع مراقبة الحركة الجوية، وهو ما دفع بعض الخبراء إلى التحذير من تأثير ذلك على سلامة المجال الجوي الأميركي.

على الرغم من ارتفاع عدد الحوادث في الأشهر الأخيرة، يؤكد المسؤولون والخبراء أن السفر الجوي لا يزال أكثر وسائل النقل أمانًا. فقد أشار وزير النقل الأميركي، شون دافي، إلى أن الطيران يظل “أكثر أمانًا من السفر بالسيارات والقطارات”، مستشهدًا ببيانات مجلس السلامة الوطني التي تفيد بأن احتمالات الوفاة في حوادث السيارات أعلى بكثير من تلك الناجمة عن تحطم الطائرات.

إحصائيات الحوادث الجوية على مدى العقود الأخيرة

وفقًا لبيانات “أرشيف حوادث الطائرات”، فقد سجل عام 1972 أعلى عدد من الوفيات الناتجة عن حوادث الطيران في التاريخ الحديث، حيث لقي 3,346 شخصًا مصرعهم. غير أن معدلات الوفيات بدأت بالانخفاض بشكل تدريجي منذ تسعينيات القرن الماضي، وأصبحت أرقام الوفيات السنوية نادرًا ما تتجاوز ألف شخص منذ عام 2010.

في عام 2024، بلغ عدد وفيات حوادث الطيران 416 شخصًا، وهو رقم أعلى من عام 2023 الذي شهد 229 وفاة، لكنه لا يزال متوافقًا مع متوسط الوفيات السنوي في السنوات الأخيرة، والذي تراوح بين 357 و578 شخصًا.

تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن التغيرات المناخية قد تؤثر على سلامة الطيران، حيث أدت زيادة سرعة التيارات الهوائية واشتداد العواصف إلى ارتفاع معدلات الاضطرابات الجوية. كما ازدادت حوادث إغلاق المدارج بسبب الفيضانات وارتفاع درجات الحرارة، مما أثر على عمليات الإقلاع والهبوط.

المصدر ستندرد 

إقرأ أيّضا

• لندن تقود حراكًا عالميًا لتحليق الطائرات الورقية تضامنًا مع غزة
• السعودية تسعى للتعاون مع بريطانيا في صناعة الطائرات الحربية
• إضراب محتمل يهدد بتوقف تقديم الطعام على متن الطائرات في بريطانيا