الداخلية تسمح لرجل بالإقامة في بريطانيا بعد 47 عامًا من وصوله للبلاد!

منحت وزارة الداخلية رجلًا متقاعدًا من أصل غانيّ الإقامة الدائمة في بريطانيا، بعد أن رفع دعوى قضائية عليها؛ بسبب منعه من البقاء في البلاد رغم أنه عاش فيها قرابة 50 عامًا!
وكان نلسون شاردي يظن أنه أصبح مواطنًا بريطانيًّا تلقائيًّا؛ لأنه عاش سنين طويلة دون مشكلات في البلاد، ولكن في عام 2019 اكتشف أنه يجب أن يدفع مبلغًا طائلًا من المال للحصول على الخدمات الصحية؛ لأنه لم يُكمل إجراءات الإقامة.
من طالب إلى متقاعد دون إقامة!
وصل شاردي -الذي يعيش حاليًّا في والاسي في ويرال- إلى بريطانيا في عام 1977 بواسطة تأشيرة طالب، وكانت تسمح له التأشيرة بالعمل أيضًا. وبعد انقلاب عسكري حدث في غانا لم يَعُد بإمكان أسرته أن ترسل له الأموال، فبدأ العمل لينفق على نفسه.
وتولّى وظائف مختلفة، من صنع الخبز في (Mother’s Pride) والكعك في (Kipling’s Cakes) بالقرب من ساوثامبتون، إلى صنع الشوكولاتة في (Bendick’s Chocolate) في وينشستر. ويقول: إن الأماكن التي عمل بها لم تطلب منه أن يقدم تصريحًا للعمل أو تأشيرة إقامة في بريطانيا.
وقد تزوج لاحقًا مواطنة بريطانية، وانتقل للعيش معها في والاسي، حيث افتتح متجره الخاص، ثم انفصل عنها وتزوج مواطنة بريطانية أخرى، وأنجب منها ولدين جايكوب وآرون. ويقول شاردي: إنه لم يغادر المملكة المتحدة قط؛ لأنه كان يعتبرها موطنه.
وفي عام 2007 حصل شاردي على وسام من الشرطة؛ تقديرًا لشجاعته عندما منع أحد اللصوص من الاعتداء على عامل توصيل بمضرب بيسبول.
الداخلية البريطانية: أنت لست مواطنًا بريطانيًّا”!
وفي عام 2019 عندما تقدم شاردي بطلب للحصول على جواز سفر لحضور جنازة والدته في غانا، أخبرته وزارة الداخلية أنه ليس مواطنًا بريطانيًّا من الأساس، وأنه لا يحق له أن يعيش في بريطانيا.
وطالبه المسؤولون بأن يقدم طلبًا للحصول على الإقامة لـ10 سنوات، في خطوة أولى في طريق الحصول على الجنسية. لكن ذلك كان سيُكلّفه نحو 7 آلاف باوند، إضافة إلى دفع 10500 باوند مقابل الحصول على الخدمات الصحية خلال هذه الفترة، وهي مبالغ لا يستطيع شاردي تأمينها.
لذا قرر شاردي مقاضاة وزارة الداخلية بمساعدة نيكولا بورغس، وهي محامية ناشطة في مجال حقوق المهاجرين في مانشستر. وطالب في الدعوى -التي جمع تكاليفها من التبرعات- بمنحه الإقامة الدائمة الاستثنائية؛ بعد عيشه مدة طويلة في بريطانيا وحصوله على وسام من الشرطة لشجاعته وخدمته المجتمع المحلي.
وبالفعل اعترفت الداخلية البريطانية بأن حالته “استثنائية”، ومنحته خارج قوانين الهجرة العادية إقامة دائمة مع التنازل أيضًا عن رسوم الطلب. أما التبرعات التي جمعها شاردي من أجل معركته القانونية، والتي بلغت قيمتها أكثر من 48 ألف باوند، فقرر التبرع بها لجمعيات (The Boaz Trust) و(Clatterbridge Cancer) و(Wirral Foodbank) الخيرية.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇