في إطار جهودها المستمرة لمكافحة الهجرة غير الشرعية والتصدي لعمليات تهريب البشر، أطلقت الحكومة البريطانية حملة إعلامية دولية تهدف إلى تحذير الراغبين في الهجرة إلى بريطانيا من المعلومات المضللة التي يروج لها مهربو البشر.
وضمت الحملة محتوى رقميًا مكثفًا يروي تجارب مهاجرين وقعوا ضحايا للخداع والاستغلال بعد أن استدرجوا بوعود زائفة.
إعلانات رقمية تسلط الضوء على مخاطر الهجرة غير الشرعية

شملت الحملة التي أطلقتها وزارة الداخلية البريطانية إعلانات رقمية مصورة تسلط الضوء على المخاطر الحقيقية التي يواجهها اللاجئون أثناء محاولاتهم دخول بريطانيا بطرق غير قانونية.
ونُشرت هذه الإعلانات بشكل خاص في إقليم كردستان العراق، الذي يشهد نشاطًا مكثفًا لشبكات تهريب البشر.
يظهر في أحد مقاطع الفيديو رجل مجهول الهوية يدلي بشهادته، بينما تُعرض صورة لقارب مطاطي مفرغ من الهواء وسط البحر مع نصوص تقول: “كان القارب مزدحمًا جدًا” و”اختفى الناس في البحر”، مما يعكس خطورة عبور القنال الإنجليزي في قوارب غير آمنة.
وفي مقطع آخر، تقول امرأة مجهولة الهوية: “وعدوني بوظيفة ذات أجر جيد، لكنني أصبحت عبدة”، في إشارة إلى مخاطر الاستغلال التي يتعرض لها بعض المهاجرين بعد وصولهم.
حملات سابقة وتحذيرات مستمرة

تأتي هذه الحملة استكمالًا لجهود الحكومة البريطانية في مكافحة التضليل الذي تروجه شبكات تهريب البشر.
فخلال الأشهر الماضية، أطلقت بريطانيا حملات توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتحذير الأشخاص من مخاطر الهجرة غير الشرعية، حيث بدأت الحملة في فيتنام في ديسمبر، ثم امتدت إلى ألبانيا في يناير.
من جانبها، قالت وزيرة الأمن الحدودي واللجوء، السيدة أنجيلا إيجل: “العصابات الإجرامية تستغل وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب واستدراج الضحايا من أجل المال، ونحن نتصدى لهم بكشف القصص الحقيقية للضحايا.”
وأضافت: “هذه الحملة تهدف إلى تدمير النموذج التجاري الذي يعتمد عليه هؤلاء المجرمون، وحماية الناس من الوقوع في شراكهم، وتعزيز أمن الحدود البريطانية كجزء من خطة الحكومة للتغيير.”
وأكدت إيجل خطورة شبكات التهريب، مشيرةً إلى أن أعدادًا كبيرة فقدوا حياتهم أثناء عبور القنال الإنجليزي بسبب استغلال المهربين لهم، مؤكدةً أن الحكومة عازمة على تقديم هؤلاء المجرمين إلى العدالة.
ضغط حكومي لمكافحة التهريب

تزامنت الحملة الجديدة مع تصاعد أعداد المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم لعبور القنال الإنجليزي. ففي 2 مارس، سجلت السلطات البريطانية وصول 592 مهاجرًا في 11 قاربًا، وهو أعلى رقم في يوم واحد منذ بداية العام، ليرتفع إجمالي عدد الوافدين في عام 2024 إلى 2,716 شخصًا، وفق بيانات وزارة الداخلية.
ولتكثيف جهود مكافحة التهريب، تعتزم الحكومة البريطانية توقيع بيان مشترك مع الحكومة الفيتنامية لتعزيز التعاون في إعادة المهاجرين غير الشرعيين وتعطيل شبكات التهريب.
وفي سياق متصل، قام قائد أمن الحدود، مارتن هيويت، بزيارة إلى العراق وإقليم كردستان مؤخرًا لتعزيز التنسيق المشترك في التصدي لجرائم الهجرة المنظمة.
تشديد القوانين لمكافحة التهريب
وفي إطار الإجراءات المتخذة، يناقش البرلمان البريطاني مشروع قانون جديد للأمن الحدودي واللجوء والهجرة، يهدف إلى تشديد العقوبات على شبكات التهريب وإدخال مجموعة جديدة من الجرائم والصلاحيات، مستوحاة من قوانين مكافحة الإرهاب.
ويهدف القانون الجديد إلى تشديد الخناق على مهربي البشر الذين يستغلون الأوضاع الإنسانية الصعبة لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة.
وأكد قائد أمن الحدود، مارتن هيويت، أن “التواصل والتوعية عنصران أساسيان في مكافحة جرائم التهريب، وحملتنا الدولية تبعث برسالة واضحة إلى المهاجرين المحتملين بأن هؤلاء المجرمين لا يمكن الوثوق بهم.”